مستشفى شاهين في طرابلس… بلبلة وفضائح بالجملة

إسراء ديب
إسراء ديب

يتعرّض مستشفى شاهين الطرابلسي مؤخرًا إلى الكثير من البلبلات الطبية والاجتماعية التي تطرح علامات استفهام حول طبيعة أدائه إداريًا وصحيًا لا سيما في الآونة الأخيرة، مع رفع بعض المعتصمين في المدينة شعارات معارضة للمستشفى وتصويب أصابع الاتهام نحو الدكتور كميل حبلص الذي يعد أحد مالكي المستشفى، ومع إصدار وزارة الصحة بيانًا قرّرت فيه تجميد رخصة الاستثمار في المستشفى مع تجميد عقود الأطباء المراقبين وذلك بعد التأكد من قيام المستشفى بأعمال طبية وهمية على نفقة الوزارة ووضع تقارير مخبرية وشعاعية ونتائج تحاليل أنسجة مزورة لتحقيق أرباح مادية، يُمكن القول أنّ المستشفى يُواجه ضربة قاسية في ظلّ رغبة شعبية عامّة بضرورة المحاسبة واتخاذ قرار صارم يحدّ من التجاوزات الطبية التي ذكرها تقرير الوزارة، وفق ما يقول بعض المحتجين.

قد لا تكون هي المرّة الأولى التي يتعرض فيها المستشفى لانتقادات مختلفة، ولكن هي المرة الأولى التي يُواجه فيها هذه الانتقادات التي تُشير إلى تراجع الخدمات الصحية فيه بشكلٍ واضح، ويقول أحد المرضى الذي دخل منذ أشهر إلى المستشفى لتلقي العلاج: “لقد كنت أعاني من آلام مختلفة في رأسي مع درجة حرارة مرتفعة، ودخلت إلى المستشفى دون إجراء فحوصات الـ (بي سي آر) التي تكشف الإصابة بوباء كورونا على خلاف مستشفيات أخرى لا تسمح بدخول أيّ مريض إلّا بعد إجراء الفحوصات اللازمة، فدخلت بشكلٍ عشوائي وأعطوني أمصالاً دون تعليق أدوية عليها وخرجت بعد يومين ليتبين فيما بعد أنّني مصاب بكورونا وكذلك أصيبت ابنتي أيضًا التي كانت قد رافقتني إلى المستشفى…”.

يبدو أنّ الكثير من الطرابلسيين الذين سبق ودخلوا إلى المستشفى أو أدخلوا أحد أقربائهم إليه” حبلانين” من “كثرة الإهمال والتردي الذي يواجهه المستشفى” بحسب ما يقول البعض، وعلى الرغم من نفي إدارة المستشفى كلّ الاتهامات التي تراها باطلة وملفقة، يجد بعض المواطنين في المقابل أنّ أيّ تصريحات قد تصدر من المستشفى لن تكون سوى حبر على ورق.

منذ أيّام، نفذ بعض المواطنين اعتصامًا أمام المستشفى ومنهم بعض ثوار ١٧ تشرين ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي في طرابلس والشمال بينهم وبين الدكتور حبلص، ويقول أحد المعتصمين لـ”لبنان الكبير”: “هناك الكثير من الضحايا الذين ظلموا بسبب الدكتور حبلص، وذلك بعد ملفات عديدة فتحت وأشارت إلى قيام الدكتور باستغلال الحالات الصحية وذلك بعد اكتشافنا أن هناك متبرعين خارج لبنان يُقدمون مساعدات للفقراء في المستشفى وهو يأخذ منهم المزيد من الأموال على حساب المرضى”.

ويُضيف:” دخلت إحدى النساء وكانت تعاني من التهابات في قدمها، وطلب الطبيب حبلص من أولادها ٥ ملايين لقاء إجراء عملية جراحية، ولكن أخذ ٤٠ مليون ليرة بحسب ما كشفت لنا إحدى المتبرعات واكتشفنا بعدها أنّ قدمها كانت تحتاج إلى تنظيف الجرح والعناية فقط”. مشدّدًا على أنّه يترقب مع غيره من المعتصمين مصير المستشفى مع رغبة في التصعيد في حال شعروا بتشغيل المحسوبيات على حساب حقوق المواطن. كما أشار إلى أنّ ٣٨ موظفًا في المستشفى رفعوا قضايا في نقابة الأطباء ضدّ الدكتور حبلص ولكن لم يتحرّك القضاء حتى اللحظة، وفق ما يقول.

كما يكشف آخر أنّ أغلب الموظفين في شركة “لافاجيت” كانوا يتمكّنون من إبرام تقارير صحية من المستشفى لأخذ استراحة عمل وهي تقارير مزوّرة.

حبلص: افتراءات للنيل من سمعتي

بدوره، يردّ الدكتور حبلص عبر “لبنان الكبير” على ما أسماه بالافتراءات التي تريد النيل من سمعته وخبرته الطويلة في العمل، ويقول: “هناك من يُموّل هؤلاء الشبان ليُنفذوا هذه الاعتصامات وهو الدكتور الذي يُشاركني في ملكية المستشفى أيّ رياض الفصيح، في الواقع البعض متضرر من رغبتي بتطوير المستشفى وتحويله إلى مستشفى جامعي، وأنا كنت قد استلمت عام ١٩٩٥ هذا المكان وقمت بتغيير وتطوير الكثير من التفاصيل، ولكن الفصيح يتعامل بكيد ويخطط وصولًا إلى المرحلة التي وصل إليها المستشفى”، مضيفًا: “أجهزة الخفافيش الإلكترونية لا تعني لي شيئًا، وبالتالي إن ّ تقرير الوزارة من حقها وأنا تحت سقف القانون وأنا مع المراقبة، ولكن حتى الآن لم أسأل ولكنهم سألوني عمومًا عن عدد الموظفين وعن المدير، ولكن من المعيب اتهام المستشفى بهذه الطريقة وفيه أطباء لديهم خبرة تزيد عن ٣٠ عامًا وليس من مصلحتي التزوير أو غيره كما يتداول البعض”.

ويُؤكّد حبلص أنّه معرّض للتهديد ويقول: “اعتدوا عليّ في عيادتي بالسكين وانهالوا عليّ بالضرب”، مشدّدًا على أهمّية إنجازاته طبيًا طوال سنوات.

أما الدكتور رياض الفصيح الذي حاولنا مرارًا عبر اتصال هاتفي الحصول على معلومات أو رد بعد تدني مستوى المستشفى، فيعتبر أنّه لا يتحمل مسؤولية المشاكل الأخيرة ويقول: “من سبّب هذه الأزمة وأهان المستشفى ستعرفونه إذا سألتم وزارة الصحة والناس كما البلدية الذين سيشرحون لكم النتائج”.

وللحصول على مزيد من المعلومات، قمنا بزيارة المستشفى الذي أكد موظفوه أنّه لا يستقبل حالات مؤخرًا، وحين طلبنا رؤية الدكتور الفصيح رفض سريعًا من خلال ممرضة تابعت خطواتنا وطلبت (عبر الإشارة) من أشخاص آخرين موجودين بجانب المستشفى عدم الرد على أسئلتنا، لكنها لم تكن تعلم أنّنا كنا نراقبها أيضًا وعلمنا ما حاولت فعله.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً