“المي مقطوعة يا أفندي”…

جنى غلاييني

يستفيق المواطن اللبناني كل يوم على جملة أزمات “غير شكل” أصبح يتلقاها من دون تعجب أو صدمة، بعدما أصبحت عادة يومية وليست خبراً مهماً… ويكتفي بتوجيه الشتائم الى الدولة التي أوصلت البلد وأهله الى ما هم عليه اليوم. والأزمة المستجدة هي انقطاع المياه على الرغم من توافرها… والسبب عدم توافر المازوت!.

وبحسب ما أوضح المدير العام ​لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان​ ​جان جبران​ لـ”لبنان الكبير”، أن المؤسسة “مستقلة إدارياً ومالياً عن الدولة، لذا تقوم بإقرار ميزانيتها كل أول سنة، وهذا ما فعلناه في أوائل سنة 2022 حينها كنّا ندفع 400 دولار لنؤمن طناً من المازوت، أمّا اليوم فأصبح سعر الطن 1200 دولار، وبما أنّ الكهرباء أصبحت شبه مقطوعة صرنا نستهلك المازوت بشكل متزايد، لهذا السبب وصلنا الى منتصف السنة والميزانية التي أقرّت انتهت، أي أنّ المصاريف لم تعد تكفي لشراء المازوت”.

وأكد “أننا سنفعل المستحيل ونحاول قدر المستطاع ألا تقطع المياه عن منازل المواطنين، ولهذا السبب سنتجه الى اعتماد تقنين قاسٍ لكي نؤمّن للناس المياه لمنازلهم مرة أو مرتين في الأسبوع”.

وأشار الى “أننا نعمل حالياً مع الجهات المانحة لتأمين بديل عن المازوت وهو تركيب طاقة شمسية، لكن هذا الحل سيكون على المدى البعيد ما يعني أنه قد يحتاج الى 6 أشهر أو سنة للانتهاء منه، ولكن على المدى القريب وجهنا نداء الى المعنيين والدولة اللبنانية لمساندتنا في سعر المازوت”.

أزمة مياه على الأبواب بفعل عدم القدرة على تأمين المازوت ما يجعل المؤسسة مجبرة على البدء باعتماد برنامج تقنين حاد وقاس ولا سيما في المناطق الساحلية التي تتغذى بالمياه من محطات الضخ العاملة على المولدات أو الكهرباء لدى توافرها. وتأمل المؤسسة في تحسن الأوضاع العامة، محذرة من أن “استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى النفاد التام للقدرة على التغذية بالمياه إلى حد الإنقطاع التام”.

لكل أزمة رد فعل من المواطنين الذين لا تنقصهم أزمات جديدة، وبرأي محمد حيدر القاطن في منطقة سليم سلام أن “هذا ما كان ينقصنا بعد، ونحن على أبواب الصيف أيضاً فكيف لنا أن نتحمل النقص في المياه؟ لا كهرباء ولا ماء شو بعد في؟ الأزمات في هذا البلد لا تنتهي وكلها تلقي بعبئها على المواطن ليكون كبش المحرقة”. وأكد أنه “في حال انقطعنا من المياه فلن أتمكن من شراء صهريج مياه بـ400 ألف ليرة أو أكثر لأنّنا بالكاد نستطيع تأمين لقمة تسد لنا جوعنا”.

أما أماني فوعاني، وهي من سكان عائشة بكار فشددت على أنّها غير جاهزة لانقطاع المياه عن بيتها “وبدلاً من انتظار الكهرباء لأركض سريعاً لتشغيل الغسالة والقازان لتسخين المياه وغسل الأواني، صرت مضطرة لانتظار الكهرباء والمياه معاً كي أنجز المهام المنزلية. هذا ظلم بحق المواطن اللبناني فعلاً، وليست حياة هذه التي نعيشها من دون أدنى مقومات العيش، فماذا سيقطعون عنا بعد؟ وفي حال اضطررنا لشراء المياه فلن نطلب صهريج مياه لأنّ راتبي وراتب زوجي بالكاد يكفيانا وأولادنا حتى نهاية الشهر، بل سنضطر الى شراء غالونات صغيرة كي نتدبّر أمورنا”.

شارك المقال