إقبال كبير على الأضاحي… والدعم الخارجي قلب الموازين

راما الجراح

لا ركود في سوق الأضاحي. على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الحادة التي انعكست على جوانب الحياة، ووقفت عائقاً أمام الكثير من المسلمين من شراء حلوى العيد، والقدرة على شراء ثياب جديدة بسبب الغلاء الفاحش، إلا أن الأضاحي ستُزين عيد اللبنانيين على عكس كل التوقعات التي أشارت إلى إحتمال تراجع نسبة المتبرعين.

نشطت الحملات والجمعيات التي أعلنت منذ فترة قريبة عن فتح أبوابها أمام المتبرعين للأضاحي، ولبّى أهل الخير من الداخل اللبناني النداء على قدر استطاعتهم، و”بيّضها” المغترب في الخارج، بحيث أجمع عدد من الجمعيات من كل لبنان تقريباً على الدعم الخارجي الذي قلب الموازين، وأدّى إلى ارتفاع أعداد العجول والخراف للأضاحي بصورة كبيرة عن السنوات الماضية.

أشار متعهد سوق المرج الشعبي محمد إبراهيم الى أن “الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام كبير، عكس المتوقع، وهناك حركة جيدة جداً في السوق، ونشط خط البيع إلى الجنوب والاقليم خصوصاً، والخروف الذي يزيد عن ٥٠ كيلوغراماً، أي المخصص للأضحية يبلغ سعر الكيلو منه ٤.٥ دولارات، والعجل الذي يزن ٥٠٠ كيلوغرام يبلغ سعره تقريباً ١٨٠٠ دولار، لذلك نلاحظ أن الإقبال كثيف على أضاحي الأغنام لأن الفرق كبير جداً في السعر مقارنة بالأوزان، وهناك مجموعات تتألف من شخصين أو ثلاثة تتشارك في عجل، كما شهدنا حركة نشطة لعدد من الجمعيات التي تجمع تبرعات من أهل الخير والمغتربين تحديداً لذبح الأضاحي وتوزيعها كحصص على الفقراء”.

وفي تفاصيل الحملة القائمة في البقاع، قال رئيس لجنة وقف تعلبايا الشيخ أحمد الحدري لموقع “لبنان الكبير”: “هذه الحملة الثالثة على التوالي بإسم لجنة وقف تعلبايا، ولدينا ١٥ عجلاً للأضحية وهذه الكمية ستغطي كل منطقة تعلبايا وبعض الأسر من المناطق المجاورة، والناس تشارك إما في عجلٍ كامل أو في سُبع، ونعتمد اليوم على التبرع الخارجي أكثر من التبرع الداخلي، وعلى أهل الخير دائماً، والفرق بين هذه السنة والسنوات الماضية أن غالبية المتبرعين هي من أبنائنا المغتربين، وهناك إقبال كبير هذا العام على الأضاحي بشكل فاق توقعاتنا جميعاً”.

وفي السياق نفسه، أشار المكتب الاعلامي لجمعية “بيت الزكاة والخيرات” – طرابلس أن “حملة (الأضاحي طاعة وفرحة) هي الحملة الـ ٤٠ على التوالي، وتنقسم بين التبرع الخارجي وتكون عادة حملة عجول، والحملات أو الأضاحي الداخلية تكون بين عجل أو خروف. لا شك أن الأزمة الاقتصادية أثّرت كثيراً على المواطن اللبناني الذي اعتاد على أن يُضحي كل عام، ولكن الدعم الخارجي هو الأساس اليوم والاعتماد عليه، ولدينا اليوم ٤٠ عجلاً مجهزة للأضاحي، وسنغطي نحو ٣٠٠٠ يتيم وفقير”.

أما غسان حنكير، مسؤول العلاقات العامة في جمعية “الرعاية” – صيدا، فأوضح في ما يخص مشروع الأضاحي أن “مشروعنا هذا بدأ منذ العام ١٩٨٧، والهدف الأساس منه هو إحياء شعائر الاسلام ومنها الأضاحي. قبل عام ٢٠١٩ الأمور كانت عادية جداً، والإقبال كثيفاً جداً ومعظم الناس تتبرع للأضاحي أو تشتريها، ولكن بعد ثورة ١٧ تشرين، طرأ تغيير على نوعية الناس التي تسعى الى الأضحية، والكمية التي تبادر الى تقديمها، ولا يخفى على أحد أنه في العام ٢٠٢٠ تراجع إقبال الناس بصورة كبيرة وخصوصاً مع ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا، والإجراءات الوقائية التي كانت الناس ملتزمة بها، ثم عادت وتحسنت الحركة في العام ٢٠٢١، حتى وصلت إلى ذروتها إذا صح القول هذا العام”.

أضاف: “بفضل الله نشهد حركة كثيفة في الأضاحي هذا العام لدرجة أنه لم يعد باستطاعتنا إستقبال أي أضحية إضافية حتى نتمكن من تنظيم العمل وتوزيعها بصورة عادلة بين الناس، ولا شك أننا واجهنا مشكلة في الأسعار، لأنه عندما ثبّتنا مع التجار لشراء الأضاحي كان هناك سعر معين، وعندما أردنا شراءها قبل عيد الأضحى ارتفع سعرها، ولكن بالنسبة الينا كمؤسسة لدينا نحو ١٢٠ عجلاً، و١٥٠ خروفاً، والعدد المتوقع للأسر التي ستسفيد من هذه الأضاحي حوالي ١٠ آلاف عائلة موزعة بين صيدا، صور، البقاع والاقليم، ومن مختلف الجنسيات، والأولوية للبنانيين”.

وعن النشاطات الأخرى التي يتضمنها هذا المشروع، قال: “أطلقنا مشروع (حصة عائلة) لكل مَن لا يستطيع أن يُضحي، ولكنه يستطيع المساهمة في حصة لعائلة تبلغ ٢ كيلو لحم، ومشروع (أسعد قلب يتيم) الذي يهدف إلى تأمين ثياب وهدايا للأطفال، و(صيام عرفة) لمن يود المساهمة في إفطار صائم في هذا اليوم”.

شارك المقال