النووي… خطر محدق بالبشرية

جنى غلاييني

على مر التاريخ، هناك العديد من الأمثلة التي يمكن أن تظهر الآثار المدمرة للأسلحة النووية أو تداعياتها، فالجميع يعرف جيداً الأسلحة النووية الأولى التي استخدمها الأميركيون ضد اليابانيين وصدمت العالم بأسره، ولا يزال التأثير الذي سببته مستمراً حتى اليوم، نتيجة الإشعاع الناجم عن الطاقة الذرية ويظهر على الأطفال الذين يولدون في ظروف غير طبيعية.

ليس في الحرب وحسب، ولكن هناك العديد من التداعيات النووية المأساوية، وأبرزها حادثة تشيرنوبيل في العام 1986 التي دمرت تقريباً مدينة تشيرنوبيل بأكملها وسكانها، حتى أنّها لا تزال غير مؤهلة للسكن حتى يومنا هذا.

أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية في دورتها الـ 64 في الثاني من كانون الأول 2009 من خلال اعتماد قرار وإعلان هذا اليوم. وأقيم هذا الحدث لأول مرة في 29 آب في العام 2010.

أول من بدأ الاحتفال بهذا اليوم جمهورية كازاخستان التي أغلقت بتاريخ 29 آ موقع سيميبالاتينسك للتجارب النووية.

ويهدف هذا اليوم إلى إيصال الرسالة إلى كل من عامة الناس والقادة حول الآثار السيئة للتجارب النووية وتجنب المزيد منها. وهو أيضاً يوم للتوعية بحيث لا يزال الكثيرون من الناس لا يفهمون حجم الموقف الذي يمكن أن تسببه التجارب النووية أو الانفجارات أو التسربات للعالم، ويمكن أن تشكل تهديداً للانقراض البشري إلى جانب تدمير عالمنا والنظام البيئي، لذلك يجب تجنبه بأي ثمن.

وتعتقد الأمم المتحدة أن العالم لا يمكن أن يكون خالياً من التهديدات أو التجارب النووية إلا بعد إزالة جميع الأسلحة النووية من العالم. لذلك في نهاية المطاف، تريد حظر الأسلحة النووية جميعاً، وهذا اليوم يمثل خطوة أولى نحو ذلك، لاسيما وأن العديد من الدول حول العالم تمتلك أسلحة نووية.

أوّل تجربة نووية

ترينيتي هو الاسم الرمزي الذي أطلق على أول عملية تفجير لسلاح نووي، أجراها الجيش الأميركي في 16 تموز 1945، في موقع صحراوي في نيو مكسيكو. أعقب هذه التجربة النووية قيام الولايات المتحدة بإلقاء قنابل ذرية على هيروشيما وناغازاكي في آب 1945، ولسوء الحظ، أسفر ذلك عن مقتل ما يقرب من 200000 ضحية، بينما أصيب الناجون بسرطان ناتج عن الإشعاع.

أقوى 10 تجارب نووية

10# إيفي مايك 1952: فجرت الولايات المتحدة جهاز مايك، أول قنبلة هيدروجينية على الإطلاق، كجزء من عملية اللبلاب. تعتمد القنابل الهيدروجينية على الاندماج النووي لتضخيم تفجيراتها، وتنتج طاقة تفجيرية أكثر بكثير من القنابل الذرية التي تستخدم الانشطار النووي.

9# كاستل روميو 1954: كانت كاستل روميو جزءاً من سلسلة عمليات كاستل للتجارب النووية الأميركية التي تجري في جزر مارشال. وبصورة مثيرة للصدمة، كانت الولايات المتحدة تنفد من الجزر لإجراء الاختبارات مما جعل روميو أول اختبار على الإطلاق يتم إجراؤه على بارجة في المحيط.

8# الاختبار 123 عام 1961: كان واحداً من 57 اختباراً أجراها الاتحاد السوفياتي في العام 1961. وأجريت معظم هذه الاختبارات في أرخبيل نوفايا زيمليا في شمال غرب روسيا. أنتجت القنبلة 12500 كيلوطن من الطاقة المتفجرة، وهو ما يكفي لتبخير كل شيء في دائرة نصف قطرها 2.1 ميل (3.5 كم).

7# كاستل يانكي 1954: كانت كاستل يانكي الاختبار الخامس في عمليات كاستل، ويعد الانفجار ثاني أقوى تجربة نووية تجريها الولايات المتحدة.

6# كاستل برافو 1954: أصبحت كاستل برافو الأولى من سلسلة عمليات كاستل، وعن طريق الخطأ أصبحت أقوى قنبلة نووية اختبرتها الولايات المتحدة، لكن بسبب خطأ في التصميم وصلت الطاقة التفجيرية من القنبلة إلى 15000 كيلوطن أي ضعفان ونصف عما كان متوقعاً، ارتفعت سحابة الفطر إلى ما يقرب من 25 ميلاً (40 كم).

ونتيجة للاختبار، تلوثت مساحة 7000 ميل مربع، وتعرض سكان الجزر المرجانية القريبة لمستويات عالية من التساقط الإشعاعي. تم العثور على آثار للانفجار في أستراليا والهند واليابان وأوروبا.

#5 #4 #3 الاختبارات السوفياتية رقم 173، 174، 147 عام 1962: أجرى الاتحاد السوفياتي 78 تجربة نووية، ثلاث منها أنتجت خامس ورابع وثالث أقوى تفجيرات في التاريخ. أسفرت الاختبارات رقم 173 و174 و147 عن حوالي 20000 كيلوطن.

اختبار سوفياتي رقم 219 (1962)

2# الاختبار 219 عام 1962: كان اختباراً نووياً في الغلاف الجوي تم إجراؤه باستخدام صاروخ باليستي عابر للقارات، مع انفجار القنبلة على ارتفاع 2.3 ميل (3.8 كيلومترات) فوق مستوى سطح البحر. كان ثاني أقوى انفجار نووي، بحيث بلغ إنتاجه 24200 كيلوطن ونصف قطر مدمر يصل إلى 25 ميلاً (41 كيلومتراً).

1# قيصر الاتحاد السوفياتي 1961: احتاجت قنبلة قيصر الاتحاد السوفياتي إلى طائرة مصممة خصيصاً لأنها كانت ثقيلة جداً بحيث لا يمكن حملها على متن طائرة تقليدية. تم إرفاق القنبلة بمظلة عملاقة لمنح الطائرة وقتاً لتطير بعيداً.

أدى الانفجار، الذي أسفر عن 50000 كيلوطن، إلى تدمير قرية مهجورة وتسبب في حدوث زلزال بقوة 5 درجات في المنطقة المحيطة. في البداية، تم تصميمها على أنها قنبلة 100000 كيلوطن، ولكن خفضت نتيجتها إلى نصف إمكاناتها من الاتحاد السوفياتي. اخترقت سحابة فطر القيصر طبقة الستراتوسفير لتصل إلى ارتفاع يزيد عن 37 ميلاً (60 كم)، أي ما يقرب من ستة أضعاف ارتفاع الطائرة التجارية.

شارك المقال