طوفان الأمطار يغرق طرق لبنان… وحمية “يلوم” بلدية بيروت

فاطمة البسام

أدت غزارة المتساقطات التي انهمرت منذ ظهر الجمعة في عدد كبير من المناطق الى حدوث فيضانات وسيول احتجزت مواطنين داخل سياراتهم، ومنازلهم وأماكن سهرهم، وتنوعت مهمات عناصر الدفاع المدني بين إنقاذ المواطنين وسحب السيارات وجرف الأتربة والصخور عن الطرق وشفط المياه من داخل منازل ومستودعات.

في محلة الكرنتينا، أنقذ عناصر الدفاع المدني المواطنين الذين حوصروا داخل سياراتهم وداخل مباني سكنية وأحد الملاهي الليلية وعملوا طوال الليل على تأمين السلامة العامة في الموقع وسحب المياه من التفرعات كافة.

واستعان العناصر في منطقة حارة الست، بدادون، وادي شحرور بجرافة لفتح الطريق وإنقاذ المواطنين المحتجزين داخل سياراتهم بعد أن ارتفع منسوب مياه النهر. وفي محلة نهر الغدير، برج البراجنة، حي السلم تم إنقاذ العديد من المواطنين بسبب فيضان النهر. وعلى طريق صيدا القديمة – الريشاني تمكنوا من إنقاذ المواطنين المحتجزين داخل سياراتهم وإعادة فتح الطريق. كما عملوا في بلدة بسابا على سحب المياه من داخل عدد من المنازل.

وعلى الطريق البحرية الممتدة من نهر الكلب الى جونية، نفذ عناصر الدفاع المدني عمليات إنقاذ لمواطنين احتجزوا داخل سياراتهم وتمكنوا من إنقاذ 64 تلميذاً حاصرتهم السيول داخل باصين في نهر الكلب، ونقلوا إحدى التلميذات الى المستشفى وقدموا الاسعافات الأولية اللازمة لتلميذة أخرى.

وفي منطقة كفرحباب عمل العناصر على سحب المياه التي اجتاحت عدداً من المستودعات، وكذلك في منطقة المنصورية – قناطر زبيدة وبيت شباب وبرمانا والزغرين والقنيطرة وأنطلياس. وعلى طريق بسكنتا تم إنقاذ مواطنين احتجزتهم الوحول داخل سياراتهم. بينما في بولونيا سحبت سيارات احتجزت قرب كنيسة السيدة بسبب تبرك المياه.

وخلال ساعات فجر أمس السبت أصدر الدفاع المدني بياناً أشار فيه الى تنفيذ المهام التالية: في زوق مصبح تمكن عناصر الدفاع المدني من سحب عدد من السيارات التي احتجزت على الطريق المؤدي الى فندق “الهوليدي ان” بسبب غزارة المتساقطات. توازياً، على جسر كفرشيما عمل العناصر على سحب مواطنين محتجزين داخل سياراتهم. وعلى طريق دير الحرف، رويسة البلوط، راس المتن استعان العناصر بالجرافات لإزالة الاتربة والصخور واعادة فتح الطريق. وفي محلة الصياد – الحازمية عمل العناصر على سحب السيارات التي احتجزت بسبب تبرك المياه وقاموا بتحويل مجرى المياه قرب مستشفى قلب يسوع. وعلى طريق المنصورية عمل العناصر على سحب سيارات عالقة بسبب مخلفات الأمطار من انهيارات ترابية. وفي بلدة لحفد بقضاء جبيل أنقذ عناصر الدفاع المدني مواطنين محتجزين داخل سياراتهم جراء ارتفاع منسوب مياه النهر. أما في مزرعة يشوع فقد عمل العناصر على سحب المياه من داخل أحد المستودعات، وسحب سيارات محتجزة بسبب غزارة السيول. وفي الفنار أيضاً تم سحب المياه من داخل مستودع. وعلى طريق دوما كفرحلدا عمل عناصر الدفاع المدني على تسهيل حركة المرور وفتح أقنية مياه الصرف لخفض منسوب المياه. واستمر العناصر في سحب المياه من داخل مستشفى قلب يسوع في الحازمية بعدما اجتاحته الفيضانات.

وفي سياق ما جرى، عقد وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية مؤتمرا صحافياً، أكد من خلاله أن وزارة الطاقة ليست معنية بتعزيل مياه النهر، وارتفاع منسوب المياه الذي أعاد المياه إلى الكرنتينا.

وقال: “تواصلت مع رئيس الحكومة ومع وزير الطاقة والواضح أن بلدية بيروت ستقوم بتعزيل مجرى النهر كي تخرج المياه بشكل انسيابي، فالدولة اللبنانية قائمة على عدد من الوزارات، ان لم تقم بواجباتها وأولها وزارة الاشغال العامة والنقل بالتالي لا يمكننا فعل شيء”.

وأشار الى أن “وزارة الأشغال والنقل صلاحيتها الادارية على الأوتوسترادات الرئيسة من نهر بيروت باتجاه بيروت، هذه من ضمن صلاحياتنا، وبلدية بيروت ونهر بيروت عقارياً من ضمن صلاحيات وزارة الطاقة، وبلدية بيروت من صلاحيتها رفع النفايات وشركات النفايات، ولم تقم بواجباتها برفع النفايات”.

ورأى أن التخفيف من التغير المناخي ممكن وهناك دول ميزانيتها مئات مليارات الدولارات لم تستطع رفع الضرر بسبب التغير المناخي، وبتضافر الجهود وليس بالقاء التهم كما يقول اللبناني”، معتبراً أنه “يمكننا إيجاد حل للتخفيف من تداعيات الموضوع ريثما يصبح لدى الدولة اللبنانية المال الكافي من أجل التعديل في البنية التحتية، التي عمرها عشرات السنوات”.

الى ذلك، تفقد محافظ مدينة بيروت مروان عبود ورئيس المجلس البلدي عبد الله درويش منطقة زقاق البلاط واطلعا على المبنى المهجور الذي انهار جزء منه إثر هطول الأمطار الغزيرة، وطلبا من المهندسين المختصين في البلدية دراسة أوضاع البناء بالتعاون مع المديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة لإجراء المقتضى .

كما انتقل عبود ودرويش إلى منطقة الروشة وتفقدا الانهيار الجزئي الحاصل للرصيف والحاجز الحديدي للكورنيش البحري المواجه لصخرة الروشة جراء العاصفة، وتم الايعاز الى المهندسين المختصين في بلدية بيروت بالعمل على اعادة اصلاحه بالسرعة القصوى منعاً لأي خطر قد يهدد سلامة المارة كونها منطقة سياحية وتجذب الكثير من الناس.

شارك المقال