البطاريات المنزلية… قنبلة موقوتة أم بديل آمن؟ 

منى مروان العمري

في ظل أزمة التقنين الحاد للكهرباء في لبنان وخصوصاً في السنوات الأخيرة، اختار اللبناني أن” يقبّع شوكه بيديه”، فلجأ الكثيرون الى بدائل عديدة من بينها استخدام البطاريات المنزلية الصغيرة أو بطاريات الطاقة الشمسية لامداد منازلهم بالكهرباء. فهل التركيبة الكيميائية داخل هذه البطاريات آمنة؟

يقول دكتور متخصص بمادة الكيمياء في الجامعة اللبنانية لموقع “لبنان الكبير”: “ان البطاريات أنواع، منها بطاريات الأسيد وبطاريات الليثيوم وبطاريات الجيل، وهذه البطاريات لديها تركيبة كيميائية معينة في داخلها محلول خاص يحفظها من الانتفاخ أو الاحتراق”.

ويضيف: “يختلف هذا المحلول باختلاف نوع البطارية، فعلى سبيل المثال ان بطاريات الأسيد يتداخل فيها عنصر الأسيد ما يجعلها قابلة للاحتراق عندما تتفكك هذه المادة في حال تم تشريجها بطريقة خاطئة، ولكنها آمنة جداً في حال حفظها بعيداً عن الحرارة المرتفعة والعناية بها بطريقة صحيحة وسليمة”.

أما بطاريات الليثيوم، فيؤكد أن “معدن الليثيوم داخل هذه العبوة هو من أكثر المواد غير الثابتة في العالم، والتي يمكن أن تسبب انفجاراً”، محذراً من أن “هناك حالتين تؤديان الى الانفجار، أولها عند تعرض البطارية لضربات ميكانيكية أو في حال حدوث تسارع حراري داخل البطارية أثناء تشريجها”.

وعلى صعيد آخر، يشير الى أن “المصنّعين يقومون باختبارات حرارية لضمان صحّة البطارية وجودة المواد الكيميائية داخلها، وهنا الجودة تختلف من شركة الى أخرى، ولكن التجّار اللبنانيين يطلبون من الشركات المصنّعة كالصين أن تخفف من جودة هذه المواد الكيميائية داخلها لخفض كلفتها عليهم، ما يؤدي الى تدني درجة أمانها”.

وفي هذا الصدد، يوضح صاحب شركة “Inpower” للطاقة الشمسية في لبنان رستم المبسوط أنهم تلقوا أخباراً عن حالات حدوث انفجار للبطاريات هذه، ولكنه يشدد على أن “نوع البطارية وكيفية تشريجها يلعبان دوراً مهماً في هذه الحالة، لأن غالبية الشكاوى كانت من استخدام نوع بطاريات الجيلّ والتي يتم تشريجها عبر إنفيرتر فاذا شرّجت أكثر من اللازم سيؤدي ذلك حتماً الى انفجارها”، مؤكداً أن “استخدام بطاريات الأسيد هو الأفضل والأكثر أماناً حالياً وذلك لاحتوائها على تنفيسات ما يقلل من خطورتها”.

وفي ضوء حفظ السلامة العامة، يلفت رئيس قسم التدريب في المديرية العامة للدفاع المدني نبيل صالحاني لموقع “لبنان الكبير” الى أن “البطاريات المنزلية تعتبر من مشتقات الكهرباء وأيّ من هذه المشتقات يمكن أن يشكل خطراً على السلامة العامة في بعض الحالات كطريقة توصيلها الخاطئة بالكهرباء وامدادها لفترات طويلة ما يجعلها تأخذ أكثر من طاقتها، بالاضافة الى حفظها في مكان ليست فيه تهوئة وهذا يؤدي الى ارتفاع حرارتها، بالاضافة الى ارتكاب خطأ أساس وهو تركيبها على أسطح المباني السكنية الأمر الذي يزيد من خطورتها لأنها معرضة بصورة مباشرة لحرارة الشمس”.

وعن الارشادات اللازمة، يشدد صالحاني على ضرورة حفظها بعيداً عن المطبخ لوجود الغاز فيه ووضعها في أماكن منعزلة فيها تهوئة ويتم تشريجها وفق الشروط المطلوبة، بالاضافة الى معاينتها من وقت الى آخر، والحرص على عدم وضع أمور قابلة للكسر أو الاحتراق الى جانبها”، قائلاً: “في حال حدوث انفجار، المطلوب هو السيطرة على الأضرار، واستخدام مطفأة البودرة وليس الماء والحرص على كيفية استخدامها بصورة صحيحة، بالاضافة الى الاتصال بالدفاع المدني لتلقي المساعدة”.

شارك المقال