بين الدماء والصبغة… أهالي القرعون بالمرصاد!

راما الجراح

لا يمر يوم على لبنان من دون فضيحة أو كارثة توازي عهد الفساد والانهيار وصورته السوداوية. لم يعد الشعب اللبناني يأمل خيراً بعد السقوط الذي أودى بنا ونحن على قيد الحياة. كارثة بيئية في بحيرة القرعون، أكبر بحيرة في لبنان، والتي كانت مقصداً للسياح، فمع تلوث نهار الليطاني، ونفوق الأسماك جراء التلوث كل فترة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديو يُظهر تفريغ دماء من المسالخ في البحيرة.

وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، تابع موضوع تسرب وتفريغ مياه آسنة في بحيرة القرعون، وكلّف رئيس مصلحة الدوائر الاقليمية والضابطة البيئية جورج عقل، التحقيق في الموضوع بالتعاون والتنسيق مع المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، وفي ضوء المستجدات ستقوم وزارة البيئة بإتخاذ الاجراءات الرادعة كافة.

ووجهت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني كتاباً إلى رئيس إتحاد بلديات البحيرة يحيى ضاهر حول “كارثة تفريغ حمولة شاحنة – تابعة للاتحاد – معبّأة بالدماء” مباشرة في بحيرة القرعون، وطلبت إجراء تحقيق فوري يتضمن كل ملابسات الكارثة وإفادتها عبر كتاب خطي والتعهد بعدم السماح بتكرار مثل هذه الكارثة مستقبلاً لضمان استمرار التعاون بين المصلحة واتحاد بلديات البحيرة. كما أرسلت المصلحة نسخة عن الكتاب والإنذار إلى وزارة الداخلية لإجراء المقتضى القانوني، وأكدت أن أولويتها الحفاظ على سلامة البحيرة ومنع زيادة تلوثها، وقد تأكدت من وجود تجاوزات حصلت، ومنها شاحنة بقايا مسالخ تم تفريغها من شاحنة الإتحاد مباشرة في البحيرة من دون المرور عبر محطة التكرير التي رفضت إستلامها لمنع تعرض المحطة لأعطال .

يشار إلى أن التجاوزات البييئة لا تقف عند حدود تفريغ شاحنة الدماء، إنما هناك أيضاً تسريب مياه مبتذلة غير معالجة من المحطة إلى البحيرة والسبب كما أعلنت البلدية أن هناك عطلاً مما يؤكد التسريب. وقوبلت هذه التجاوزات بكثير من الاستهجان والغضب من أهالي القرعون على إتحاد البحيرة، مع المطالبة بفتح تحقيق قضائي والتوسع في التحقيق لأن ما يحصل جرم يدفع ثمنه أهالي القرعون والجوار ولا يجوز السكوت عنه.

وأشار ضاهر لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الفيديوهات التي يتم تداولها ملفقة ومفتعلة من أشخاص لديهم غاية في ذلك، وهذا ليس دماً ولا توجد مسالخ بالقرب منا، بل هي صبغة موجودة عند محطة الضخ مع مياه مجارير بلدتي القرعون وبعلول بإتجاهها والتي تسمّى أيضاً بمحطة (الرفع)، وتضخ مياه الصرف الصحي إلى محطة التكرير جنوب سد القرعون (محطة تكرير المياه المبتذلة في عيتنيت)”.

وكان أحد جيران محطة الضخ، طلب منذ أشهر عدة نقل هذه المضخة التي تعود إلى وزارة الطاقة ومصلحة مياه البقاع، وأنشئت بموجب مرسوم في العام ٢٠٠٢ وبناها مجلس الإنماء والاعمار، بحسب ضاهر الذي أكد أنه “لا توجد أي مسالخ في منطقة البقاع الغربي نطاق عمل صهريج الإتحاد، الذي يشمل عمله تفريغ الجور الصحية ونقلها إلى محطة عيتنيت”.

وعن الفيديو المتداول، قال ضاهر: “في أيار، أي تاريخ تصوير الفيديو الذي يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حصل عطل طارئ في أحد الصهاريج، الأمر الذي اضطره إلى تفريغ مياه الصرف الصحي في (الريغار) حيث أساساً تنزل المياه إلى محطة الرفع ومن ثم يتم ضخها الى محطة التكرير أي لا مشكلة في ذلك. أما ما حصل اليوم وسبّب كل هذه الضجة فهو أن عُمال الصيانة في البلدة نزلوا البارحة مع صهريج الاتحاد لشفط الترسبات وتنظيف الخزانات ليستطيعوا التنظيف بالقرب من محطة الضخ، عندها تم نشر ذلك الفيديو القديم لغاية عند أحدهم”.

وأكد محمد جبارة، أحد أهالي بلدة القرعون أن “الفيديو الذي يظهر فيه الدم مُفبرك فعلاً، وهناك مَن لعب بألوانه، ولكن ما نزل إلى البحيرة هو صرف صحي والبلدية مَن قامت بذلك، لذا اجتمعنا كأهالي البلدة على موقف واحد وسنعقد إجتماعاً موحداً مع مخاتير الضيعة للوصول إلى حل جذري لهذه المشكلة”.

شارك المقال