القطاع الزراعي متضرر من تغير المناخ… والبقاعيون ينتظرون الأمطار!

راما الجراح

هل تأخر هطول الأمطار في لبنان؟ البلد المعروف بطقسه المعتدل، يتخوف مزارعو البقاع فيه من تغيرات المناخ التي تسيطر على المنطقة، وعدم وجود بدائل ملموسة وحقيقية لري مزروعاتهم. عوامل مناخية وبيئية تتغير لم يعتد عليها اللبنانيون في الحقبات الزمنية الماضية، ومع دخولنا في أولى أيام فصل الشتاء أكدت غالبية المزارعين أن في مثل هذه الأيام كانت هناك نسبة هطول للأمطار أكثر من هذا العام، و”الشتوة” الوحيدة التي لمسناها جاءت منذ أكثر من شهر وأحدثت فيضانات كبيرة، ونأمل أن تحمل الأيام القريبة أمطاراً تُنقذ المواسم الزراعية.

اعتبر مصدر مسؤول في الشأن الزراعي عبر موقع “لبنان الكبير” أن “القطاع الزراعي هو الأكثر تضرراً في التغيرات المناخية، يليه الأمن الغذائي، فمنذ عشرين عاماً كان المزارع يستطيع الحصول على المياه من الآبار على عمق عشرة أمتار، أما اليوم فغالباً ما يصل عمق الآبار الى ما بين ٤٠ و١٠٠ متر، وبالتالي فإن التراجع الكبير في نسبة المياه سيرتد سلباً على العديد من القطاعات الانتاجية الزراعية التي ترتكز على المياه الجوفية للري في مواسم الصيف، ولكن لا يمكننا الجزم بالموضوع، فمنذ يومين دخلنا في فصل الشتاء حقيقةً وأمامنا عواصف وأمطار كثيرة نتمنى أن تكون كافية للمياه الجوفية وعوناً للمزارع اللبناني”.

وأشار المزارع البقاعي أحمد ياسين الى أن “تأخر الأمطار يؤثر بصورة مباشرة على مياه الشرب، المياه الجوفية، والآبار الارتوازية، ما ينعكس تلقائياً على المزروعات وخصوصاً على الموسم الثاني، وذلك بسبب الانخفاض في نسبة المياه. بمعنى آخر، الموسم الأول هو موسم شتوي، كالقمح، الشعير والثوم مثلاً، تهطل عليها الأمطار وتحتاج إلى (عدّان) أو إثنين في نهايته فقط. أما الموسم الثاني الذي يبدأ من شهر أيار ويُسمى الموسم الصيفي فيتأثر كثيراً بسبب عدم وجود مياه تكفي عملية الري، ومن جهة أخرى نهر الليطاني الذي كان يعتبر مصدراً مهماً لري المزروعات ملوث وممنوع الري منه، وللأسف هناك مناطق لا تصلح الآبار الارتوازية فيها لحفرها كبديل، مثل برالياس، المرج، حوش الحريمة وغيرها، وأساساً كلفتها باهظة جداً، وهنا ندخل في صلب المشكلة التي لا حل لها”.

أضاف: “في مثل هذا الوقت كانت تمر علينا أقله ثلاثة عواصف وأمطار غزيرة، أما هذا العام فلم نشهد إلا عاصفة واحدة حملت يوماً ونصف اليوم من الأمطار فقط. وعليه، في حال أراد المزارع القيام بحفر بئر إرتوازية أو إعادة تأهيل لبئر، يحتاج الى كلفة إضافية من مازوت وكهرباء، لأن المضخة الكبيرة إن كانت على المازوت تحتاج الى كميات كبيرة، وإن على الكهرباء الاستهلاك سيكون مضاعفاً، وكل هذا في ظل غياب الدولة الكامل عن أحوالنا”.

ورأى أن “القطاع الزراعي إلى إنهيار تام”، سائلاً الله “أن تهطل كمية كبيرة من الأمطار لأنها المُنقذ الوحيد لنا كمزارعين، وخصوصاً أن الحركة الاقتصادية في منطقة البقاع تعتمد بصورة أساسية على الزراعة، وفي الوقت نفسه عندما لا نوفق في الموسم الزراعي تلقائياً ترتفع الأسعار في السوق ما يؤثر على المزارع والمواطن في الوقت نفسه”.

شارك المقال