“صمت الجدران” لذوي الاحتياجات الخاصة: يلّي قاعدين فوق لازم تعرفوا

ليال نصر
ليال نصر

فتح “صمت الجدران” حدوده ولم يعد موجوداً. وصدح صوت ذوي الاحتياجات الخاصة على مسرح المكتبة الوطنية في بعقلين. قالوا كلمتهم، وتوجهوا إلى “يلّي قاعدين فوق وما شايفين يلّي تحت” بالقول: “لازم تعرفوا إنو لازم يصير في دمج لنصير متلي متلك وتتحقق العدالة”.

مسرحية “صمت الجدران” التي رعتها منظمة “اليونيسيف”، وقام بأداء أدوارها عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتلقون الرعاية والاهتمام في “المركز الوطني للتنمية والتأهيل” في الشوف من مختلف الفئات والأعمار، عبّرت من خلال كلمات أغاني أصحاب الهمم، عن أوجاعهم واختزلت احتياجاتهم.

هؤلاء الأشخاص استطاعوا أن يثبتوا وكلٌّ بحسب الموهبة التي يتمتع بها، أنهم لا يحتاجون الى الشفقة بل الدعم، فلكل منهم دوره في الحياة ولا شيء يصعب عليهم. هم أقوى من كل الحواجز والقيود ولا يحتاجون إلا الى مدّ يد الانسانية كي ينالوا حقوقهم المهدورة.

وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور الحجار الذي حضر المسرحية، أكد لموقع “لبنان الكبير” أنه مستعد للقاء كل الجمعيات التي تعطي الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة ليبرزوا قدراتهم ومواهبهم. وإذ حيّا فريق العمل الذي يعمل ليل نهار لمساعدة هذه الطاقات والقدرات لإبرازها بطريقة إيجابية، شدد على أنه انطلاقاً من ذلك يقف إلى جانبهم، “لأن هذه المؤسسات حاجة أساسية لمجتمعنا ومن دونها يدخل المجتمع في فراغ ويصبح أولادنا على الطرقات، إما مدمنين أو مشرّدين على الأرصفة”.

ولفت الحجار إلى وجوب أن تعلق الدولة ووزارة الشؤون أوسمة لهؤلاء الأشخاص، داعياً إلى تحرير أموالهم من وزارة المال والبنك المركزي. وأشار إلى أنه تمت زيادة ثلاثة أضعاف المبلغ في الميزانية السابقة، مؤيداً “أن تضاف ثمانية أضعاف المبلغ في الميزانية المقبلة على أن تذهب هذه الأموال إلى تمكين قدرات أولادنا وأهل مجتمعنا وتفعيلها”.

من جهته، طالب رئيس لجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية النيابية النائب بلال عبد الله في حديثه لموقع “لبنان الكبير”، بزيادة ثلاثة أو أربعة أضعاف من الميزانية للشأن الاجتماعي والجمعيات. وقال: “إن المطلوب دور أكبر للوزارة بضبط هذه الجمعيات وفرزها خصوصاً أن هناك جمعيات حقيقية وأخرى غير حقيقية. وغالبية الجمعيات التي تعمل اليوم فاعلة، وتعتمد في عملها على التبرعات الخارجية وهذه مسؤولية الدولة العاجزة”.

وأشار عبد الله إلى أن “هناك تحسساً أكثر من القوى السياسية والمسؤولين في المجتمع لأهمية هذه الشريحة من الناس كي لا تبقى مهملة”، معرباً عن أسفه لحالات الكورونا التي حصلت عند بعض هؤلاء بسبب الإهمال. وشدد على أهمية الوعي الاجتماعي الأخلاقي الإنساني الوطني تجاه هذه الفئة، مؤكداً أنه كرئيس لجنة الصحة النيابية سيقوم بالدور الرقابي ويحث على زيادة الموازنات.

رقص ذوو الاحتياجات الخاصة وغنّوا، وأثبتوا أنهم يحبون الحياة على الرغم من قساوتها، فهم لا يحتاجون إلا الى الحب والحنان والرعاية، ليندمجوا في المجتمع. وعلاجهم لا يتوقف عند الكلفة المادية طالما أن هناك من يدعمهم ويرعاهم. هؤلاء هم الفئة التي لا يضيع فيها الحلم، فأصحاب الهمم لا يستسلمون، هم للقوة عنوان، وبقدراتهم يملأون الدنيا حباً وإرادة.

شارك المقال