الحُفر تنخر بعلبك… وتزفيتها رهن الإنتخابات!

آية المصري
آية المصري

لا يمكنك قصد أي منطقة في لبنان من دون الوقوع في حفرها، فباتت الحفر شعارا ورمزا لكل منطقة. وبالطبع نحن لا نتكلم عن حفر صغيرة الحجم، بل عن حفر لا يمكن قياس طولها وعرضها، فكل يوم يتعرف اللبناني على صديقة جديدة تعوق طريقه وتعطّل سيارته.

وفي هذه الأوضاع المعيشية والاقتصادية الخانقة، من الصعب إصلاح سيارة لأن كل القطع تحتسب وتدفع بواسطة “الفريش دولار”، وفي الوقت عينه الطرق لا ترحم المواطن، وتزداد سوءا بعد المنخفضات الجوية التي شهدناها في الفترة الأخيرة. وعكسنا المثل القائل “بكرة بيدوب الثلج وبيبان المرج” ليصبح “بكرة بيدوب التلج وبتبان الحفر”، أجل فالطرق والأوتوسترادات في الأساس تعاني الإهمال وتؤدي الى الكثير من الحوادث، وزادت هذه الظاهرة أكثر بعد عواصف الثلوج.

وعند التوجه الى منطقة بعلبك – الهرمل لن ترى اضاءة في المساء ولن تتخيل ما سيحدث معك على الأوتوستراد والطرق الخاصة نتيجة الحفر التي لا تعد ولا تحصى، مع العلم أن موعد الانتخابات سيحل قريبا فلماذا لم تبدأ بعد عملية تزفيت الطرق كما اعتدناها سابقا؟ وما رأي الجهات المعنية بهذه الأزمة التي تهددنا يوميا؟ وما رأي المواطنين أيضا، وهل يمكنهم تحمل هذه الأوضاع؟.

وعن الطرق العامة والمصنفة من مسؤولية وزارة الأشغال العامة والنقل، فقد بلغت 6200 كيلومتر طوليا، وكلفة إنشائها 3.3 مليارات دولار. اما كلفة صيانتها السنوية فتبلغ 105 ملايين دولار.

وفي هذا السياق، أوضح مستشار وزير الأشغال العامة والنقل محمد جشي في حديث سابق أنه “عندما يتم الحديث عن 105 ملايين دولار فهذا يعني أننا نتحدث عن ملفات تصريف مياه الأمطار ومعالجة ملف الثلوج، وفي الوقت عينه هناك عملية صيانة وتزفيت بعض الطرق واصلاح الحفر. وهذه الطرق تنقسم الى أربعة أقسام: الطرق الدولية، الرئيسية، الثانوية والمحلية. وعلى الطرق الدولية كطريق ضهر البيدر فبسبب كثافة السيارات والشاحنات تحتاج الى صيانة دورية، ونحن كوزراة غير قادرين على العمل عليها دوريا وسنويا”.

الحفر في تزايد مستمر!

واعتبر المواطن حسام أن “بعلبك لم تعد تشتهر بصفيحتها بل بحفرها، التي لا يمكننا معرفة عددها عموما، فكل يوم نكتشف حفرة جديدة ترحب بنا”. وقال: “أقصد طريق البلدة (نحلة) ولا يمكنني التعبير عن الحالة العصبية والهستيريا التي تصيبني ولا يمكن وصفها نتيجة لامسؤولية المعنيين. فالبلدية غائبة عن السمع، ومن يريدون الترشح للانتخابات النيابية المقبلة سيقومون بتزفيت الطرق لكن بعد حين، وحتى نصل الى مرحلة التزفيت ستتعطل سياراتنا ولن يبقى معنا أموال كي نقوم بإصلاحها”.

وبالنسبة الى ضياء “طرق الجرود بات وضعها أفضل من طرقاتنا اليومية، ومنذ فترة كانت بلدية بعلبك منهمكة في تزفيت الجرود لما في ذلك من مصالح وخدمات خاصة. اما التخلص من الحفر اليومية فهذا من سابع المستحيلات، ولا من يبالي بخسارة البعلبكي أمواله نتيجة رداءة الطرق، والأزمات التي يعيشها وتهدد حياته من جهة وأوضاعه المعيشية والمالية من جهة أخرى”.

حفر بعلبك في تزايد مستمر، وربما هذا سيفيد الأحزاب ومرشحيها الطامحين الى مقعد نيابي. وفي السابق كانت عملية التزفيت تبدأ قبل أشهر عدة، ومن الواضح أنهم ينتظرون الوقت المناسب للبدء من جديد والإضاءة على إنجازاتهم ورشواتهم الانتخابية المقبلة.

شارك المقال