“واتساب”… رغم أعطاله يبقى الأفضل

جنى غلاييني

عودٌ على بدء… عطل جديد ضرب “واتساب” أمس لمدّة أكثر من ساعة ونصف تقريباً، ما أدى الى توقّف أشهر طبيقات المراسلة حول العالم، وبدأ مستخدموه بالابلاغ عن العطل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها ليست المرة الأولى التي يتوقف فيها “واتساب” عن العمل في جميع أنحاء العالم، فما أسباب هذا العطل؟ وهل يمكن أن نشهد أعطالاً جديدة؟

يعتبر “واتساب”، وهو تطبيق مراسلة فورية واسع النطاق، أكبر تطبيق دردشة أطلق في العام 2009 واستحوذت عليه Meta في العام 2014. في العام 2020، تجاوز التطبيق 2 ملياري مستخدم، ويتمتع بشعبية كبيرة جدّاً في جميع أنحاء العالم، وهو وسيلة اتصال رخيصة تعمل من خلال WIFI وكذلك من خلال الانترنت عبر الهاتف المحمول، ويشكل مساحة مهمة لمجموعة واسعة من أنشطة العمل واللعب والنقاش السياسي والحفاظ على الاتصالات الحقيقية بين أعضاء المجتمعات، لكن أعطاله التقنية لا تنتهي، إذ نشهد كل فترة عطلاً يصيبه ليهاجر مستخدموه الى تطبيقات أخرى للدردشة وأهمها “تويتر”.

يشرح المدرب والاستشاري في التسويق الالكتروني أسامة جراح لـ”لبنان الكبير” أسباب تعطّل التطبيق بصورة مستمرة بالقول: “تعتمد شركة ميتا العالمية على سيرفرات كبيرة جداً موزعة على مراكز في مختلف الدول في العالم، ما حصل تحديداً هو DNS Failure في بعض هذه السيرفرات وليس كلها Domain name server وهذا ما جعل بعض الدول يعمل فيها الواتساب والبعض الآخر لا يعمل، ونحن تأثرنا بالسيرفرات الخاصة بالشركة الموجودة في قارة أوروبا نظراً الى بعض المشكلات التقنية التي سببتها الكهرباء هناك”.

وعما اذا كان لهذا الأمر علاقة بأن “واتساب” قرّر وقف تطبيقه على بعض الأجهزة القديمة مثل آيفون 5، ينفي جراح ذلك، مؤكداً أن “ليس لهذا علاقة بالموضوع، فما تقوم به شركة واتساب أو ميتا هو نفسه منذ سنين بحيث تجبر حاملي الأجهزة القديمة على التحديث وتطوير أجهزتهم حتى يستطيعوا الافادة من التحديثات الجديدة للبرنامج، فعلى سبيل المثال يتوقف التحديث عن أجهزة قديمة لعدم قدرة الجهاز على تخزين البيانات بصورة أوسع من الأجهزة الحديثة وهذا ما يقوم به معظم التطبيقات الحديثة والألعاب، التي لا تعمل جميعها على كل الأجهزة لتفاوت المواصفات الخاصة بكل جهاز”.

وعما إذا كان هناك من بديل لتطبيق “واتساب” يلجأ إليه الشخص، يشدد على وجود بديل فاعل “ولكن المستخدمين لا يعلمونه ولا يحبونه ربما فمثال على التطبيقات المماثلة والتي تعمل بكفاءة هناك تيليغرام وهو أقوى المنافسين للواتساب حالياً، وهناك برامج أخرى مثل فايبر وهو أقل شهرة ثم wechat”.

ويبقى السؤال الأهم اليوم عن مدى أهمية واتساب في حياة الفرد المهنية والشخصية، فيوضح جراح أن “واتساب أصبح أساسياً جداً في حياة الأفراد والمجتمعات بصورة مخيفة، فما جرى من انقطاعه أمس لساعتين قطع أوصال الناس في المجتمع حولنا وانقطعت أخبارهم وتوقف بعض الاشغال، وحتى برامج أسعار الدولار التي تعتمد على مجموعات واتساب تأثرت بذلك وظلت من دون تحديث لمدة ساعتين”.

ويعرب جراح عن اعتقاده أنّ “توقف واتساب عن العمل لمدة ساعتين لا يؤثر على عدد مستخدميه، فلا نزال نحب هذا البرنامج على الرغم مما حصل، وأظن أننا لن نتخلى عنه حتى ولو أصبح خارج الخدمة من الشركة نفسها أو وجد برنامج أقوى منه ومنافس له”.

شارك المقال