الكوليرا يتفشّى… ولبنان يترصده وقائياً

تالا الحريري

ظهر وباء الكوليرا في منطقة جيسور في الهند، في العامين 1817 و1823 وانتشر في المناطق المجاورة وأودى بحياة الملايين. وتعتبر منظمة الصحة العالمية الكوليرا وباء منسياً على الرغم من أنّه يصيب سنوياً ما بين 1.3 مليون و4 ملايين شخص حول العالم، وهذا ناتج عن تناول طعام ملوث أو شرب ماء ملوث نتيجة التوزيع غير العادل للثروة في العالم. وكذلك، عاد ليسجل إصابات في الصين غير محدد عددها وحوالي 52 في العراق. اليوم ما عاد مرض الكوليرا منسياً، فمؤخراً سجلت 33 حالة وفاة في سوريا إلى جانب 426 إصابة مؤكدة في 10 محافظات.

منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر، مشيرةً إلى أنّ “حالات الإصابة بالكوليرا ارتفعت هذا العام، خصوصاً في المناطق التي تعاني من ويلات الفقر والصراع، مع تسجيل تفشي المرض في 26 دولة وارتفاع حاد لمعدلات الوفيات”.

وأوضح رئيس فريق مكافحة الكوليرا في المنظمة فيليب باربوزا، أنه “بعد أعوام من انخفاض الأعداد، نشهد تزايداً مقلقاً جداً لتفشي الكوليرا على مستوى العالم خلال عام حتى الآن، ومتوسط معدل الوفيات هذا العام ارتفع إلى 3 أضعاف تقريباً مقارنة بالمتوسط في 5 سنوات، وبلغ حالياً 3 بالمئة في أفريقيا”.

كما عبّر باربوزا عن قلقه إزاء تفشي المرض في القرن الأفريقي ومناطق في آسيا، من بينها باكستان، حيث غمرت المياه بعض المناطق. وقال: “ليست هناك سوى ملايين قليلة من جرعات اللقاحات متاحة للاستخدام قبل نهاية هذا العام، نتيجة مشكلات من بينها قلة الشركات المصنعة”.

تعريف الكوليرا

الكوليرا عدوى حادة تسبب الاسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة، لذلك يعد توفير المياه ومرافق الصرف الصحي المأمونة أمراً حاسماً للوقاية منها وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه ومكافحتها. ولا تزال تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.

العلاج

الكوليرا مرض سهل علاجه، ومع أن معظم من يصابون به يعانون من أعراض خفيفة أو لا يعانون من أي أعراض، فإن المرض يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا لم يعالج، ويمكن علاجه بنجاح بواسطة محلول الإمهاء الفموي، ويُقصد به معالجة الجفاف عن طريق الفم، وهو محلول توزّعه المنظمة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) يُذاب في ليتر واحد من المياه النظيفة، وقد يحتاج المريض البالغ إلى كمية تصل إلى 6 ليترات من هذا المحلول لعلاج الجفاف المعتدل في اليوم الأول من إصابته بالمرض.

أمّا المرضى الذين يعانون من جفاف شديد فهم معرضون لخطر الاصابة بالصدمة ويلزم الاسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد، كما يُعطون المضادات الحيوية المناسبة لتقليل مدة الاسهال، والحد من كمية المأخوذ من سوائل الإماهة اللازمة، وتقصير مدة إفراز ضمات الكوليرا في البراز وفترة بقائها.

ويعد الزنك علاجاً مساعداً مهماً للأطفال دون سن الخامسة، إذ يقلل أيضاً من مدة الاسهال لديهم وقد يمنع التعرض للنوبات في المستقبل من جراء أسباب أخرى للإصابة بإسهال مائي حاد.

“الصحة” تأخذ الحيطة

وبما أنّ سوريا ولبنان على حدود بعضهما البعض ولأنّ الأخير لديه نازحون، تبقى الوقاية أساسية لمنع أي عدوى أو تفشٍ. لذا صدر تعميم عن وزارة الصحة العامة أفاد بأنّه “يتم الابلاغ عن الحالات إلى برنامج الترصد الوبائي عبر الفرق المتواجدة في الأقضية أو المحافظات أو الادارة المركزية أو منصة DHIS2 أو الخط الساخن 1787”.

وحسب المعلومات، فإنّ للكوليرا لقاح سائل يُتناول عن طريق الفم وليس كحقنة، كما أنّ المصاب ليس بحاجة إلى حجر ولكن المرض قد ينتقل من خلال إستخدام أغراض المصاب أو عن طريق اللمس، وباتت كل حالة إسهال تدخل إلى المستشفى تعتبر كوليرا من أجل أخذ الحيطة والتأكد.

 

 

 

 

 

 

شارك المقال