“الزيات” ما بين رحلتين

لبنان الكبير

طوت اعتق قابلة قانونية في منطقة الجنوب علياء داوود الزيات عمرا امتد قرابة قرن من الزمن ورحلت تاركة تاريخا من العطاء في التمريض والطب والقبالة القانونية والتوليد.
والزيات التي ولدت في 15 شباط 1925 في بيئة محافظة شدّت الرحال وهي في مقتبل العمر ولم تبلغ بعد الـ١٧ عاما لاتمام دراستها خارج لبنان وسافرت من صور إلى الأردن عام 1942، كي تتعلم التمريض في مستشفى “السلط”، لتنال شهادتها كـ”ستاف نيرس”(staff nurse) بعد ثلاث سنوات عام 1945 في وقت كان معظم اترابها يحصّلون علومهم في الكتاتيب وعلى يد الشيوخ في ظل غياب شبه تام للمدارس الرسمية وحتى الاهلية.
ولم تكتفِ الزيات بالحصول على شهادة الـnursing من الاردن بل اكملت طريقها الى القدس حيث نالت بعد سنتين شهادتها كاول إمرأة في طب التوليد وكقابلة قانونية من معهد القدس ولتعادلها بعد اربع سنوات وتحديدا في 8 حزيران 1951 بالاجازة اللبنانية .
الزيات التي فاقت زملاءها نساء ورجالا جرأة وقدرة في تجاوز الصعاب والمسالك والدروب عملت في اختصاصها قرابة نصف قرن ولم يشغلها عملها ومهنتها عن السير في ركاب شقيقها محمد الزيات في نضاله العروبي الوطني في ستينيات القرن الماضي .
ليس هذا فحسب، بل كانت الراحلة اول من اقتنى سيارة جنوبا واول سيدة تنال رخصة قيادة قبل 73 سنة، وواظبت على قيادة سيارتها بنفسها حتى انهكها شحّ البصر قبل عشر سنين على الرغم من توقد البصيرة.

شارك المقال