مخدرات وحشيشة بين الطلاب… المطلوب توعية ثقافية ورياضية

حسين زياد منصور

بين الحين والآخر تثار قضية المخدرات و”الحشيشة” وانتشارها في بعض المدارس. وعلى الرغم من وجود العديد من الحملات التوعوية للحد من هذه الظاهرة، الا أنها لا تزال تنتشر بين صفوف بعض الشباب، خصوصاً تلامذة الثانويات والجامعات، وهذه الفئة هي الأكثر عرضة للإدمان، بحسب الأستاذة في علم الاجتماع (ش.ض) اذ لدى بعضها ضياع نفسي في سن المراهقة، ما يدفعها الى إثبات نفسها وذاتها من جهة، وتتأثر بالمشكلات التي تحيط بها من جهة أخرى، لذلك تعتبر أن نشر الحشيشة أو المخدرات بين التلاميذ، أمر سهل لدى البعض، استغلالاً لظروفه.

وفي حديثها مع “لبنان الكبير” ترى أن “الأسباب التي تدفع الطلاب الى تعاطي الحشيشة أو المخدرات، هي إصرار أحد الأصدقاء أو الزملاء على تجربة شيء جديد، وبالفعل بسبب الفضول يجربونه، ليجدوا أنفسهم ينجرون الى الإدمان”.

وتقول: “في البداية تكون التجربة مجانية، بعد إلحاح، وبعدها يطلب التلميذ المخدرات أو الحشيشة مقابل مبلغ مادي، وحينما يتورط أكثر، ولا يملك المال مثلاً، قد يضطر الى سرقة أهله أو ينحرف أكثر ويرتكب عدداً من الجرائم لجني المال، وقد تتطور الأمور أكثر ليصبح مروجاً مقابل الحصول على كميات من المخدر”.

ومن الناحية التوعوية، تشير الى أن عدداً من الأهل والأساتذة لا يملك الخبرة لمعرفة حال الأبناء أو الطلاب ان كانوا يتعاطون أم لا، لذلك عليهم مراقبة تصرفاتهم وسلوكهم، وحتى بعض التفاصيل التي تتعلق بالمظهر وطريقة تعاطيهم مع الناس والتصرفات في البيت وخارجه، الى جانب المستوى العلمي إن كان يتراجع، مشددة على ضرورة انتباه الأهالي الى أبنائهم، والأمر نفسه بالنسبة الى المدارس، ومن المفترض أن تلعب وزارة التربية دوراً في ذلك من خلال دورات التوعية والتنبيه من مخاطر هذه الآفة في المدارس وانعكاسها على الشباب.

أما على صعيد التوعية الرياضية، والتي تعد أساسية خصوصاً في توجيه الشباب نحوها لأهميتها في إنضاج تفكيرهم، يؤكد الناشط والرياضي والبطل في الفنون القتالية المختلطة M.M.A. محمد نبيل عويدات أن السبب في ظهور هذه الآفة بين الشباب يعود الى أمر أساسي وهو غياب التوعية الثقافية الرياضية “فعندما يكون لدينا جيل واعٍ ومثقف رياضياً، بالتأكيد سيبتعد عن هذه الآفات، لأنه في هذه الحالة سيعرف ماذا يطلب جسمه وماذا يريد، من ناحية قوته واستمراريته وكل شيء”. ويقول: “لتخفيف هذه الآفة اليوم، يجب البدء بالعقلية، لأن الاتكال على الدولة كي تقوم بذلك غير مجدٍ، فهي غائبة عن أداء دورها في القطاعات كافة وليس القطاع الرياضي فقط”.

ويلفت الى أن ذلك يعتمد أيضاً على الجمعيات والأصول التي ستتبعها لإبعاد الشباب عن هذه المشكلة، “فمن الممكن أن تكون التوعية من خلال ندوات أو ورشات تدريبية والكثير من الطرق التي يمكن أن توصل فيها الفكرة للشباب الصاعد وأن تعمل على عقليتهم لإبعادهم عن هذه الآفة والتخفيف من انتشارها”.

ويشدد على وجوب “رسم هذا الوعي وهذه الصورة لدى الشباب لتعريفهم بمخاطرها وسيئاتها وما الأسباب والدوافع التي تتسبب فيها، فهي غالباً ما تكون أمراضاً عقلية ونفسية وهذه الأنواع تؤثر على الدماغ وتدمر خلايا فيه”.

شارك المقال