معرضان للكتاب في بيروت… مناسبة احتفالية أم انقسام سياسي؟

حسين زياد منصور

في كل شيء انقسامات واختلافات، من أكبر قضية تناقش في لبنان حتى أصغرها، والتوافق على أمر معين، يستدعي دائماً جولات وجولات من المفاوضات العسيرة، للوصول في نهاية المطاف الى حل يرضي الجميع بعد أن تكون هذه المفاوضات قد خلفت الكثير والكثير من الخسائر.

الاختلافات والانقسامات على الطريقة اللبنانية، لم تقتصر على مرشح لرئاسة الجمهورية، أو تسمية وزراء، أو تشكيل لوائح للانتخابات، أو في السياسة الداخلية والخارجية للدولة، بل تتطور في كل يوم أكثر فأكثر، حتى بتنا اليوم نشهد معرضين للكتاب في لبنان، معرض لبنان الدولي للكتاب 2023، وسيكون بين 13 و23 تشرين الأول أي بعد أيام قليلة، فيما سيكون معرض بيروت العربي للكتاب في دورته الـ 65 بعد انتهاء المعرض الأول.

انقسام سياسي

يصف متابعون ومراقبون وجود معرضين بـ “الانقسام”، ويعزون ذلك الى ما حصل منذ سنتين، عندما رفعت صور للجنرال الايراني قاسم سليماني في المعرض العربي للكتاب، وما تبعه من مشكلات وتضارب داخل المعرض، كون سليماني شارك في معارك على أراضٍ عربية، إن كان في سوريا أو العراق، ضد شعوب الدولتين.

ويعلق مصدر سياسي على ذلك بالقول: “لا يجب أن تدخل السياسة في أمور كهذه، وما حصل في المعرض حينها، يجب تجاوزه، ولا يجب تحويل مثل هذه المناسبات الثقافية والمبهجة التي تسهم في بناء شخصية الفرد والمجتمع”.

ويضيف: “في ظروف كهذه يجب أن نشجع كل ما يفيد المجتمع والشباب ويسهم في تعزيز الحركة في العاصمة بيروت، التي لا يمكن نسيان دورها التاريخي في الأدب والثقافة”. ويؤكد “وجوب وضع السياسة على جنب، والنظر الى النصف الملآن من الكوب”.

وهنا تجدر الاشارة الى أن المعرض سينظم بين وزارة الثقافة ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان، وجرى منذ أشهر وفق مصادر مطلعة التباحث بين الطرفين حول كل الأمور اللوجيستية ودور النشر المشاركة والشخصيات الثقافية والأدبية التي ستحضر من لبنان ومختلف الدول العربية والأجنبية، وتلفت المصادر الى أن الهدف منه استعادة دور لبنان الريادي والثقافي.

فرصة ثقافية

الكاتب علي الحاج شحادة يقول في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “ان القراءة أطهرُ فعلٍ مارسته البشرية، وأشبهُ بآلةِ زمن أو فيلم للخيال العلمي يخترقُ حواسنا حتى يأخذنا إلى عوالم لم تطأها أقدامُ بشرٍ قَط”.

ويضيف: “إن القارئ الذي يمتلك خيالاً خصباً وجامحاً يمكنه أن يستمتع بأي شيئ يقرأه، حتى لو كانت بين يديه قصص للأطفال. والعِبرة هنا في كيفية استعمال الخيال أثناء القراءة، وليس في نوع الكتاب أو الى أي فئة عمريّة ينتمي”. ويدعو الجميع الى المشاركة في معرض الكتاب.

اما الشاعر والناقد نبيل مملوك فيقول: “مما لا شك فيه أن معرض الكتاب هو حدث رئيس وجوهري خصوصاً في بلداننا التي تعاني من المشكلات على أنواعها، ولبنان من أكثر البلدان بحاجة الى معرض الكتاب، فكيف الحديث عن معرضين؟”.

ويضيف: “على الرغم من الاختلاف بين المعرضين في مختلف الجوانب، الا أنهما جرعتان للاحتفال بالكتب، وأمر بمنتهى الصحة للناس، لأنها تفقد قيمة القراءة، اذ ان هناك إحصاء لاحدى المنظمات الدولية أن 1٪ فقط من المنتوج العربي الفكري الثقافي الكتابي يترجم من العربية الى الانكليزية”.

ويشير الى أن “اللغة العربية في خطر سواء في الترجمة من اللغة الأم الى بقية اللغات والعكس صحيح، الوضع كارثي، وهذا ينعكس على القراءة عموماً، وعلى الهموم المعيشية والسياسية والاجتماعية التي تضغط على الناس، لذلك يجب أن يجدوا همومهم مكتوبة، ربما في ديوان شعري أو رواية أو كتاب ديني حتى”، مشدداً على وجوب “تشجيع الناس على أن تحتفي بالكتب، ووجود معرضين للكتاب أمر جيد”.

ويتمنى على دور النشر “أن تضع أسعاراً رمزية وعروضاً خلال فترة أيام المعرض، كي يتمكن الناس من شراء الكتب وإعادة ملء مكتبات البيوت بها”.

شارك المقال