التهاب الكبد الفيروسي… جهوزية لبنان معدومة

تالا الحريري

منذ فترة ليست بعيدة، أثار الانتشار الواسع والكبير لحالات الاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي رعباً في لبنان، خصوصاً لدى أبناء الشمال كون الحالات الأكبر تركزت في منطقتهم بسبب المياه الملوثة، لتعود منظمة الصحة العالمية – لبنان وتغرّد عبر حسابها على “تويتر”، قائلة: “هل كنت تعلم أن حالات التهاب الكبد الفيروسي الألفي في لبنان يزداد عددها في بداية فصلي الصيف والشتاء؟ يجب مراجعة الطبيب أو أقرب مركز للرعاية الصحية الأولية فوراً في حال ظهور أي أعراض”.

عبد الله: المؤشرات حالياً ليست مرتفعة

ومتابعة لهذا التحذير، أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله لـ”لبنان الكبير” أنّه “في العادة عندما يكون هناك تزايد لبعض الحالات في أماكن معينة تطلق منظمة الصحة العالمية تحذيرات لمعالجة هذا الموضوع واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وهذا ينطبق أيضاً على التهاب الكبد. في الوقت الحاضر مؤشرات لبنان ليست مرتفعة، والأعداد المسجلة ضمن الترصد الوبائي لا تزال ضمن النسب المعتمدة لكن الاحتياط واجب، ويجب دائماً التحذير من هذا المرض سريع الانتشار”.

أضاف: “هناك دائماً متابعة وتحقيق في هذا الموضوع عبر مراقبي وزارة الصحة. وبالنسبة الى العلاج عادة ما يكون للعوارض لكن لا علاج للمرض نفسه. كما أنّ اللقاح متوافر وموجود ومعتمد من أطباء الأطفال في لبنان”.

البزري: مشكلة لبنان ضعف الامكانات

اما عضو لجنة الصحة النيابية النائب عبدالرحمن البزري فأشار لـ”لبنان الكبير” الى “ملاحظة بعض الحالات منذ أسابيع قليلة وارتبطت بعدم صيانة البنى التحتية الصحية يعني عدم سلامة المياه التي تسقي المزروعات أو التي تصل إلى البيوت، إضافةً إلى الارتباط بينها وبين مياه الصرف الصحي”.

أضاف: “تمت ملاحظتها من لجنة الأمراض الجرثومية والتحذير منها سابقاً، وكانت وزارة الصحة تتابع هذا الموضوع، حتى أنّ منظمة الصحة العالمية شاركت معنا في بعض الجلسات لمناقشته واتفقنا على أنّ العلاج هو بتأمين مياه سليمة وصحية. لكن للأسف المياه السليمة والصحية في لبنان مرتبطة بصيانة البنى التحتية وبالكهرباء غير الموجودة”.

كما لفت البزري الى أنّ “قسماً كبيراً من الحالات ظهر في شمال لبنان ولكن هذا لا يمنع أنّ هناك حالات ظهرت في كل المناطق اللبنانية. فيروس التهاب الكبد عادة يتم الشفاء منه من دون علاج لكن عندما يصيب المراهقين والأولاد تكون أعراضه شديدة وأحياناً تمتد الى أسابيع أو شهر وشهرين. المرض ليس قاتلاً عموماً لكن له تأثيرات شديدة وقد يعطل دورة حياة الأشخاص المصابين”.

وبالنسبة الى إستعدادت لبنان وجهوزيته لتجنّب إرتفاع الاصابات في فصل الشتاء، قال البزري: “ليس هناك ما يسمّى بالجهوزية في لبنان. أولاً نحن لجنة أمنية وليست لنا علاقة باستعدادات الدولة، ولكن لا شك في أنّ لبنان لديه مشكلة بسبب ضعف الامكانات وذلك يعود إلى المشكلات الصحية والاقتصادية والسياسية”.

يُذكر أنّ أعراض هذا الفيروس تشمل الاسهال والتقيؤ وآلام البطن والحمى والشعور بالتعب والغثيان وإصفرار البشرة (الصفيرة). وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي المرض إلى الوفاة، على الرغم من أن معظم المصابين بالعدوى يتعافى تماماً في غضون أسابيع قليلة.

شارك المقال