موجة كورونا تنحسر… والدول ترفع قيودها

تالا الحريري

بعد الارتفاع الحاد في اصابات فيروس كورونا ووفياته في العالم كلّه خاصة بعد الاحتفالات والتجمعات في عيدي الميلاد ورأس السنة، عاودت الاصابات انخفاضها اثر مرور ثلاثة أشهر واستطاعت الدول تدارك المحظور. فبعضها رفع القيود تماماً، والبعض الآخر استغنى عن الكمامات، بينما ألغت دول عدة الشروط على السفر والزامية اللقاح أو القيام بفحص الـPCR .

في المقابل، ارتفعت المناعة المجتمعية بسبب حملات التلقيح اضافة الى دور الجرعة المعززة. كما أنّ اقتراب فصل الشتاء من الانتهاء ساهم في تخفيف عدد الاصابات، لأنّ الشتاء يعتبر بؤرة للأمراض كالزكام والانفلونزا وغيرها من الأمراض المعدية.

كذلك، يشهد لبنان انحساراً في موجة كورونا علماً أنّ العدد التراكمي للاصابات انخفض من 10 آلاف حالة الى 1.079.375 منذ انتهاء عيد رأس السنة وحتى اليوم.

البزري: تجاوزنا المرحلة الحادة

وفي هذا الاطار، أوضح رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري أنّ “المؤشرات الوبائية الأخيرة تشير الى انحسار موجة كورونا وتدل على أننا تجاوزنا المرحلة الحادّة”.

كما أشار الى أنّ “الضغط في المستشفيات والعناية الفائقة تراجع بشكلٍ ملحوظ لكن اللقاح لا يزال ضرورياً لحماية اللبنانيين”.

عراجي: نُصر على أخذ اللقاح

أمّا رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي فأكد لـ”لبنان الكبير” أنّ “موجة كورونا بدأت تنحسر تقريباً، وأرقام الاصابات والوفيات وحالات الدخول الى المستشفيات انخفضت بشكل كبير، لكن نُصر على أخذ اللقاح لأنّه يحمي فغير الملقح معرّض للإصابة. وهناك الكبار في السن الذين يعانون من أمراض القلب والضغط والسكري لا يزالون مترددين في تلقي اللقاح، مع العلم أنّهم اكثر شريحة معرضة للمشكلات الصحية”.

أضاف: “مرت سنة تقريباً، ونسبة اللقاح بالجرعة الأولى بلغت 45% وبالجرعتين 40% وبالجرعة الثالثة 20%. اللقاحات موجودة والحق ليس على الدولة بل على المواطن الذي لا يزال يتلكأ في الذهاب لأخذ اللقاح. إذا نظرنا الى نسبة الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى على صعيد لبنان فهي قليلة جدّاً، لا يوجد اقبال بتاتاً خاصة على الجرعة الاولى”. وشدد عراجي على أن لا علاقة للطقس سواء كان صيفا أو شتاء بانخفاض الاصابات.

وعن قرار رفع القيود المفروضة كالدول الأخرى، قال: “هل هناك من يلتزم أساساً؟ لم تُطبق الاجراءات حتى نرفعها، ونسبة ضئيلة هي من تطبقها”.

أضاف: “اوميكرون كان سريع الانتشار وأصاب الجهاز العلوي وليس الجهاز السفلي أي التنفسي، لذلك فإنّ إصابة الملقح كانت خفيفة ولم يحتج الدخول الى المستشفى. فالاصابات بالمتحور أوميكرون لم تكن خطيرة، وبدأ ينحسر بشكل سريع”.

انحسار الموجة في العالم

علقت السلطات في النمسا، قانون التطعيم الإلزامي ضد فيروس كورونا لجميع البالغين. كما أوضحت الوزيرة لشؤون الاتحاد الأوروبي كارولين إدستادلر “اننا لا نرى أي حاجة الى تطبيق التطعيم الإجباري فعليا بسبب متغير أوميكرون”.

وفي مصر، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار، أن الوزارة تمكنت من تطعيم 50% من الفئة المستهدفة من السكان بلقاح كورونا. وقال: “30 مليوناً حتى 5 آذار تلقوا جرعتين من اللقاح، فيما حصل 40 مليوناً على الجرعة الأولى. وخطتنا في النصف الثاني من العام الحالي الوصول الى 70%”. وأعلن شروط التخلي عن الإجراءات الاحترازية لمكافحة كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها، خاصة بعد قرار السعودية التخلي عن قيود الجائحة”.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة السعودية وقف نشر البيان اليومي للحالات المسجلة بفيروس كورونا والحالات التي تعافت والوفيات في المملكة بعد نحو عامين من الإعلان بشكل يومي. وقررت رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة الجائحة. وتم إيقاف تطبيق إجراءات التباعد في جميع الأماكن المغلقة والمفتوحة والأنشطة والفعاليات، وعدم اشتراط لبس الكمامة في الأماكن المفتوحة مع الاستمرار بلبسها في الأماكن المغلقة، اضافة الى إيقاف تطبيق إجراءات التباعد في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والجوامع، وإلغاء تطبيق الحجر الصحي المؤسسي والحجر المنزلي لغرض مكافحة الجائحة على القادمين إلى المملكة.

وفي تركيا، أعلنت الخطوط الجوية التركية إلغاء شرط فحص كورونا في رحلاتها الداخلية وإبراز الكود الصحي (HES) في رحلاتها كافة الداخلية والخارجية، لكن مع الزامية ارتداء الكمامة في الرحلات.

الدول الأكثر تضرراً

وحسب جامعة “جونز هوبكنز” الأميركية وصل إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في العالم إلى أكثر من 443 مليون إصابة، وإجمالي عدد الوفيات إلى نحو 6 ملايين وفاة. وكالعادة تصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد الوفيات جراء الفيروس بـ958.142 حالة وفاة، وبلغ إجمالي الإصابات فيها 79.250.505، تليها البرازيل من حيث عدد الوفيات بـ651.522 حالة وفاة، وإجمالي الإصابات 28.978.052، ثم الهند بإجمالي وفيات 514.589 وإجمالي إصابات 42.951.556، فروسيا من حيث عدد الوفيات بـ347.730 وإجمالي إصابات 16.533.932، وفي المرتبة الخامسة جاءت المكسيك بإجمالي وفيات 319.296 وإجمالي إصابات 5.544.644.

شارك المقال