جديد بلدية طرابلس: إشكال وتضارب واستقالة

إسراء ديب
إسراء ديب

إتخذ عضو مجلس بلدية طرابلس شادي نشابة قراره بالاستقالة بعد أشهرٍ من التريث عسى أن يكون صبره في مصلحة تغيير إيجابي يطرأ على مستجدّات العمل البلديّ. وأسباب استقالته لا تعود إلى خلاف مع رئيس البلدية أو الأعضاء، بل إلى انعدام التنظيم وتراجع الأداء البلدي بشكلٍ واضح في الآونة الأخيرة، فالبلدية لم تعد قادرة على القيام بدورها الأساسيّ في ظلّ تراكم وتعاظم الخلافات بين رئيس البلدية رياض يمق وبعض أعضاء المجلس البلدي. كما أنّ هذه الخلافات لا تقتصر على أداء يمق، بل تعود إلى رؤساء قبله لم تسلم عهودهم من الخلافات على الملفات التي ما زالت تُشكل أزمة معرقلة أمام الرغبة في إحداث أيّ تطوير أو تحسين في العمل البلدي.

وقد تعاظمت هذه الخلافات أخيراً، من مرحلة تبادل الاتهامات وفتح الملفات، إلى مرحلة “رفع السلاح”، وذلك بعد قيام بعض الأعضاء بإطلاق النار على بعضهم البعض في قصر نوفل، ثمّ حصل إطلاق نار على مكتب أحد أعضاء المجلس، وصولًا إلى إشكال قد حصل مؤخرًا بين عضو المجلس البلدي جميل جبلاوي وبعض عناصر شرطة البلدية بسبب اعتقادهم أنّ المجلس لا يرغب في إعطائهم حقوقهم، الأمر الذي أدّى إلى حصول إشكال وتضارب انتهى باعتذار بعض عناصر الشرطة من جبلاوي، وفق ما يُؤكّد بعض الأعضاء.

وقبيل الإشكال الأخير، تقدّم نشابة باستقالته بكتاب رفعه، أشار فيه إلى أن “البلدية تعاني من تخبط لأسباب داخلية وخارجية”، محدداً الأسباب الداخلية بالرؤية العملية، و”الشخصية” والمتعلقة بالنفوذ أو بالأسباب السياسية، ما أدى إلى “فشل البلدية” بحسب تعبيره.

وأعاد الأسباب الخارجية، إلى “اعتماد النظام المركزي في لبنان والروتين الإدراي القاتل للعملية التنموية أو لتحقيق الإنماء العادل، وسوء التخطيط والتنسيق، وحصول تضارب بين المشاريع، ما أدى الى استباحة المدينة”.

وتمنى أن تكون استقالته “فاتحة لحل الخلافات الداخلية بين بعض الأعضاء والتي جرت محاولات عدة سابقاً لحلها، من قبل بعض فاعلي الخير ومحبي المدينة ولكنها باءت بالفشل”، مشدداً على أهمية “تطبيق قانون اللامركزية الإدارية الذي أصبح حاجة ماسة للبنان في ظل الضغوط المختلفة”.

وأوضح “كنت بين خيارين صعبين، إما البقاء في نفس القوقعة أو الاستقالة”. خاتماً: “عسى أن تكون هذه الغيمة السوداء لفترة قصيرة وتعود المدينة ويعود الوطن أفضل مما كانا عليه”.

نشابة يوضح أسباب استقالته

وأوضح نشابة في حديث لـ” لبنان الكبير”، أنه “في عهد الرئيس أحمد قمر الدين انتسبت إلى عضوية المجلس البلدي وكانت تحصل خلافات بين قمر الدّين وبعض الأعضاء، وهذا ما سبّب الكثير من التعطيل لإجراءات العمل البلدي الذي أثر بشكلٍ مباشر على عملية تنمية وتطوير المدينة التي تحتاج إلى كلّ ما يُؤدّي إلى تحسينها، وعام 2019، توقّعنا التغيير مع وصول يمق إلى إدارة البلدية، ولكن عادت الخلافات إلى الواجهة فضلًا عن العديد من الأزمات التي كانت صعبة جدًا أبرزها فيروس كورونا، ثورة 17 تشرين، حرق مبنى البلدية… وآخرها المشكلات التي وقعت ووصلت إلى إطلاق النار كما حصل في قصر نوفل، ما يُشير فعليًا إلى صعوبة الواقع الذي وصلنا إليه”.

وأشار نشابة إلى مبادرة حلّ كان قد قام بها مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمّد إمام، ويقول: “طرحت حينها أنّ المجلس لديه 6 نقاط أيّ مشاريع يُمكن القيام بها، جزء منها ليس بحاجة إلى تمويل وجزء آخر يحتاج إلى جهات مانحة، ولكن الجزء الرئيسي تنظيمي، ما يخلق فرص عمل لأبناء المدينة. ولكن بعد مبادرة المفتي، بقيت الأمور والتفاصيل على جمودها واستمرّت المشكلات نتيجة الانقسام الحاصل بين رئيس البلدية ومناصريه، وأعضاء المجلس ومناصريهم”.

ويُؤكّد نشابة أنّ عدم تقديمه للاستقالة مسبقًا، كان بسبب التركيز على مبدأ يقول إنّه “في حال استقلنا سوف يُمسك محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا بزمام الأمور”، لافتًا إلى أنّ “المجلس البلدي لديه حصانة من قبل أهالي طرابلس نظرًا لــ “كره” شريحة كبيرة من الطرابلسيين للمحافظ وعدم رغبتهم في استيلائه على المجلس البلدي ومصيرهم”.

نفي من جبلاوي: شائعات وأكاذيب

من جهته، نشر عضو المجلس جميل جبلاوي نفيًا للتضارب الذي حصل بينه وبين بعض عناصر شرطة البلدية، قال فيه: “الذين يتربصون الشر بطرابلس وبلديتها يحاولون دائماً بث الشائعات والأكاذيب، ويتمنون فرط المجلس لتصبح البلدية بتصرف المحافظ المرفوض من أبناء طرابلس، كلا لم يحدث تضارب بين أعضاء المجلس البلدي، ومن يسوق لذلك فهو كذاب أشر، الذي حدث أن عناصر شرطة البلدية كانوا يتظاهرون للمطالبة بزودة درجتين، بث أحد المغرضين الذي ينوي الشر لطرابلس بين الشرطة خبراً أننا لن نقر طلبهم المحق، والذي هو محل إجماع في المجلس البلدي، فحاول البعض منهم دخول قاعة اجتماع المجلس وهم بحالة غضب وكنت أمام القاعة، فقمت بمنعهم وهنا حدث تلاسن وقام عناصر أخرى من الشرطة بالتدخل والرئيس وبعض الأعضاء وانتهى الإشكال وقاموا بالاعتذار، مع العلم أننا في المجلس البلدي نتفهم وجعهم ونشعر معهم ونحن معهم في ظل الوضع الاقتصادي الحالي الذي أصاب الجميع”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً