تأجير السيارات “صفر”… في الميلاد ورأس السنة

حسين زياد منصور

دخل لبنان موسم الأعياد، الذي تنتظره القطاعات الاقتصادية في لبنان على أنواعها، كونه يعد “فورة” سياحية شتوية، بعد الموسم الصيفي الذي سجل انتعاشه كبيرة، عقب سنوات من الركود بسبب الأزمات والمشكلات التي لا يزال لبنان يعاني منها. موسم الأعياد يأتي اليوم في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والجنوب اللبناني، وهذا الأمر أدى الى إفراغ الفنادق والمطاعم من زبائنها، وسط تخوف المغتربين والسياح من المجيء الى لبنان بسبب تدهور الأوضاع جنوباً، من دون نسيان دعوات السفارات وتحذيراتها لمواطنيها المقيمين على الأراضي اللبنانية.

من بين القطاعات التي تنتظر موسم الأعياد لتحقيق انتعاش قبل بداية السنة الجديدة، مستفيدة من عيدي الميلاد ورأس السنة، قطاع تأجير السيارات. فما هو واقع هذا القطاع اليوم في ظل الأحداث التي يعيشها لبنان وتؤثر بصورة مباشرة على مختلف القطاعات فيه؟

التأجير بين 5 و10٪

يأسف نقيب أصحاب مكاتب تأجير السيارات السياحية محمد دقدوق في حديث لموقع “لبنان الكبير” لأن “نسبة العمل في القطاع اليوم تتراوح بين 5 و10٪، لأنه يعتمد بنسبة 90٪ على المغترب اللبناني، واللبناني المقيم، والطرفان نتيجة الوضع الذي نعيشه أي الحرب التي فرضتها إسرائيل على لبنان، لا يتحركان بالصورة المطلوبة”.

ويقول: “بالنسبة الى المغتربين، لا أحد قادم، والحجوزات التي كانت قائمة ألغيت، اليوم نسبة الحجوزات صفر، فمقارنة مع العام الماضي، كانت تصل نسبة الحجوزات الى 70٪، اما في الأسبوع الأخير من السنة فتصل الى 80٪، لكنها اليوم تتراوح بين 5 و10٪”.

وعن الموسم الصيفي، يشير دقدوق الى أن “الحركة كانت بين شهري 5 و8، ونسبة التأجير حينها 90٪، ثم تراجعت الى ما بين 60 و40٪، خلال شهر 9 وتبقى هذه النسبة (30 – 40٪) في العادة مستمرة حتى نهاية السنة، استناداً الى السنوات الماضية، لكن هذه السنة الأمر مختلف”.

وبالنسبة الى أسعار تأجير السيارات، يوضح أنها تبدأ من 15 دولاراً للسيارات الصغيرة، وفي حال كانت لمدة طويلة تحتسب بـ 10 دولارات، مؤكداً أن لا عمل حالياً والشركات تسعى الى تأمين المصاريف التشغيلية اللازمة لاستمراريتها.

وفي ما يتعلق بالسيارات الخصوصية (النمر البيضاء) يلفت الى أن “بعض أصحاب معارض السيارات، نتيجة غياب محاسبة الدولة، أصبح يؤجر عدداً من السيارات باللوحة البيضاء من دون اذن أو شرعية أو رخصة، والبعض ممن لا يعرف مصلحته، يتجه الى استئجار السيارات باللوحات البيضاء، وهو ما يشكل خطراً على المؤجر والمستأجر، ولكنهما لا يقدران ذلك الا عند وقوع الواقعة”.

الوضع ميت

ويوضح أحد أصحاب السيارات (أ.ق) التي تؤجر بلوحات بيضاء، أي أنها غير شرعية للتأجير، لـ “لبنان الكبير” أنه يمتلك عدداً من السيارات بلوحات بيضاء يؤجرها بصورة دائمة، وتدر له أموالاً يعدها جيدة، لكن هذه المرة وخلافاً لكل عام، لم يؤجر سوى سيارتين من أصل 10 لديه، ويفكر في بيع عدد منها للتخلص من الكلفة المترتبة عليه من صيانتها.

ويؤكد أن الأسعار تختلف بين سيارة وأخرى، وبين السيارة الكبيرة والصغيرة أيضاً، وتتراوح أسعار الصغيرة بين 20 و30 دولاراً لليوم الواحد، في حين ان السيارات الكبيرة، وحسب نوعيتها يبدأ سعر تأجيرها في اليوم من 75 دولاراً وصعوداً، ومن الممكن أن يصل الى 200 و250 دولاراً.

ويختم حديثه مؤكدا ان العمل كان “شغال بقوة” خلال الصيفية، لكنه الآن أصبح ميت.

شارك المقال