أين الزفت الانتخابي… أيها الوقحون؟

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

لطالما اقترنت كلمة زفت بالانتخابات.

فالمرشحون يهرعون في كل استحقاق انتخابي الى تزفيت الطرقات، انارتها، إقامة حملات تشجير، والكثير من الحركات الانتخابية لمحاولة استمالة الناس.

وتحت عنوان “شوفوني يا منيرة” يُتوّجون أعمالهم بصور لينشروها على مواقع التواصل الاجتماعي.

أّما هذه السّنة، فاختلف الوضع كثيراً.

أصبح السياسيون ومرشّحوهم أكثر وقاحة. حتّى هذه الحركات الانتخابية تناسوها. لا تزفيت طرقات، لا انارة، لا شيء.

“هلقد وقحين”.

الى هذه الدرجة هم واثقون بأنّ الشعب سيعيد انتخابهم مرّة أخرى من دون أيّ عناء.

أصبحت القسيمة الشرائية بخمسين ألف ليرة لبنانية “عالراس” كفيلة باستمالة الناس. أو بون بنزين، أو كرتونة اعاشة، ومنهم من لجأ حتى الى تأمين تسريحة شعر جديدة للنساء…

“هلقد وقحين”.

الى هذه الدرجة هم واثقون بأنّ الشعارات الّتي يطلقونها كفيلة بغسل دماغ الناس، ولا يحتاجون الى فعل أكثر من ذلك.

منهم حّتى من استخدم شعار الانتخابات الماضية ولم يتكبد عناء تغيير الشعار أو الصورة أو الإعلان.

“هلقد وقحين” أصبحت المئة دولار تشتري أصوات العائلة بالكامل.

“هلقد وقحين” يخبرون الناس أنّ لا برنامج انتخابياً لديهم، ومع ذلك أتباعهم يُصفّقون لهم.

الشعب لم يعد يهتم بالزفت الانتخابي، ولا بالطرقات، ولا بالانارة. الشعب لم يعد يهتم بالأشجار ولا الورود ولا حتّى بالكهرباء والماء.

الشعب يريد أن يأكل. أن يؤمن رغيف الخبز. لم يعد يهتم بالرفاهيات. هذه الرفاهيات الّتي تُعد من الأساسيات ولكّنه استغنى عنها.

لمرّة واحدة قفوا في وجه هؤلاء الوقحين…

شارك المقال