على بعد أيام من عيدي الميلاد ورأس السنّة، وبالتزامن مع الاعتداءات المستمرة على أهالي جنوب لبنان والابادة الجماعية التي يتعرض لها أهالي غزة، يبدو أن الحديث عن احتفالات في لبنان سيكون صعباً. على الرغم من توقع الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي أن يحضر إلى لبنان ما يزيد عن المئة وخمسين ألف لبناني من المقيمين في الدول العربية، وبعدما أفاد مصدر خاص من شركة “ميدل إيست” أن الحجوزات ترتفع كلما اقتربنا من موسم الأعياد حوالي ٣٠٪، إلا أن أحد المعنيين في القطاع السياحي أكد في حديث خاص عبر “لبنان الكبير” أن “موسم أعياد الميلاد ورأس السنة انتهى قبل أن يبدأ في لبنان، وأن خسائر القطاع الحيوي للاقتصاد اللبناني تقدّر بعشرات ملايين الدولارات في ظل المناوشات النارية على الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، بين حزب الله والاحتلال الاسرائيلي المستمرّة منذ 8 تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع بدء عملية طوفان الأقصى”.
وأشار رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان ورئيس نقابة الفنادق بيار الأشقر منذ أيام إلى أن موسم الاعياد لا يعوّل عليه في ظلّ الحرب على غزة والتصعيد الأمني على الحدود اللبنانية الجنوبية، والتحذيرات التي أطلقتها دول عديدة لعدم سفر مواطنيها إلى لبنان ومغادرة أراضيه فوراً، والخسائر تقدر بعشرات ملايين الدولارات، والمؤسسات بدأت تصرف من أرباح الصيف.
من الناحية التشغيلية “كانت تصل قبل الحرب، في فنادق داخل بيروت إلى ٢٥٪ على الأقل، و٥٠٪ على الأكثر، أما اليوم، فهناك فنادق نسبتها ٠٪، وبالحد الأقصى ٧٪”. بحسب الأشقر الذي قال: “في حال انتهاء المواجهات على الحدود الجنوبية اليوم، نحتاج إلى ٤ أشهر ليعاود القطاع السياحي نشاطه من جديد”.
إلغاء مظاهر الاحتفالات ودعم غزة
“لا حفلات للميلاد ورأس السنة في سلسلة مطاعمنا لهذا العام تضامناً مع أهلنا في غزة ووقوفاً عند جراحهم ومأساتهم الانسانية”، أشار المدير العام لسلسلة مطاعم “كويك ميل – أمالين – وأمالين داون تاون” وسام جراح، الى “أننا قررنا فتح باب الـ Take away مع عروض المأكولات الخاصة بالمناسبة مثل الحبشة بالاضافة إلى الحلويات والسلطات وغيرها، والـ Menuموجود على موقعنا وواضح للجميع. سبق وألغي إحتفال الموظفين في أمالين الذي كان مقرراً في ١١ تشرين الأول أي بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى، وأطلقنا شعار لا صوت يعلو فوق صوت أطفال غزة، وبعدها ألغيت كل البرامج الاحتفالية تزامناً مع المجازر الحاصلة في فلسطين المحتلة”.
وأكد أن “أيام الميلاد ورأس السنة هي أيام عادية، ومنذ شهر تشرين الأول وحتى بداية العام الجديد ٢٠٢٤، قررنا أن يذهب جزء من الأرباح في هذه الفترة لمساعدة أهالي غزة وأطفالها من خلال الحملات القائمة”.
حجوزات عادية من دون حفلات
وأكد صاحب تجمع مطاعم وصالات “أجينور، قدموس وكليوباترا” دوري صالح عبر “لبنان الكبير” أن “أيام الميلاد ورأس السنة ستكون عادية تضامناً مع أهلنا في غزة، بحيث قمنا بإلغاء كل الحفلات الغنائية التي كان مقرراً إقامتها في سلسلة مطاعمنا قدموس وأجينور. هناك استفسارات كثيرة من الناس التي اعتادت حفلاتنا في هذه المناسبات، وسنستقبل حجوزات طبيعية وعادية فقط من أجل سعة المطعم. الظواهر الاحتفالية غير موجودة نهائياً في مطعمنا، فما يحصل في غزة لا يمكن تطنيشه، حتى أننا قمنا بإقفال المطعم عند قصف مستشفى المعمداني استنكاراً لهذه المجزرة الانسانية. الماديات غير مهمة في هذه الظروف، ولكن اليوم جميعنا نعيش جواً من التعاطف وفي مرحلة ما وصلنا إلى مرحلة الاكتئاب، لذلك لا يمكن الاحتفال وكأن لا شيء هناك”.
لا يمكن التظاهر بالفرح
صاحب مطعم “فنجاني” في شتوره السيد عيسى قال: “معروف عنا تجهيزاتنا الدائمة لحفلات الأعياد ورأس السنة واهتمامنا الكبير، بحيث كانت الحجوزات مفولة، ولكن اليوم نتصل بكل الزبائن ونلغي الحجوزات لأننا نشعر بمصاب أهلنا في فلسطين. لم نستطع التظاهر بأن الظروف عادية ومناسبة لهذه الحفلات على الرغم من مردودها المادي الكبير”. وشدد على أن “لا مظاهر احتفالية في مطعمنا، حتى أننا لم نضع الزينة الميلادية، ومأكولاتنا كما هي، وسنستقبل الناس في الأعياد مثل الأيام العادية”.
إلغاء الحفلات رغم الحجوزات “المفولة”
ولاقى إعلان إلغاء جميع الحفلات التي كانت مقررة بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة في مطاعم “الشمس” – عنجر ترحيباً واسعاً من خلال التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تضامناً مع أهلنا في جنوب لبنان وغزة. وفي حديث مع مدير إحدى صالات المطعم، أكد عبر “لبنان الكبير” قال: “عندما قررنا إلغاء الحفلات الغنائية، كانت الحجوزات مفولة في كل صالات مطاعمنا تقريباً، ثم اضطررنا إلى الاتصال بكل الناس التي حجزت، واعتذرنا منها، وأعدنا لها أموال حجوزاتها على التيكيت. كان هناك ترحيب إيجابي بالخطوة وكأننا جميعاً بحاجة الى هذا التضامن. مطاعم الشمس ستستقبل حجوزات عادية في أيام الأعياد من دون حفلات”.