“رايد” الدراجات النارية… مغامرة خطيرة “بس فشة خلق”

حسين زياد منصور

صولات وجولات، رحلات داخل لبنان وخارجه، أو ما يسمى “رايد” الدراجات النارية الذي ينشط مع بداية فصل الصيف، ومعظمه يكون منظماً بين مجموعات أو يعود لنوادٍ أنشئت لهذه الأغراض. هذه “المشاوير” التي لم تعد تقتصر على مشاركة الرجال فيها، بل أصبحت مختلطة من الجنسين تشعر الجميع بالإثارة والتشويق والمغامرة، خصوصاً أن من يقود مثل هذه الدراجات إن كانت “هارلي ديفيدسون” أو تلك المرتبطة بالسرعة، لديه شغف ومتعة خاصة بها.

ومنذ سنوات مضت، خاضت مجموعة من النساء هذه التجربة، وانطلقت برحلة في دراجاتها النارية “هارلي ديفيدسون” في إطار جهودها للتوعية من سرطان الثدي فكانت مبادرة جميلة، الى جانب قضية أخرى أرادت النساء الاضاءة عليها وهي تمكين المرأة وإظهار قدرتها على قيادة الدراجات النارية بأريحية.

وتعد هذه الجولات شائعة نوعاً ما في لبنان وتتنوع بين الدراجات الرياضية السريعة، و”هارلي ديفيدسون” و”فيسبا” وغيرها من الدراجات النارية الشرعية والقانونية، بحيث تكون مسجلة لدى الدولة وتراعي جميع الشروط القانونية كي تسير على الطرقات بين السيارات.

قشوع: الجولات خارج لبنان خفّت

الشاب علي قشوع، يمتلك احدى هذه الدراجات النارية ويخوض الجولات والرحلات بصورة دائمة الى جانب مجموعات كبيرة، ويوضح في حديث لـ”لبنان الكبير” أن “هذه الجولات تكون منظمة، وتختلف بين من يقودها، والدراجات الموجودة في الرايد. فمثلاً دراجات هارلي ديفيدسون، تكون من أكثر الجولات تنظيماً وهدوءاً، وتتخذ مساراً أو خطاً واحداً بالقرب من السيارات، وتكون قيادتها هادئة جداً، ويتقدمها شخص مختص بما يتعلق بالأمان وكذلك في مؤخرة المجموعة، ولديها إشارات خاصة للتنبيه من الحفر والمطبات وأين يجب عليها التوقف”.

ويقول: “أما بالنسبة الى الدراجات الرياضية، والتي أمتلك احداها، فالمجموعات التي نخرج بها تكون منظمة، لكن دائماً المقياس استناداً الى السائق من عدة نواحي إن كان السرعة واحترام معايير القيادة واستخدام الاشارات وما الى ذلك، لكن الخطر موجود بصورة أكبر لدينا من مجموعات الهارلي”. ويشير الى أن “الكثير من الناس لا يحترمون سائقي الدرجات الرياضية لأنهم يحبون الخطورة والسرعة والعصبية، لكن في الوقت نفسه هناك من يلتزم بأصول القيادة ويحترم القانون وتنظيم المجموعة”.

وعن المشكلات التي يواجهونها، يؤكد قشوع أنها كثيرة “انطلاقاً من الطرقات التي لا تصلح بسبب الحفر وغيرها فضلاً عن نوعية الزفت الناعمة التي تسبب الحوادث للدراجات عند استخدام الفرامل، وعدم القدرة على زيادة السرعة حتى على الأوتوسترادات لأنها غير مهيئة. الى جانب ذلك الخوف الدائم من السيارات ومن يقودها، اذ تارة يتلهون على الهواتف وتارة أخرى يخافون من القيادة وتبعات ذلك”، مشدداً على “ضرورة الالتزام بإجراءات الأمان من قفازات وخوذة وملابس خاصة”.

وعن التنظيم، يلفت الى أن جميع النوادي، بالنسبة الى الدراجات الرياضية، تختار نقطة معينة للانطلاق وتحدد التاريخ والتوقيت، بحيث يلتزم بهما الجميع، وتكون الجولة عبارة عن رحلة لزيارة مناطق واستكشافها”.

اما عن التراخيص، فيوضح أن “هذه الجولات ليست بحاجة اليها الا في صيدا، ويكون اما تصريحاً شخصياً لسائق الدراجة والدراجة أو الحصول على اذن من البلدية على اعتبار مجموعة، وتتأمن المرافقة من القوى الأمنية لنا”.

وعن الجولات خارج لبنان، يشير الى أنها “كانت تحصل ولا تزال لكنها خفت بسبب أزمة المحروقات، بحيث كانت الرحلات تتنوع انطلاقاً من لبنان وصولاً الى الأردن. أما الجولات في لبنان فهي دائماً تحصل وإن هناك من يقوم بالرايد مرتين في الأسبوع أو مرة في الشهر”، قائلاً: “صحيح أنها خطيرة، لكنها تبقى فشة خلق في الظل الظروف التي نعيشها”.

تجدر الاشارة الى أن رئيس مركز الدفاع المدني في بيروت وليد الحشاش أوقف عند حاجز سوري حدودي مع لبنان ونقل الى نظارة وبات ليلة واحدة في الحجز قبل أن يتقرّر الافراج عنه، وكان ينوي الذهاب في رحلة برية من لبنان عبر سوريا والأردن الى مصر بالدراجات النارية.

وسبق أن شهد لبنان العديد من جولات هذه الدراجات اللبنانية التي تصل من الخارج إن كان من أوروبا وغيرها، ثم متابعة المسير نحو الدول المجاورة.

شارك المقال