بعد فضيحة الاغتصاب… الحل بحظر “تيك توك” أم بالتوعية؟

محمد شمس الدين

لا يزال الرأي العام اللبناني يعيش الصدمة من الفضيحة التي كان بطلها “مشهوراً” على تطبيق “تيك توك” ويدعى جورج مبيّض، كان يستدرج الأطفال لاغتصابهم، وتبين أن هناك عصابة من مؤثرين مثله يشاركونه هذا الفعل الشنيع، لتخرج مطالبات بحظر التطبيق في لبنان، منعاً لتكرار حالات كهذه، وغيرها من الجرائم التي تحصل عبره.

ولكن هل حظر “تيك توك” يحل المشكلة فعلياً لا سيما مع وجود تطبيقات أخرى، وأساليب للالتفاف حول حظر أي تطبيق في بلد معين؟

المختص بمواقع التواصل الاجتماعي أمين أبو يحيى أشار في حديث لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “حظر تيك توك لن يوقف انتشار البيدوفيليا والأشخاص المهووسين بالأطفال والمرضى النفسيين، فهم يستطيعون الوصول الى الأطفال عبر مواقع أخرى مثل فايسبوك وانستغرام ويوتيوب، وهناك عدة قنوات يتمكن هؤلاء من الوصول فيها اليهم والتحكم بهم لأنهم أنضج منهم”.

ورأى أبو يحيى أن “حظر تيك توك مزحة، والحل ليس بالمنع بل بالتوعية”، متسائلاً: “ماذا يمكن أن نتوقع من الأطفال إذا كان الأهل موجودين على التطبيق قبلهم؟”. واعتبر أن “هناك أهلاً بحاجة الى تربية أكثر من أولادهم، والموضوع يبدأ من الأهل والمدرسة والإعلام، لا سيما الأشخاص الذين لديهم قيمة اعلامية يجب أن يتحدثوا بهذه المواضيع، لأن الأمور اذا تفلتت فأولادنا جميعاً في خطر”.

أما رئيسة الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية د. ماريز يونس فأكدت في حديث لـ “لبنان الكبير” أن “حظر تيك توك لا يمكنه وقف الأمور وهناك تطبيقات أخرى مستقبلاً ستتعرض لها الأجيال، والفكرة هي كيفية مواكبة هذا التطور، عبر التشجيع على الايجابية والحد من السلبية، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا من خلال الرقابة الأسرية، والحوار والتواصل الدائم مع الطفل، ومتابعة الأطفال أين يذهبون ومع من. من المفترض أن تكون هناك مراقبة دائمة، وهنا لا نتحدث عن القمع، ولكن حضور الأهل أساسي في هذا الموضوع، فحتى لو سمح بوصول الطفل الى مواقع التواصل، يمكن معرفة جو هذا الطفل والمناخات المحيطة به”، مشككة في أن “طفلاً على علاقة تواصل جيدة مع أهله يمكن أن يتعرض للاستدراج بهذه الطريقة”.

وشددت يونس على أن “الحل الدائم هو مراقبة الأولاد، اذ يجب معالجة الأسباب وليس النتائج، وتيك توك هو بالخطورة نفسها عندما انتشر التلفاز”.

وقالت: “هذا الموضوع علاجه عند الأسرة، ويجب أن يكون على أكثر من صعيد، من المؤسسات الخاصة والرسمية، من المدرسة إلى وسائل الاعلام، يجب أن يكون هناك عمل جماعي بالتنشئة والتوعية، عبر تضافر جهود الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني، فمثلاً بدل البرامج الهابطة يمكن أن تكون هناك برامج توعوية عبر وسائل الاعلام”.

تجدر الاشارة الى أن أي تطبيق أو موقع على الانترنت يمكنه أن يتجاوز الحظر من الدولة عليه عبر تطبيقات مثل الـ vpn، وبالتالي لا معنى فعلياً للحظر، والأفضل المراقبة والتوعية والتحذير من مشاهير عصر “تيك توك”.

شارك المقال