الموت يلاحق الطلاب… على مقاعد الدراسة

لين رمال
لين رمال

بات العديد من المدارس الرسمية مهدداً بالإنهيار، فأي منها آيلة للسقوط في أي لحظة على رؤوس طلابها، وهي موزعة على مساحة لبنان بكامله من بيروت وضواحيها مروراً بالجنوب وصولاً الى البقاع والشمال.

يسفر سقوط أجزاء من المباني المهترئة القديمة، عن وقوع أضرار مادية أو عن قتلى وجرحى، كما حصل أمس في انهيار سقف في ثانوية القبة الرسمية المعروفة سابقاً بمدرسة الأميركان وعمرها قرابة مئة عام، وأدى إلى وفاة الطالبة ماغي محمود (16 عاماً) وجرح أخرى، ما دفع إلى تسليط الضوء على موضوع ترميم المدارس المتضررة لعدم تكرار هذه الحادثة مرة أخرى.

وكلف وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، لجنة تحقيق هندسية وفنية التعمق بالكشف على المبنى، ورفع تقرير مفصل حول أسباب الحادث والمسؤوليات المترتبة عليه، ليبنى على النتائج المقتضى القانوني سريعاً وعلى نحو حاسم، مؤكداً أنه سيتخذ أقصى العقوبات في حال ثبوت أي إهمال. وشدد على أن سلامة المباني المدرسية أولوية مطلقة “لأنها تحتضن أغلى من في الوطن، وهم أبناء الوطن وبناته الذين نرى فيهم أمل الوطن ومستقبله”.

وأصدر الحلبي قراراً بتعطيل المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية في طرابلس طوال اليوم الخميس حداداً على الفقيدة.

وكانت اللجنة الطالبية في لبنان، دعت على أثر الفاجعة الأليمة، إلى إقفال المدارس الرسمية اليوم حداداً على روح الضحية ماغي محمود كصرخة وجع لما توصل إليه القطاع التربوي، مشيرة الى غياب الصيانة والمتابعة الدائمة للبنى التحتية في المدارس الرسمية جراء الموازنة المعدومة في القطاع التربوي.

هناك أكثر من 100 مدرسة تحتاج إلى ترميم فوري، بحسب ما أعلن رئيس جمعية سلامة المباني المهندس يوسف عزام، الذي قال لموقع “لبنان الكبير”: “يجب معالجة المدارس المهددة بالانهيار والعمل على ذلك قدر المستطاع وخصوصاً بالنسبة الى عمر المدرسة، وكما هو معروف (كل شي مع العمر بدو وقت) وهذا متوقع لأنه نتيجة ما لم يحدث في ذلك الحين. وبدءاً من اليوم يجب العمل على الموضوع، وعلى كل مدير مدرسة التوجه الى الوزارة المعنية لمراقبة المدرسة، لأن الضرر يمكن أن يكون بحجم صغير وتكلفة بسيطة ويجب المسارعة الى ترميمه قبل أن يصبح الضرر كبيراً ويتراكم مع الوقت ويتسبب بالأذى للطلاب، فالأولوية للحفاظ على سلامتهم”.

وشدد على وجوب “تحديد نوعية الأضرار وتقدير حجمها وكلفتها وعدم التحجج بالتكلفة المادية”، واصفاً ما جرى أمس بأنه “كارثة”.

تتفاوت الأضرار من مدرسة إلى أخرى وساهم إنفجار مرفأ بيروت، في زيادة حجم المشكلات والخسائر الموجودة في المدارس، من تصدع الجدران، الى تطاير نصف الواجهات والنوافذ الزجاجية، فأصبحت غير مؤهلة لاستقبال الطلاب.

على الرغم من غياب المسؤولين عن سلامة الطلاب في المدارس وإجراء مسوحات على المباني القديمة لترميمها ومراقبتها إلا أنها لا تزال تفتح أبوابها للتعليم، وتصنّفها الدولة اللبنانية بأنها مبانٍ تراثية. ومن بين هذه المدارس “ثانوية المفتي الشهيد حسن خالد الرسمية للبنين” التي كانت تُعرف بـ”ثانوية حوض الولاية”، وهي مدرسة أثرية يعود بناؤها إلى حقبة العثمانيين، “روضة برج أبي حيدر المختلطة”، “مدرسة سلمى الصايغ للبنات”، “مدرسة فرن الشباك المتوسطة المختلطة” و”مدرسة الغبيري الثانية”…

حادثة الأمس ألقت الضوء على ضرورة إعادة النظر في القوانين المتعلقة بسلامة الأبنية، للحد من سقوط المزيد من الأرواح في المدارس، اذ أن حياة الطالب تبقى في سلم الأولويات.

شارك المقال