حلّ أزمة نفايات صيدا… لدى ديوان المحاسبة!

فاطمة البسام

مع عودة فصل الشتاء بأمطاره الخجولة في هذه الفترة من السنة، طافت الشوارع بالمجاري والنفايات وتحديداً شوارع صيدا، لا سيما عند المدخل الشمالي للمدينة، وتحوّلت الى بحيرات صغيرة ومستنقعات ما تسبب بأضرار مادية في المنازل والمحال التجارية. وعزت مصادر في بلدية صيدا الأسباب الى انتشار النفايات في الشوارع الأمر الذي أدى الى إقفال قنوات مصارف المياه، التي عمل عمال البلدية على معالجتها.

وفي إتصال لموقع “لبنان الكبير” مع عضو بلدية صيدا المهندس محمد البابا، قسم أزمة النفايات إلى شقّين: الشق الأول له علاقة بالجمع، أمّا الشق الثاني فمتعلّق بالمعالجة. وبحسب البابا، “صيدا لديها معمل خاص لمعالجة النفايات لاتحاد بلديات صيدا والزهراني، لكنه ظل يعاني من مشكلات دائمة منذ تأسيسه، إلاّ أن المشكلة تفاقمت أكثر عند حصول الانهيار المالي التام في لبنان منذ سنتين وأكثر، وعندها لم تعد تصل مستحقات المالية اللازمة الى المعمل فتحوّل من معمل إلى مكب”. وأوضح البابا أنه لن يدخل في تفاصيل قضية المعمل لأن الأمر يحتاج إلى تحقيق.

أما في نهاية العام 2022 فزادت أزمة جمع النفايات في صيدا كما أشار البابا، وذلك بسبب إنتهاء العقد مع الشركة المتعهدة بجمع النفايات NTCC، وكان عليهم إجراء مناقصة لكن للأسف لم يتقدّم أي متعهد، على الرغم من تكرار المناقصة عدّة مرّات، فكانت “سيتي بلو” هي الشركة الوحيدة التي تقدمت بعرض، وبعد إنجاز كل المستندات القانونية، توقف العرض في ديوان المحاسبة بسبب ارتفاع كلفته وقبضها بالدولار الأميركي. ومنذ ذلك الوقت دخلت المدينة في دوامة من المعاناة لدرجة أن شوارعها تحوّلت إلى مكب للنفايات.

مبادرات أهلية لإنقاذ شوارع صيدا

أول مبادرة كانت من البلدية نفسها، فأنشأت صندوقاً خاصاً للتبرعات من أجل رفع النفايات من الشوارع، إلاّ أنه لم يصمد كثيراً، لأن القرى المجاورة خصوصاً قرى الإتحاد أصبحت ترمي نفاياتها في المدينة، حسبما أكد البابا. فالمشكلة خرجت من حجمها الحقيقي، وأصبحت المشكلة نفايات صيدا والجوار.

ومنذ 6 أشهر أطلق تجار المدينة مبادرة جديدة، سميت “الأوفياء لصيدا”، وأصبحوا يجمعون التبرعات شهرياً بهدف تنظيف الشوارع وإزالة النفايات بقيمة 100 دولار أو أكثر.

ولفت البابا الى أنهم رفعوا الصوت عالياً اليوم وأقحموا الفعاليات السياسية في وضع حدّ للمشكلة، ونتيجة للضغوط أقيمت مناقصة جديدة تقدّمت إليها عدّة شركات ومنها “سيتي بلو”.

الملف اليوم في عهدة ديوان المحاسبة، على أمل أن تأخذ الحلول مجراها في بداية السنة.

وأفادت مصادر “الوكالة الوطنية للاعلام”، أن نائب رئيس المكتب السياسي لـ “الجماعة الاسلامية” في لبنان بسام حمود، استقبل أمس، رئيس بلدية صيدا حازم بديع يرافقه عضو المجلس البلدي حسن الشماس، في حضور عضوي القسم السياسي ابراهيم الرواس ومحمد الزعتري.

وأوضحت “الجماعة” في بيان، أن “اللقاء تداول في شؤون المدينة الاجتماعية والمعيشية والبيئية كافة وتحديداً أزمة تكدس النفايات في الأحياء والطرقات، وانعكاس ذلك على الحياة اليومية للمواطنين وعلى الحركة الاقتصادية في المدينة. كما تناول البحث آخر الاجراءات القانونية والاتصالات التي يقوم بها رئيس البلدية من أجل إنجاز التعاقد مع شركة بلو سيتي لجمع النفايات ونقلها بعد الرفض السابق لشروط التعاقد الذي صدر عن ديوان المحاسبة”.

وأشاد حمود بـ “جهود رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي في ظل الأزمة التي يمر بها لبنان والتي تلقي بظلالها على كل المؤسسات الرسمية ومن ضمنها البلديات”، داعياً إلى “تكثيف الجهود والتعاون بين البلدية وجميع المرجعيات في المدينة لرفع الغبن عنها وتحصيل حقوقها كافة”.

ودعا حمود الى أن “تكون الخطوة الثانية هي الالتفات الى أزمة معمل النفايات وإلزامه ببنود العقد الموّقع مع البلدية لجهة معالجة النفايات لا تكديسها، تحت طائلة المحاسبة ووضع يد البلدية عليه”.

شارك المقال