برد ورعد وتلج وريح… وطاقة شمسية؟

جنى غلاييني

إنقطاع الكهرباء في لبنان ليس بالأمر الجديد، لكن الأزمة تتفاقم على مرّ السنين حتى أصبحت ساعة كهرباء في اليوم أمراً نادراً بفعل الاهمال والفساد في شركة “كهرباء لبنان”، فأينما حطّت يد الدولة تخرج أزمة، ونتيجة لذلك باتت الأسر اللبنانية في جميع المناطق تكافح مع انقطاع التيار عن المنازل.

ولمواجهة هذا الانقطاع المتواصل، انقسم اللبنانيون الى قسمين، قسم لجأ إلى الاشتراك في مولدات ديزل بفواتير مرتفعة جدّاً، والقسم الآخر اتجه بصورة متزايدة إلى الشمس لتلبية احتياجاته من الكهرباء، فاعتمد تركيب ألواح طاقة شمسية على أسطح الأبنية، لكن التكاليف المرتفعة لا تزال تشكل عائقاً أمام اعتماد هذه الأنظمة على نطاق واسع.

ومع بدء درجات الحرارة في الانخفاض فانّ حجم الطاقة التي تؤمّنها الألواح الشمسية سوف يتقلّص، لكن المشكلة لا تكمن هنا، بل في فصل شتاء مليء بالأمطار والرعد والهواء كما هو متوقع، وبالطبع العديد من العواصف القوية التي ستترافق مع سرعة رياح عالية جدّاً، ما يعني أن هناك خطراً كبيراً على ألواح الطاقة الشمسية المركّبة فوق أسطح الأبنية في كل لبنان.

فاعلية ألواح الطاقة الشمسية شتاءً

وللمزيد من المعلومات حول كيفية حماية ألواح الطاقة الشمسية، وما مدى فاعلية عملها في فصل الشتاء، أوضح مهندس الطاقة الشمسية محمد غوش لـ”لبنان الكبير” أن “لوح الطاقة الشمسية يعمل بفاعلية في ظروف معينة وهي أن تكون الحرارة 25 درجة مئوية، والجو يجب أن يكون صافياً لكي تكون الألواح قادرة على اجتذاب أشعة الشمس، هذان العاملان يحدّدان مدى عمل ألواح الطاقة لأطول فترة ممكنة”، مشيراً الى أن “هناك احتمالاً كبيراً لاجتذاب الطاقة من الشمس في فصل الشتاء في حال كان الطقس صافياً أيضاً مع وجود الشمس، ولكن في حال كان غائماً مع هطول أمطار كثيفة فبالطبع لن تكون هناك أشعة شمس وبالتالي تقل الانتاجية”.

في مواجهة الرياح… تطير

وقال غوش: “أساس الحديث هنا يكمن في عملية تثبيت ألواح الطاقة على أسطح الأبنية وهي مسؤولية الحدّاد أو المهندس المدني في عملية تركيبها، لذا يجب على كل من يملك ألواحاً على سطح بنايته أن يراقبها جيّداً عند أوّل عاصفة ويفحصها ليتأكّد من عدم اهتزازها خلال وجود الرياح، لأن هناك احتمالاً كبيراً في أن تطير إذا كانت غير مثبّتة بالصورة الصحيحة وأن تسبب أضراراً كبيرة للسيارات والناس”.

الألواح معرضة للرعد والبرق

ولفت الى أن “كل بيت عادة في كل ما له علاقة بالكهرباء يجب أن يكون هناك نظام التأريض earthing system لكنه للأسف غير موجود بنسبة 90% من البيوت اللبنانية، وهذا النظام دوره أن يمتص الصواعق بصورة مباشرة أو غير مباشرة، والتي تأتي عبر شبكة الكهرباء وتفرّغ في الأرض، ولأنّ هذا النظام غير موجود نتّجه الى البدائل أو الاسهل والأوفر، وهو أن نقوم أثناء البرق والرعد القوي بفصل ديجانتير الألواح وديجانتير تشريج البطارية عن نظام الطاقة الشمسية”، مؤكداً أن “الألواح معرّضة بصورة كبيرة لأن يصيبها البرق والرعد على الرغم من أنّها لا تعتبر عاملاً جاذباً، ولكن المعادن التي تكون في مكان مكشوف أي القواعد الحديدية للألواح هي عبارة عن جاذب للصواعق، وعموماً المناطق المعرضة للبرق والرعد هي المناطق الجبلية العالية، كون الشحنات الكهربائية تصيب أقرب نقطة اليها”.

الاقبال كثيف رغم العامل الاقتصادي

وشدد غوش على أن “هناك اقبالاً كبيراً جداً على شراء ألواح الطاقة الشمسية وتركيبها، لكن يبقى العائق هو العامل الاقتصادي وإلّا لكان الاقبال أكبر بكثير. وبالطبع من المفيد جداً تركيب الطاقة الشمسية من خلال حماية البيئة من التلوّث، إضافة الى التوفير على المواطن دفع فواتير المولدات. والأهم من هذا كله يجب أن تكون هناك توعية حول كيفية استخدام الطاقة الشمسية وحمايتها من المخاطر لكي لا تنتج عنها أضرار جسيمة”.

شارك المقال