العيد لا يحلّ سعيداً… ومبادرات لخرق المشهد المأسوي

آية المصري
آية المصري

على غير عادتها، غابت هذا العام أجواء الاستعداد لعيد الفطر تحت وطأة تداعيات الأزمة الاقتصادية والصحية التي يمر بها لبنان. وخلت الأسواق التجارية من الرواد، بسبب الضائقة المادية التي طالت غالبية اللبنانيين، فالكل يسأل بأي حال عدت يا عيد!. وقد بدت شوارع العاصمة بيروت خالية تماماً من مظاهر الاحتفال والفرح لاستقبال العيد السعيد.

ركود تجاري في المحلات

يقول أحمد مشناط، صاحب محل ألبسة في طريق الجديدة لـ”لبنان الكبير”: “كنا نبيع الثياب اليوم أصبحنا نبيع المحارم، أنظروا إلى السوق لن تجدوا سوى أصحاب المحلات التجارية واقفين بانتظار زبون واحد. لا إقبال هذا العام والوضع من سيئ إلى أسوأ”.

ويؤكد رياض مشموشة صاحب محل ثياب في الحمرا، أن “لا إقبال هذا العام وان حصيلة المترددين على محله قبل أيام العيد لم تتجاوز 4 أشخاص”، مشيراً إلى أنه معلن التصفية العامة ولا شيء قد تغير.

بدوره، يلفت صاحب محل في وسط بيروت إلى أن “الأسعار هذا العام مختلفة تماماً عما قبل وذلك مرتبط بسعر الدولار في السوق. أنا لم أرفع الأسعار كثيراً وقمت بالعديد من العروض، لكن بلا جدوى فلا إقبال ولا مبيع”.

احتفالات بلا عيد

ولا يبدي طارق البالغ من العمر 15 عاماً رغبة في شراء ثياب العيد، “فالكنزة أصبحت تساوي مئة ألف ولا يمكنني تحميل أهلي مزيداً من الأعباء فنحن أربعة أولاد في المنزل”.

بدورها، توضح سناء (ربة منزل): “لا يمكننا شراء سوى الأكل والحاجات الضرورية، فهذه السنة الأولى التي تمر علينا هكذا، صحيح أننا اعتدنا أن نمرّ بظروف قاسية فنحن في لبنان لكن ليس بهذا الشكل”.

“تياب العيد”… تبضع مجاناً

من جهتها تقول دارين قبّاني صاحبة محل “تياب العيد”: “جميع من يريد التبضع مجاناً يمكنه زيارتنا والقيام باختيار ما يحلو له من ثياب، فهذا المحل لجميع المحتاجين على مختلف أعمارهم”.

وعن كيفية عملية التوزيع تشير إلى أنه “في المرحلة الحالية وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر على اللبنانيين، قررنا حصر هذا التبضع باللبنانيين، من بعد انفجار المرفأ”، مضيفة أنه “بسبب الضغوط والأعداد الهائلة من المحتاجين أصبحنا نأخذ المعلومات عن كل عائلة ونتأكد أنها فعلاً بحاجة للمساعدة ونوثق ذلك بالأوراق اللازمة. كما نأخذ أيضاً مقاسات الأولاد والأهل ونقوم بتحديد موعد للمجيء إلى المحل واختيار ما يحلو لهم، وفي حال التعذر عن الحضور نقوم بزيارتهم في المنزل وتقديم الثياب لهم”. وتلفت قبّاني إلى أن ” الأوضاع هذه السنة صعبة جداً وموجعة، فالناس التي كانت تتبرع لهم على مدار الخمس سنوات أصبحوا اليوم بحاجة لمن يتبرع لهم”.

كسوة العيد

وتفصح قباني عن التحضير “لكسوة عيد الفطر، اذ سيتم الذهاب إلى منازل المحتاجين لإهدائهم الثياب. فكسوة العيد ستسعد قلوب مئات الأطفال هذا العام”.

إذاً هي يوميات صعبة على اللبنانيين ومشهد اقتصادي أسود يغطي على ألوان الفرح، لكن في المقابل هناك مبادرات شبابية هادفة لخرق المشهد المأساوي في أيام العيد.

 

شاهد التقرير المرفق.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً