“يا ورد مين يشتريك”… بـ”الفريش دولار”؟

آية المصري
آية المصري

إقترب عيد الحب أو المعروف بالـ”فالنتاين” واقتربت معه الهدايا بمختلف أنواعها، لكن يبقى الورد من أهم الهدايا التي تلازم هذا العيد، اذ يُعد عنصرا رئيسيا وأساسيا للتعبير عن الحب بين شخصين وتقديرهما لبعضهما البعض.

طبعا، عيد الحب ليس مقتصرا على العشاق، بل يحتفل به العالم أجمع، فقد يهدي الولد أمه وردة أو تهديها الفتاة لوالدها أو لأختها، وحتى الأصدقاء يتبادلون الهدايا في هذا اليوم.

لكن في ظل كل ما نعيشه في لبنان، ولا سيما الغلاء المستشري، من الطبيعي أن يحل هذا العيد بطريقة مختلفة هذا العام، وقد تتغير العادات وطرق تقديم الهدايا أيضا، فالأسعار تغيرت وتبدّلت والقطاعات الانتاجية تعاني الأمرّين في ظل إنهيار العملة الوطنية مقابل الدولار.

في السابق كنا نشهد أجواء عيد الحب قبل شهر شباط، ونعيش هذه الفترة بالحب من خلال الزينة في واجهات المحال، لكن المشهد اختلف اليوم تماما ولم تبدأ المحال بعد الاستعداد لهذا العيد، وبعدما كانت الوردة تباع بألف ليرة باتت اليوم تُحتسب على سعر الدولار الأميركي.

من هنا تطرح جملة من التساؤلات، ما الذي حدث؟ وهل محال الورد باتت مستعدة لاستقبال “الفالنتاين”؟ وبكم ستباع باقة الورد؟ وهل ينبغي طلب الباقة قبل عدّة أيام؟ وما رأي المواطنين؟.

أصحاب محال الورد يرفضون الإجابة، وكان من الصعب جدا إيجاد صاحب محل لبيع الورد في منطقة بعلبك – الهرمل يوافق على إجراء حديث والتكلم عن الأسعار، وعن الحركة التجارية خلال هذه المناسبة، بحيث أن تسعيرة الورد ستزداد علما أن سعر صرف الدولار انخفض الى ما دون الـ25 ألفا أو 30 ألفا الا أن جشع هؤلاء التجار لن يتغير وسيفضلون التسعير بالأرقام الخيالية بحجة أن “هذا موسمنا الذي ننتظره ونريد تعويض الخسارة”.

في المقابل، قال صاحب محل رفض الكشف عن إسمه: “ان حركة العمل لم تعد كالسابق، وكنا نشهد إقبالا أكثر من قبل الزبائن. لكن الحركة باتت خجولة وهذا مرتبط بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية الخانقة. لكنني لن أبيع الورد بشكل منفرد وسأكتفي بالباقات الكبيرة ولن تكون الأسعار بالليرة اللبنانية إنما بالفريش دولار لضمان حقي، فهناك العديد من المستلزمات والأدوات التي أحتاجها وإمكان البيع بالليرة اللبنانية سيزيد من الخسارة”.

وأوضح أن “الباقة التي تضم 12 وردة سعرها ما يقارب الـ25 دولارا، وباقة الـ30 وردة 75 دولارا، اما الـ50 وردة فسعرها 100 دولار. وفي حال أراد الزبون إضافة أي شيء على الباقة فهذا سيزيد من التكاليف عليه. وفي حال أراد زيادة الشوكولا أو السكاكر أو الهدية الأساسية فيجب أن يأتي الى المحل قبل يومين لنقوم بتجهيزها في الموعد المناسب”.

وأشارت صاحبة محل آخر الى أنه “من الصعب جدا حسم سعر الورد خلال هذا الأسبوع، بحيث من الممكن أن نشهد إرتفاعا له أو إنخفاضا، لكن اليوم يبلغ سعر الوردة الواحدة 30 ألفا. اما الإستعدادات لعيد الحب فلم تبدأ بعد والزبائن غير متحمسين لدرجة أن أحدا لم يقصد حتى هذه اللحظة المحال التجارية”.

المواطنون: الأسعار اختلفت كثيرا!

واعتبر المواطن حسن أن “الأوضاع والأسعار في تغير مستمر، فبعدما كانت الوردة بألف ليرة باتت اليوم بالفريش دولار، في السابق كانت الأسعار تتراوح ما بين 20 ألفا و150 ألفا حسب نوع الورد، اما باقة المئة وردة فسعرها مئة ألف ليرة، واليوم طبعا ستكون الأسعار بالفريش دولار. ونظرا الى الأوضاع الراهنة قررنا انا وحبيبتي عدم شراء الهدايا والإكتفاء بتمضية الوقت مع بعضنا، فلم يعد بإمكاننا قصد أي مطعم أو السهر خلال هذه المناسبة نظرا الى الأسعار الخيالية التي تطلب”.

وقالت آلين: “عيد العشاق؟ عن اي عيد تتكلمون؟ أصبحنا نكره الحب ونكره هذا البلد نتيجة الأوضاع التي تزداد سوءا. التجار لا يهمهم سوى زيادة أرباحهم نتيجة حبهم للمال. أيعقل بيع وردة الألف ليرة بالفريش دولار؟ أصبحنا عاجزين عن تأمين الحاجات الأساسية والضرورية ومن الطبيعي أن ننسى هذا العيد، وأن ننسى حياة الرفاهية السابقة”.

المواطن لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الأعباء، وأصبح عاجزا عن تأمين المستلزمات الضرورية لعيش حياة كريمة، وتناسى أبسط حقوقه، وربما الجملة الأنسب لهذه الفترة ستكون وداعا للحب ولعيده في هذا البلد، ووداعا لليرة اللبنانية.

شارك المقال