كهرباء ٢٤/٢٤ في لبنان… ونداء لأصحاب الأموال!

راما الجراح

من رحم المعاناة، استطاع محمد السبسبي أن يخلق حلاً لأزمة الكهرباء في لبنان. إبن بلدة ببنين العكارية، ذو الأعوام الـ ٢٥، طالب اختصاص في اللغة الفرنسية وآدابها، من كلية الآداب والعلوم الانسانية – الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية، أرضى شغفه بمادة الفيزياء من خلال اختراعه طاقة بديلة يمكن من خلالها إنارة كل لبنان ما يُشكل إنجازاً عظيماً.

مشروع الطاقة الكهربائية يبدأ من براميل البلاستيك، ويعتمد آلية إنتاج الكهرباء من التوربين الهوائي العمودي المحور على مبدأ تحويل الطاقة الحركية للرياح إلى طاقة ميكانيكية بواسطة التوربين الذي يعطي بدوره الطاقة إلى المولد الكهربائي ليحوّل الحركة الدورانية إلى كهرباء. وتضبط الطاقة الكهربائية وتنظم بواسطة جهاز تحكم ذاتي (controller) لشحن البطاريات وتخزين الطاقة.

وأوضح السبسبي عبر موقع “لبنان الكبير” أن “ما يميز هذا التوربين أنه مصنوع من مواد محلية قابلة لاعادة التدوير، فالبراميل البلاستيكية تلعب دور العنفات التي تتلقى طاقة الرياح بصورة عمودية وأفقية لتعطي للتوربين قوة الدفع، ولتعزيز هذه القوة اعتمد مبدأ عزم الدوران (torque) لانتاج الطاقة الكهربائية عند أقل طاقة رياح ممكنة. ومن المعروف علمياً أن انتاج الكهرباء من الرياح يتناسب طردياً مع مكعّب سرعة الرياح، فلو زادت مثلاً واحد متر/ثانية، فإن الناتج سيتضاعف ثلاث مرات، ولو كان التوربين يعطي مثلاً 500 وات عند سرعة رياح 7 متر/ثانية، فإنه سيعطي 1500 وات عندما تصبح السرعة 8 متر/ثانية. طبعاً هناك عوامل أخرى تؤخذ في الاعتبار في معادلة انتاج الطاقة من الرياح مثل حجم العنفات وكثافة الهواء وارتفاع التوربين”.

أضاف: “يتميز هذا التوربين عمودي المحور عن التوربينات أفقية المحور ثلاثية العنفات، بأنه يبدأ بإنتاج الطاقة عند سرعات الرياح المنخفضة نسبياً مقارنةً مع النموذج الآخر الذي يحتاج الى سرعة رياح عالية نسبياً، والمعروف بمقاومته الضعيفة للرياح القوية، عدا عن أنه يحتاج الى نظام توجيه، في حين أن النموذج العمودي المحور وهو مشروع إبتكارنا، يتمتع بمقاومة عالية لسرعة الرياح ولا يحتاج الى نظام توجيه، لأنه يتلقى الرياح من الاتجاهات كافة، وهذا ما يحافظ على ثبات الخروج من الطاقة لفترة أطول طالما الرياح موجودة”.

وأشار الى “أننا بدأنا بالعمل على المشروع منذ سنة تقريباً، من تخطيط، ودراسة وبحث، وعرضت الفكرة على أشخاص عدة بهدف المساعدة في التمويل ولكن لم تلقَ أي دعم في البداية، ثم بعد فترة تعرفت الى شخصين هما جميل النابلسي وميشال صرّاف، اللذان دعما مشروعنا معنوياً ومادياً، حتى وصلنا إلى هذا النموذج، وعلى الرغم من وصول مشروعي إلى الإعلام، والمقابلات التي أُجريت معي، لم أتلقَ أي إتصال من أي سياسي لتهنئتي مثلاً على هذا الإنجاز، أو دعمنا فيه من أي ناحية”.

وعن كيفية الافادة من هذا المشروع، قال: “يمكننا الافادة منه على صعيد لبنان من خلال أننا نمتلك طاقات متجددة في وطننا، طاقة الرياح بالدرجة الأولى، وطاقة المياه، إضافة إلى موج البحر والشمس، ونحن في حال حاولنا استغلال نصف قدرة كل طاقات لبنان، نستطيع تصدير طاقة إلى الدول المجاورة والاستثمار بها، وتصبح لدينا عائدات في الأرباح. على سبيل المثال طاقة الرياح علمياً تُعطي للبنان ٦ جيغاواط، علماً أن حاجة لبنان من الطاقة هي ٣ جيغاواط فقط، ونحن هناك نتكلم عن طاقة الرياح وحسب، ولأخذ العلم أن حركة السير يمكن أن تُستغل لتوليد الطاقة”.

“توليد الطاقة من أسهل الحلول، ولكن نحن بحاجة إلى ارادة وثقة بالعقول التي تحاول التفكير والمبادرة للخروج من الأزمة والتغيير، والعمل على دمج رأسمال مع العقل” بحسب محمد، الذي لفت الى أن “لدينا على سبيل المثال، أفكار عدة ولكننا نفتقد الرأسمال، وفي الوقت نفسه هناك أغنياء في البلد يمكنهم تبني مبادرات ومشاريع كهذه لصرف أموال عليها، لذلك دمجها سيخلق مشاريع للبلد وأبنائه ويمكنها حل أزمات كثيرة نعاني منها منذ سنوات من دون انتظار المازوت والفيول وغيرها، وهذه المشاريع يمكنها أن تخفف الدين العام وأعباء على خزينة الدولة، وترفع إنتاج الطاقة في لبنان ٢٤/٢٤، ويصبح هناك مردود مالي كبير لأننا نستطيع بيع الكهرباء للدول المجاورة”.

وتمنى على أصحاب رؤوس الأموال في لبنان “تخصيص جزء من أموالهم لهذه القدرات والمشاريع، واستثمارها في الأبحاث العلمية”، مؤكداً أن “مشروعي قابل للتطور على صعيد أكبر بكثير على أن يصبح كل لبنان مشروع طاقة نظيفة، وهذا يستدعي وقوف ممولين إلى جانبنا بالتعاون مع وزارة الطاقة. وصراحة، لو تتبنى أي دولة مشروعي في الوقت الذي ألمس أملاً صغيراً أنه يمكنني تطبيقه في لبنان ولو بمردود أقل، أفضل تطبيقه في لبنان ومساعدة الشعب والدولة على ذلك”.

وشكر كل المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية التي اهتمت بمشروعه، معتبراً أن كل المقابلات التي أجريت معه بحد ذاتها تشكل دعماً معنوياً وإعلاناً عن المشروع، وتحفيزاً للشباب الذي يملك موهبة معينة أن يبدأ بالعمل عليها، فهناك مَن ينتظر تسليط الضوء على هذه القدرات والاهتمام بأخبارها.

شارك المقال