عيادات متنقلة بمساهمة خارجية… وخدمات بتكلفة منخفضة

تالا الحريري

لا يزال وضع القطاع الصحي على حاله، سيئاً، منذ بداية الأزمة المالية والصحية حتى يومنا هذا. وكل مشكلة تعصف بلبنان باتت تؤثر على هذا القطاع بالدرجة الأولى، فلا تمويل للمستشفيات والمراكز، ولا رواتب ذات قيمة للأطباء والممرضين، اضافة الى غياب الأجهزة والمعدات والأدوية، ومخالفات مستوردي الأدوية وبعض الصيدليات. مشكلات كثيرة تحتاج الى أشهر وجهود كثيرة لحلّها، ولكن لا يمكن إنكار الجهود الصغيرة التي يقدمها البعض كمساهمة ومساعدة لهذا القطاع حتى لا ينهار كلياً.

خلال شهر آب الجاري، نظمت جمعية HOME الطبية الخيرية حملة واسعة من العيادات المتنقلة في كل المناطق اللبنانية بقيادة الدكتور رفيق هاشم (نائب رئيس الجمعية في أميركا) ومجموعة من الأطباء في المغترب ولبنان، ومن بينهم الدكتور جاك مخباط. وتوجت هذا النشاط بمؤتمرها السنوي الذي ضم تمثيلاً طبياً من 11 بلداً عربياً، وافتتح برعاية وزيري الصحة والشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض وهكتور حجار.

وشدد الرئيس المؤسس لجمعية HOME الدكتور عصام رعد (بروفسور مميز ورئيس قسم في جامعة تكساسMD Anderson ) في هذا الافتتاح على “ضرورة مضاعفة جهود الأطباء في المغترب والوطن وزيادة الالتزام بمعاناة الشعب اللبناني وآلامه وآماله في هذه الفترة التي يُذل شعبنا المرض والداء ويفقره سعر الدواء”.

المركز الرئيس لجمعية HOME في هيوستن – تكساس، ولديها عيادات في عدة بلدان عربية كالعراق، الأردن، موريتانيا، الجزائر، السودان، سوريا، مصر، لبنان، اليمن، ودول المغرب وغيرها. والمقصود بالعيادة المتنقلة أي بدلاً من أن تكون في منطقة واحدة لتخدم مجموعة واحدة من الناس، تنتقل من منطقة إلى أخرى.

رئيس جمعية HOME في لبنان الدكتور كمال بدر أوضح لـ”لبنان الكبير” أنّ “لدينا عيادة ثابتة في الفنار وهي تقدم خدمات طبية مختلفة بتكلفة منخفضة للناس محدودة القدرات، فجميعها عيادات خيرية لمساعدة الفقراء، وتشمل إختصاصات طب الأسنان والعيون والطب العام والطب النسائي العام، ولكن إذا كان لدى المريض شيء معقد فيحوّل إلى مركز آخر. وتتألف هذه العيادات من فريق أطباء لبنانيين لكنهم ليسوا أعضاء في جمعية HOME، نتعاقد معهم ويؤدون خدماتهم مقابل بدل ويتناوبون عدداً من الاختصاصات في عدة أوقات”.

تعيش هذه العيادات على التبرعات من عدة منظمات أكثرها من منظمة HOME التي تمتلك عيادات في كل مناطق الشرق الأوسط، وقسم من الخدمات عيادة متنقلة تجول كل المناطق اللبنانية حسب الحاجة والامكانية، كما أنّ الادوية تأتي بتبرعات من الخارج، بحسب بدر الذي أكد أن “هذه العيادات لم تقم منذ أشهر بنشاطات كثيرة نتيجة فيروس كورونا ووجود نقص في الأدوية وغيرها. والآن النشاطات مركزة على العيادة الثابتة في الفنار”.

وكرّمت الجمعية الوزيرين الأبيض وحجار وعضو لجنة الصحة النيابية النائب عبد الرحمن البزري بوشاح خاص لعملهم أثناء الأزمة الخانقة وجائحة كورونا، بحضور النائب ادكار طرابلسي ونقيب الأطباء يوسف بخاش ورئيس الصليب الأحمر أنطوان زغبي.

وأشار النائب البزري إلى أنّ هذا التكريم “تقدير لعملنا أثناء جائحة كورونا، فقد اعتبرت الجمعية أن لبنان نجح في رد الفعل ضد الفيروس، وفي استيعاب الموجة الأولية بصورة أفضل من دول كثيرة لديها إمكانات أكثر. وخصصت بيروت بإحتفالها السنوي تشجيعاً لواقعها وشارك فيه أطباء عرب وأميركيون”.

وأوضح أنّ جمعية HOME مؤسسة أميركية، يشارك فيها أطباء لبنانيون وعرب. تأسست منذ حوالي 20 – 30 سنة، ولديها عيادات متنقلة وعيادات رعاية صحية أولية، والهدف منها أن يعمل الأطباء العرب واللبنانيون من أصل أميركي ويقدموا الخدمات، لافتاً الى أن الجمعية تحضر أطباء متطوعين، وكذلك تؤمن المعدات والأجهزة حسب المطلوب، فلا يوجد الكثير من المعدات والأجهزة في الرعاية الصحية الأولية. ويحاولون التطور أكثر، إلى الاستشفاء المتطور.

أضاف: “لديهم مشروع الآن وهو إعادة فتح مستشفى هملين المقفل في لبنان وتجهيزه وتشغيله مثلما استطاعوا بناء مستشفى تخصصي في مصر الذي يعتبر من المؤسسات الواعدة والحديثة. واذا استطاعوا تأهيل مستشفى هملين، فسيتبرعون بالأجهزة والأدوية وتقديم المساعدات وغيرها”.

وعما إذا كانت هذه المساعدات مساهمة للقطاع الصحي، قال البزري: “القطاع الصحي نهضته معقدة، يحتاج إلى جهد أكثر وأكبر، لكن هذه الجهود وغيرها مشكورة. الفكرة أن تلتقي كل الجهود الخيّرة من أجل الوصول إلى نتيجة جيدة في استنهاض القطاع الصحي”.

شارك المقال