لبنان على موعدٍ مع شتاء قارس… هل المعنيون على أتمّ الجهوزية؟

منى مروان العمري

تتكرر قصة “ابريق الزيت” مع بداية فصل الشتاء في لبنان.

تخوّف اللبنانيين من حدوث فيضانات بعد “أول شتوة”، ليس في مكانه… فالأمر لا يستدعي القلق!

اذاً، ما حقيقة كل هذه التحذيرات؟ وما الذي ينتظرنا في الأيام المقبلة؟

يقول رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي عبد الرحمن زواوي لموقع “لبنان الكبير”: “إن ما نعيشه اليوم من انخفاض في درجات الحرارة ما هو إلا منخفض جوّي اعتيادي ترافقه أمطار متفرّقة ومتقطعة حسب المناطق”.

ويضيف زواوي ردّاً على سؤال عما إذا كان لبنان معرّضاً لفيضانات: “يمكن أن تتسبب الأمطار بفيضانات في بعض المناطق اللبنانية بحسب موقعها الجغرافي الذي يجعلها معرّضة أكثر من غيرها، كمنطقتي حريصا وجونية”.

أما بالنسبة الى شتاء هذا العام، فيؤكّد زواوي أن “هذه السنة يمكن أن تكون أفضل من السنة الماضية، بحيث أن المنخفضات الجوّية بدأت باكراً بعكس السنة الفائتة”، مشدداً على أن “لا صحة لما يتم تداوله حول حدوث فيضانات بسبب عاصفة الياس خلال هذه الأيام، فنحن سنقوم بتحذير الناس في الوقت المناسب، ولا شيئ يدعو للقلق في الوقت الحالي”.

وعلى صعيد التجهيزات والتحضيرات المُعتمدة من المعنيين في هذا الاطار، يقول المستشار الاعلامي لوزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، الدكتور حسن شقير: “أصدرنا بيانات حول المسؤوليات المشتركة من أجل تفادي المخاطر أو حدوث فيضانات على الطرق والأوتوسترادات، فنحن نقوم بمسؤولياتنا على أكمل وجه، كما أن متعهدي وزارة الأشغال يعملون ليل نهار، والوضع مراقب ويتابعه الوزير شخصياً”.

ويضيف شقير: “نحن نتابع الوضع مع المعنيين ولا بدّ من التحرّك في أربعة إتجاهات لتفادي المخاطر. أولاً، يجب الانتباه إلى عمل البلديات، وإلى وجوب تعزيز إمكاناتها في العمل على تنظيف قنوات الري، ومجاري المياه ضمن نطاقها الجغرافي. وهو ما يجب القيام به في أسرع وقت ممكن، مع ضرورة أن تتابع وزارة الداخلية الأنشطة على هذا المستوى. أما ثانياً، فيتوجّب متابعة ملف الأشغال في الأملاك والطُرق العامة أيضاً، مع وزارة الأشغال، ورصد ميزانية معيّنة لذلك، إذ ان هناك قلقاً من إمكان حصول سيول جارفة وقطع للطرُق، والاسراع في العمل ضمن نطاق الصلاحيات واستهداف مطبات التصريف على الأوتوسترادات الدولية والطرق الرئيسة والفرعية”.

أما الاتجاه الثالث، بحسب شقير فهو “المتعلّق بوزارة الطاقة، ومتابعتها الملفات التابعة لها في هذا الاطار، لأن دورها مهمّ جداً وفاعل من خلال عملية تنظيف السواقي والأنهر الآتية من المرتفعات نحو البحر، مع رصد الميزانيات اللازمة لتنظيف تلك المجاري، ورفع التعديات، والقيام بأعمال التنظيف، منعاً للتسبُّب بمشكلات خلال موسم الشتاء الآتي”، مشيراً الى أن “المواطنين أيضاً يلعبون دوراً أساسياً ومهماً في هذه الحالة، من خلال الحفاظ على نظافة الشوارع والطرق الفرعية والرئيسة، وحرصهم على رمي النفايات في الحاويات وليس على الطرق”.

شارك المقال