المازوت يهدد المستشفيات الجنوبية… والحرب أوقفت مساعدات “الطوارئ”

فاطمة البسام

أكثر من ثلاثة أشهر مضت على الحرب الدائرة في الجنوب الذي صمد أهله قبل أن تنتقل هذه الحرب والقذائف إلى أحيائهم السكنية، وصمدت معها المستشفيات والمستوصفات الطبية والهيئات الحزبية التي معظمها من الشباب المتطوّع.

بعد أن توسعت دائرة الحرب، وأصبحت تشمل بلدات وقرى لم تستهدف من قبل، ارتفع منسوب الخوف والخطر على إمكان صمود المرافق الطبية التي تكافح وحدها، على الرغم من وجود خطة للطوارئ وضعتها وزارة الصحة قبل أشهر.

وتذكير بسيط بهذه الخطة التي قد نضطر الى اللجوء إليها، حتى لو لم تقع الحرب بصورة شاملة على بلدنا.

خطة المواجهة

ترتكز الخطة، في كل تفصيل، على تلك التي صيغت أثناء حرب الـ 2006، بحسب نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون. وتتضمّن تقسيم لبنان إلى ثلاث مناطق تتدرج في مستوى الخطورة من الأكثر خطراً إلى الأقل خطراً، فالأقل.

تشمل المنطقة الأولى الجنوب والبقاع الشمالي والضاحية الجنوبية لبيروت، على أن تأتي في المنطقة الثانية بيروت الادارية وجبل لبنان والمتن الشمالي، ومن بعدها بقية المناطق.

وبحسب الخطة، يفترض أن تختص المستشفيات والمراكز الصحية القائمة أو التي تستحدث في المناطق “الحامية” بـ”شغل الطوارئ وتأمين انتقال الحالات الحرجة إلى خارجها، وعملياً سيكون الدفق على صيدا وسبلين وجزين من الجنوب وإلى مستشفيات بيروت الادارية وجبل لبنان وحتى المتن للجرحى من الضاحية الجنوبية لبيروت، وكذلك الحال بالنسبة إلى بعلبك والبقاع الشمالي، حيث يؤمن الانتقال نحو مستشفيات المناطق الأقل خطراً”.

هذه التقسيمات تترافق مع مسح للمستشفيات القادرة على خوض المعركة ودرس إمكاناتها وحاجاتها وما تملكه من مخزون وقدراتها الاستيعابية ووفرة الطواقم الطبية وما تقدمه من خدمات وتوافر بنوك الدم.

وبحسب هارون، “يفترض أن هناك ما لا يقل عن 40 مستشفى قادرة على استيعاب ما لا يقل عن 4 آلاف مصاب دفعة واحدة”، في حال كان السيناريو شبيهاً بما جرى عام 2006. أما إذا كان شبيهاً بالمشهد الغزاوي، فيجمع الكل، ومنهم هارون، على أن الخطة “ما بتلحق تعمل شي”.

وفي حديث مع مصدر مسؤول في المستشفى الإيطالي لموقع “لبنان الكبير”، أوضح أن الوضع في الوقت الحالي “تحت السيطرة” من ناحية المعدات واللوازم الطبية، كون المنطقة لم تدخل في مرحلة الخطر بعد، مشيراً إلى أن الاصابات التي تصل إلى المستشفى يمكن معالجتها بالمعدات الموجودة، ما عدا الحالات الصعبة التي تم نقلها إلى مستشفيات ذات معدات أحدث.

إلاّ أن السيناريو الأسوأ بحسب المصدر، هو فقدان مادة المازوت في حال تأزم الوضع، لأن المستشفى يعمل على المولدات، عندها سيتوقف عن العمل لأنه لا يمتلك احتياطاً من الوقود.

ولفت المصدر الى أن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، وعد خلال لقائه الكوادر الطبية بتأمين أدوات طبية وأدوية، بالاضافة إلى كميات من المازوت توضع في أقرب نقطة من أجل التزوّد بها.

وأفاد مصدر مسؤول في “إسعاف الرسالة” في منطقة صور، موقع “لبنان الكبير” بأن المسعفين شباب متطوعون من أبناء القرى، تم تدريبهم من قبل لأداء مهامهم الاسعافية. وأشار إلى وجود نقص لديهم في العتاد مثل “الرباطات، والشاش، وأدوات التعقيم، وغيرها”. وأكد أنهم كمركز كانوا يحصلون على معدات طبية وأدوية من قوات الطوارئ، وهذه المساعدات توقفت بفعل الحرب.

وفي السياق جال وزير الصحة على عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في منطقة النبطية، يرافقه رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة هشام فواز.

وأعلن الأبيض في ختام زيارته، أن الهدف من الجولة هو أن “نستمع من هذه المؤسسات الصحية الى مشكلاتها، واستمعنا الى المديرين مطولاً في هذا المجال لكي نتمكن من المساعدة أكثر، كما استمعنا الى شكوى من أهلنا النازحين بأن التغطية الصحية لهم لا تكون بالقدر المطلوب، ونحن وجدنا الآلية لتذليل هذه المشكلة وخصوصاً في الحالات الطارئة لكي تحصل التغطية الكاملة من وزارة الصحة لأهلنا النازحين”.

وأكد أن “واجبنا كوزارة للصحة أيضاً أن نقف إلى جانب أهلنا ومن بداية العدوان كانت لنا أمور عدة، بالتعاون مع المؤسسات الاستشفائية وكذلك وضعنا خطة طوارئ معلنة وعملية تنسيق بين مختلف الفرقاء على الأرض حتى لا يحصل أي تقصير في تقديم الخدمات الصحية إن كان للجرحى، أو للنازحين أو للأهل الصامدين على الرغم من ضعف الامكانات ولكن واجبنا أن نقدم قدر المستطاع”.

شارك المقال