الرضاعة الطبيعية… كنز لا يفنى

جنى غلاييني

يحتفل سنوياً بأسبوع الرضاعة الطبيعية من 1 إلى 7 آب في جميع أنحاء العالم، ويعترف به في أكثر من 120 دولة اليوم. تهدف حملة التوعية العالمية هذه إلى زيادة الوعي بالرضاعة الطبيعية ومزاياها، بعدما اتضح من الدراسات الحديثة أننا نشهد ارتفاعاً مفاجئاً في معدل وفيات الرضع ويعود السبب في ذلك الى انخفاض عدد الأمهات اللواتي يرغبن في إرضاع أطفالهن طبيعياً.

متى بدأ الاهتمام بالرضاعة الطبيعية؟

احتفل بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية منذ العام 1992، وتم تأسيسه بجهود مشتركة بين منظمة الصحة العالمية (WHO) و”اليونيسيف” والاتحاد العالمي للعمل من أجل الرضاعة الطبيعية (WABA). كان السبب الرئيس وراء إنشاء هذا اليوم تشجيع الرضاعة الطبيعية بعدما لوحظ في العصر الحديث أن الأمهات والنساء يرفضن الرضاعة الطبيعية لأطفالهن، مع العلم أنها مهمة جداً في سن مبكرة لصحة الأطفال العقلية والجسدية.

في العام 2016، تمت مواءمة مهمة هذا الأسبوع مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة ليتم تحقيقها بحلول العام 2030، وهكذا بدأت بتعزيز الرضاعة الطبيعية وتشجيعها بقوة أكبر من خلال استراتيجيات مختلفة مثل التسويق والحملات. وإرضاع الطفل من أمه كان يُنظر إليه دائماً على أنه عمل مفيد وصحيح، ما يعني أن إطعام أي رضيع هو أمر جيد في جميع الأوقات، وهذا هو السبب في أن العديد من المجتمعات المحافظة لا تمانع في أن ترضع النساء أطفالاً آخرين غير رضيعهن، لأن النظرة الى الرضاعة الطبيعية أنها ضرورة مستحبة يجب القيام بها.

أهمية الرضاعة الطبيعية

من الناحية العلمية، ومن الحقائق المؤكدة أن حليب الرضاعة الطبيعية مهم جداً لنمو الطفل عموماً سواء كان ذلك في الصحة العقلية أو البدنية خاصة في سن مبكرة للطفل، وهذا هو السبب في أنها ضرورية لنموه. اضافة الى وجود العديد من المزايا للحليب الذي يدره ثدي الأم أكثر من الحليب العادي، وأهمها أنه يساعد على نوم الطفل، لأن هناك العديد من الهرمونات الخاصة فيه والتي تساعد في بناء صحته كما أنها تقلل من احتمالات المرض لديه.

تستهلك الرضاعة الطبيعية حوالي 25٪ من إجمالي الطاقة من جسم الأنثى أثناء إرضاع طفلها، لذلك من الصعب جداً عليها أن ترضع كثيراً خاصة اذا كانت المرأة عاملة، وربما لهذا السبب يلاحظ انخفاض كبير في عدد الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، لكن من المهم جداً القيام به من أجل مستقبل الطفل وحياته الصحية.

كثيرات هن الأمهات اللواتي لا يزلن غير مدركات لأهمية الرضاعة الطبيعية، وهذا ما يتطلب نشر الوعي بشأنها والمساعدة في تثقيف الأمهات حول مزاياها وتشجيعهن عليها من دون اللجوء الى الحليب العادي.

ومن فوائد الرضاعة الطبيعية لكل من الطفل والأم:

  • تقوية جهاز المناعة للأطفال والأمهات.

  • الوقاية من الإسهال والإمساك والتهاب المعدة والأمعاء والارتجاع المعدي المريئي للأطفال.

  • الوقاية من نزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي والفيروس المخلوي التنفسي والسعال الديكي.

  • تعزز فقدان الوزن السريع للأم بعد الولادة.

  • تقلل بكاء الأطفال الذين يرضعون من الثدي عموماً، وتخفض ​​معدل إصابتهم بأمراض الطفولة.

  • حماية ضد التهاب السحايا الجرثومي للأطفال.

  • قوة نظر أفضل للأطفال.

  • الوقاية من التهابات المسالك البولية وتقليل فرص إصابة الأم بفقر الدم.

  • تحفز رحم الأم على الانقباض والعودة إلى حجمه الطبيعي.

  • تخفض معدل وفيات الرضع.

  • حماية ضد الحساسية والاكزيما والربو للأطفال.

  • تقليل احتمال إصابة الأطفال بالسمنة في مرحلة الطفولة.

  • معدلات منخفضة من متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS).

  • تقليل النزف بعد الولادة للأم.

  • انخفاض خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة للأمهات.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الرضاعة الطبيعية ليست مهمة بالنسبة الى الأطفال فحسب، ولكنها تقلل أيضاً من خطر إصابة الأمهات بسرطان الثدي، سرطان المبيض والسكري وأمراض القلب. إضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أنه يمكن منع 20 ألف حالة وفاة بين الأمهات بسبب سرطان الثدي سنوياً عن طريق الرضاعة الطبيعية.

شارك المقال