قضية “دوار الشمس” حُلّت… متى تفتح الستارة من جديد؟

جنى غلاييني

مسرح “دوار الشمس” متنفس لطلاب العلوم المسرحية في الجامعات ومكان تمارينهم وفيه يعرضون مع بداية شهر تموز، مشاريع ديبلوماتهم لتقويمها وتقرير مصيرهم الدراسي بالاستناد اليها… وإقفاله سوف يتسبب بكارثة!. هذا الكلام لوزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى جاء في تغريدة على حسابه عبر “تويتر”، بعدما قامت شرطة بلدية بيروت بختم المولّد الكهربائي لمسرح “دوّار الشمس” بالشمع الأحمر بحجّة عدم ملاءمته للمواصفات البيئيّة، الأمر الذي دفع جمعية “شمس” التي تدير المسرح إلى إعلان الإقفال القسريّ.

وبعد تأكيد المرتضى أنه سوف يعمل على تجنب الكارثة مع محافظ بيروت مروان عبود، أعلن مساء أمس عبر “تويتر” أنه تلقى اتصالاً من المحافظ “وقضية مسرح دوار الشمس محلولة والأختام سوف ترفع نهار الاثنين المقبل”، شاكراً “من واكب وتعاون ابتداء بدولة الرئيس (نجيب) ميقاتي مروراً بالنقيب نعمه بدوي وصولاً الى سعادة المحافظ الحريص كل الحرص على استمرارية الحياة الثقافية في مدينة بيروت”.

وفي حديث لموقع “لبنان الكبير” أوضح رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، أن “أي عمل يتعلق بالأختام بالشمع الأحمر هو من سلطة محافظ بيروت أي السلطة التنفيذية، وتوضيحاً لما جرى فإنّ ختم مولد الكهرباء لمسرح دوار الشمس أتى بعد شكاوى عدة على ثلاثة مولّدات في المنطقة واحد منها تابع للمسرح، وتبيّن أنّها مخالفة للمواصفات البيئية، كما أنّ هناك شكوى من وزارة البيئة في هذا الموضوع، وطلبت من بلدية بيروت اتخاذ الاجراءات اللازمة، وعلى أساسها وجه المحافظ انذارات عدة الى أصحاب هذه المولّدات لكي يعالجوا المسألة، ولكن لم يحدث شيء فأرسل إنذاراً أخيراً يشير فيه الى أنّه في حال عدم المعالجة سيتم ختم المولدات بالشمع الأحمر”.

وأكد أن “المجلس البلدي مثابر على انجاز مهامه حسب القوانين المرعية الاجراء”، مكرراً أن “هذا الاجراء المتخذ بحق مولد المسرح هو إجراء تنفيذي منوط بمحافظ بلدية بيروت وليس المجلس البلدي”.

في المقابل، شرح رئيس جمعية “شمس” الممثل فادي أبي سمرا ما حصل، قائلاً: “انّ أحد سكان المنطقة على ما أعتقد اشتكى لدى بلدية بيروت عن مولد الكهرباء الخاص بدوار الشمس المتواجد في موقف السيارات التابع للمسرح، فحوّلت الشكوى الى المحافظ الذي أرسل أفراداً من البلدية للكشف على المولد وأعطونا دفتر شروط لنطبقه لكن تكلفته عالية جداً، لذا أبلغت المحافظ أنّ المسرح ليست لديه الإمكانية لذلك وأنّنا نستمر بفضل الهبات المقدّمة الينا”.

أضاف: “بفضل صديق مشترك مع المحافظ، طلب الأخير أن نعالج الموضوع مؤقتاً، فقمنا بتركيب فيلتر محلي بتكلفة بسيطة مقابل المبلغ الهائل الذي وصل الى حوالي 10 آلاف دولار لتركيب فيلتر بالمواصفات المطلوبة، وأعلمت المحافظ بالأمر وأنّ الفيلتر الذي قمنا بتركيبه من شأنه أن يقلّل من الضرر الى حدٍ ما، فعاودوا الكشف مرّة أخرى، وبعد حوالي الشهر ونصف الشهر أي يوم الخميس الماضي أتوْا وختموا المولد بالشمع الأحمر. وتوقف عمل المولد يعني توقف المسرح عن العمل!”.

وشدّد على أن “انعكاسات هذا الأمر تعود على طلاب الجامعة اللبنانية الذين يقومون بالتحضير في المسرح لمشاريع التخرج خاصتهم، وبالتالي هناك سنة دراسية مهدّدة لهؤلاء الطلاب”.

ونظراً الى الحالة التي وصل اليها المسرح، أوضح أبي سمرا أنه طلب من المحافظ عبود أن تؤمن البلدية المبلغ، على أن تقوم الجمعية بسداده على أقساط، معتبراً أن “هناك تصرّفاً غير مسؤول يُرتكب بحق معلم سياحي وثقافي من معالم بيروت الذي هو بحاجة الى دعم حقيقي، لذا كانت خطوة خاطئة جدّاً”.

وكان خبر ختم مولد الكهرباء لمسرح “دوار الشمس” بالشمع الأحمر قد أثار موجة غضب بين العاملين في المسرح ورواده على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات إلى إنقاذ ما تبقى من الحياة الثقافية في بيروت، بعد إقفال عدد من المسارح وتوقف أخرى عن العمل خلال السنوات الماضية بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلد، في حين يعمل ما بقي منها باللحم الحي وفي ظروف خانقة وسط الأزمة المالية المتمادية التي أكلت الأخضر واليابس.

شارك المقال