“نار” النرجيلة “تحرق” الجيب… والقديم أوفر

جنى غلاييني

هناك ما يحترق بسرعة أكثر من احتراق نفس النرجيلة، ألا وهو الليرة اللبنانية التي أصبحت لا قيمة لها بعد أن وصل الدولار الى مشارف المئة ألف ليرة، واللبناني الذي كان “يعبي راسو بنفس أرغيلة” بات مصدوع الرأس بسبب تحليق الأسعار بصورة جنونية ومن بينها لوازم تحضير النرجيلة.

في السابق، لم يكن سعر أفخم نرجيلة يتجاوز 100 ألف ليرة كحد أقصى، أما اليوم فالنرجيلة ذات الجودة المنخفضة أو ما توصف بـ”التنك” كما يقال، فلا يقل سعرها عن 700 ألف، فكيف الحال مع ذات النوعية الجيدة؟

يقول حسام ي. صاحب محل لبيع النراجيل والتبغ في بيروت لموقع “لبنان الكبير”: “أغلى نرجيلة يصل سعرها الى 2 مليوني ليرة مع أغراضها كاملةً، وهي الأقل مبيعاً، أما النراجيل التي يقل سعرها عن المليون فهي الأكثر مبيعاً ولكن ليس بصورة كبيرة، لأن الزبائن أصبحوا يعطوننا نراجيلهم للصيانة وهذا ما يجعل المحل صامداً حتى الاَن، والناس تعتبر ذلك أوفر بكثير من شراء الجديد، واما تغير سبع النرجيلة أو تشتري زجاجة جديدة لها في حال كُسِرت القديمة”.

وعن أسعار التبغ والفحم، يشير الى أن “مبيع المعسل والتنباك والفحم ليس كما كان في السابق، فهناك تراجع كبير وكأن الناس امتنعت عن شرب النرجيلة، أو استرخصت الجودة فبدلاً من شراء كف معسل وزارة لجأت الى معسل التهريب كونه أرخص، حتى التنباك العجمي لا زبائن كثيرين له ما جعلني لا أستورده بكميات. والفحم أبيعه فلت أو نوعيات، ولدي ضغط على بيعه على الرغم من ارتفاع سعره بصورة كبيرة”.

وفي السياق، يشرح خضر ح. صاحب محل تحضير نراجيل وتوصيلها الى المنازل، كيف تأثر من الوضع الحالي، قائلاً: “كان سعر طلب النرجيلة وتوصيلها الى المنزل في السابق لا يكلّف أكثر من 7000 ليرة، واليوم أصبح سعرها يتلاعب مع تطاير الدولار أو تراجعه، فالطلب يكلف من 70 الى 85 ألف ليرة أي أقل من دولار، وهو لا يعتبر شيئاً بالنسبة الى تعبئة رأس النرجيلة مع مشعل فحم وتوصيل مجاني، ولكن عدد طلبات الزبائن تراجع بنسبة 70 بالمئة الأمر الذي يهدد استمرار المحل، وحينها سأضطر الى أن أحوّله الى مقهى شبابي والاكتفاء بتحضير النراجيل للزبائن الموجودة، فلا باب رزق إلا هذا”.

شارك المقال