بعد أن اكتشف عدد من مزارعي البقاع حفرة كبيرة وعميقة في منطقة جبلية تقع بين بلدتي ريحا وبشوات في قضاء بعلبك، عقب سلسلة الهزات الأرضية التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الماضية في تركيا وسوريا وتأثر لبنان بها، أعرب سكان هذه المنطقة عن خوفهم من هذه الحفرة شبه الدائرية والعميقة التي تقارب 12 متراً تقريباً، والتي أكدوا أنهم لم يروا مثلها من قبل، فيما أشار آخرون الى أنها أعادت الى أذهانهم أشكال الفجوات التي تحدث حينما يضرب نيزك منطقة ما على سطح الأرض.
وسارع محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر الى نشر مقطع فيديو يظهر العمق الحقيقي لهذه الحفرة، ورجح أن تكون نتجت عن عوامل طبيعية لا سيما الهزات الأرضية التي حصلت مؤخراً، بحيث بيّن الكشف الأولي أن موقعها عبارة عن نقطة ضعف جيولوجي وكانت جاهزة للانهيار في الأصل.
وأكد خضر في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه جرى التواصل مع المختصين للكشف على الحفرة واعداد التقرير اللازم، وسيصدر اليوم الاثنين، ووُضع سياج حولها لعدم اقتراب أحد منها، مشدداً على أن “لا داعي للخوف أو الهلع ولننتظر نتائج الفحوص”.
أما الباحث في الجيولوجيا وعلم الزلازل طوني نمر فأوضح أن “هذه الحفرة على الأرجح لها علاقة بالمياه الجوفية، وعادةً هذه الأمور موجودة في العديد من الأماكن خصوصاً في لبنان، وبعد الزلازل والهزات الأرضية التي تعرض لها السكان بدأوا يخافون من كل شيء وتحديداً من أي حفرة، وأصبحوا يلاحظون أدق التفاصيل”.
وقال: “عملياً مجرى المياه يكون مغلقاً وبسبب الاهتزازت الأخيرة تحرك قليلا والمياه وجدت منفذاً وأخرجت العالقة منها وبالتالي الأرض أخرجت أيضاً المياه المسدودة. ونطلق على هذه الحفرة تسمية (البالوع الصغير). وهذه الأمور يمكن أن تكون أعمق وأكبر بالاضافة الى وجودها في الكثير من المناطق وذلك بحسب نوعية الأرض، وعلى سبيل المثال، في مناطق تواجد الصخور الكلسية أو تلك المغطاة بأتربة تحدث هذه الفجوات في الأرض”.
واعتبر نمر أن “لا داعي للقلق أو الخوف خصوصاً وأن هذه الحفر تحدث بصورة مستمرة، ومن المؤكد أنها حدثت في تلك المنطقة لكن الأهالي لم يلاحظوا يومها ولم يربطوها بالاهتزازات الأخيرة”.
وكانت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية تمارا الزين نفت في وقت سابق ما أثير من تهويل عن الهوة الطبيعية العميقة التي كانت قد اكتشفت منذ أيام، مؤكدة “أننا بانتظار البيان الرسمي المتوقع أن يصدر من مركز البحوث لشرح ماهية هذه الهوة”.
اذاً، في انتظار التقرير لا داعي للهلع والخوف كمال قال المعنيون والمختصون في هذه الأمور، لأن لا وجود لمخاطر ستنتج عن هذه الحفرة شرط الحرص على عدم الاقتراب منها.