اليوم العالمي لحوادث السير… شباب لبنان يخسرون حياتهم على الطرق

راما الجراح

١٧ قتيلاً و١١٣ جريحاً و٩٠ حادثاً هي حصيلة حوادث السّير في لبنان، في هذا الشهر حتى الآن، بحسب الاحصاء الرسمي لغرفة التحكم المروري. تتعدد الأسباب لتفاقم هذه الظاهرة التي لم تعالج جذورها قط، على امتداد الطرق الرديئة التي تغيب عنها الصيانة ويجتاحها التّفلت.

بدأ الاحتفال باليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث المرور على الطرق في العام ١٩٩٣ من “جمعية السلام على الطرق” (وهي مؤسسة خيرية وطنية في المملكة المتحدة لرعاية ضحايا حوادث المرور على الطرق)، وأيدت الأمم المتحدة في 26 تشرين الأول 2005 هذا اليوم بوصفه اليوم العالمي المقرر مراعاته في كل ثالث يوم أحد من شهر تشرين الثاني سنوياً، لكي يكون يوماً رئيساً للدعوة إلى الوقاية من الاصابات الناجمة عن حوادث الطرق، وتذكر آلاف الأفراد ممن يلقون حتفهم أو يصابون نتيجة تصادمات المرور على الطرق يومياً. كما يشيد هذا اليوم بمجهود وعمل كل الأطراف المعنية بالتعامل مع ما يلي التصادم سواء من رجال الاطفاء أو الشرطة أو الاسعاف أو الأطباء أو الممرضات أو المستشارين.

يؤكد الدكتور زياد عقل، رئيس جمعية “يازا” الدولية (التي تعنى بالتوعية من حوادث السير في لبنان) عبر “لبنان الكبير” أن “أبرز سبب لارتفاع حوادث السير في لبنان هو عدم تطبيق القانون. وبحسب الأرقام الرسمية لحوادث السير في لبنان سقط حوالي ٣٤٦ ضحية في هذا العام، وفي هذا الشهر تشرين الثاني هناك ١٧ ضحية، وهذه الأرقام بكل أسف لا تتضمن الجرحى الذين يتوفون لاحقاً متأثرين بجروحهم”.

ويضيف: “في مناسبة اليوم العالمي لحوادث السير نظمت يازا وشاركت في عشرات النشاطات في عدد من الدول تتعلق بهذه الذكرى، والفكرة الرئيسة هي يجب أن تكون هناك قيمة لحياة الانسان، وأن يكون هناك التزام بالنظام من جهة، وأن تقوم الدولة بدورها في صيانة الطرق بالإضافة إلى واجبات قوى الأمن بتطبيق النظام من جهة أخرى، عندها يمكن أن نصل إلى السلامة المرورية”.

أما الخبير في إدارة السلامة المرورية كامل إبراهيم فيشير إلى إطلاق برامج عن كيفية حماية الناس لأنفسهم من الحوادث في “النادي اللبناني للسيارات والسياحة” في الكسليك بمناسبة اليوم العالمي لحوادث السير. ويقول عبر “لبنان الكبير”: “ضمن الأزمات الموجودة في لبنان التي تتعلق بالطرق، تطبيق القانون، والفوضى، يجب تعلم مبادئ القيادة والاحترازية لتنمية الكفاءات حتى يحمي الناس أنفسهم من كل المشكلات نتيجة تصرفاتهم. في الواقع الحالي في لبنان كلما يتحسن وضع البلد وتصبح هناك حركة تنقل وسواح عدد الحوادث يرتفع ومعدل الضحايا يرتفع أيضاً وهذا ما حصل في هذا الصيف”.

ويشدد على “أننا فقدنا العناصر المرتبطة بالسلامة المرورية مع وضع الطرق السيئ، والناس منذ سنوات لا تحصل على دفاتر رسمية للقيادة وأساساً في لبنان لا يوجد تطبيق للمعايير العالمية في الطريقة الصحيحة، وبالتالي إمتحانات القيادة في لبنان لنيل هذه الورقة فقط. وضعنا سيئ جداً، هناك ٤٦ في المئة من الضحايا من فئة الشباب بين ١٥ و ٤٤ سنة، ومن بين الاصابات الخطيرة هناك ٦٠ في المئة من فئة الشباب وبالتالي معظم شباب لبنان يخسرون حياتهم بسبب حوادث السير”، معرباً عن أسفه لأن “هذا الوضع مستمر في ظل غياب الحكومة والادارات ومن دون موازنة واضحة”.

ويرى أن “على المواطن اليوم يجب أن ينتبه لنفسه بنفسه ليحمي نفسه من خلال برامج يجب أن يتعلمها من ضمنها برنامج القيادة والاحترازية الذي أطلقناه في اليوم العالمي لحوادث السير”.

شارك المقال