تفشي التهاب الكبد في كامد اللوز… المشكلة بالقساطل لا المياه

راما الجراح

بعد البقاع الاوسط، تفشت حالات التهاب الكبد الفيروسي الالفي في بلدية كامد اللوز قضاء البقاع الغربي، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة العامة في بيان، وسجّلت المستشفيات والمراكز الصحية والمختبرات٤٠ حالة. بناءً عليه، أجري فحص ميداني لنسبة الكلور المتبقي في شبكة مياه الشرب في البلدة ومصادرها، وأظهرت النتيجة عدم وجود النسبة المطلوبة من الكلور المتبقي لمكافحة الجراثيم. وتم أخذ عيّنات من المياه وارسالها إلى مُختبر المياه في مستشفى ضهر الباشق الحكومي.

وأظهرت نتائج فحوص الآبار في البلدة بحسب ما أكد محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة أمس، أن المياه نظيفة وغير ملوثة، وأن العمل جارٍ للتأكد من مصادر التلوث، مشدّداً على ضرورة وجود محطّات للتّكرير في بعض مناطق البقاع الغربي وقراه، ووصلها بشبكات ​الصرف الصحي​، ورفع التّعدّيات عن مياه نهر الليطاني القديمة- الجديدة بإيجاد حلول جذريّة لها. ولفت في هذا الاطار إلى أنّ تنفيذ مشاريع شبكات الصّرف الصّحي من دون محطّات تكرير تعمل بصورة صحيحة، تزيد نسب التلوّث.

الدكتور جلال جورج عبدو، أخصائي في الأمراض الجرثومية والمعدية أكد عبر “لبنان الكبير” أن “الانتشار الواسع لهذا الوباء في منطقة واحدة خطير على الأهالي وغالبية الأحيان ينتشر بسبب المياة الملوثة، ويمكن أن يكون التلوث مصدره مياه الشفة التي تصل إلى منازل المواطنين، الذين عليهم مراقبة خزاناتهم، وليس بالضرورة أن تكون الآبار هي السبب”.

وأوضح أن “العدوى تنتقل عبر البراز الفموي، ويمكن أن تصل حالة المريض إلى فشل كبدي وتشمع في الكبد. تبدأ العوارض بالظهور خلال ٤٨ ساعة وتمتد لأسبوع أحياناً حتى تظهر بصورة واضحة، تبدأ بالرشح العادي، ارتفاع في الحرارة، قيء، أوجاع في المفاصل والعظم، ووجع عام، ثم يبدأ الاصفرار”.

عندما يكون هناك انتشار للوباء في منطقة معينة مثل كامد اللوز، يجب على أي شخص في حال شعر بإحدى العوارض التوجه فوراً إلى المستشفى وإجراء الفحوص اللازمة ومتابعة وضعه الصحي مع دكتور مختص، بحسب عبدو، الذي أشار الى أن “آلية العلاج تكمن في علاج العوارض فقط لا غير، وغالبية الحالات لا تحتاج الى مستشفى ويمكن معالجتها من المنزل بالتنسيق مع دكتور مختص، وفي حال كانت الحالة متطورة ويعاني المريض من أمراض مزمنة يدخل المستشفى للعلاج”.

وعن طرق الوقاية، قال: “الحل بسيط جداً من خلال تعقيم المياه، أو شراء مياه من شركات معروفة ومضمونة وليس مياه معبئة من مصادر غير معروفة، ويجب حماية الأطفال في هذا الوضع، والتأكد من أنهم تلقوا اللقاحات اللازمة، والوقاية الأساسية هي غسل اليدين جيداً، وشرب مياه من مصدر موثوق، وعند وجود حالة اصابة في المنزل يجب عزل المريض، وتناول طعامه لوحده، وجميع الأدوات التي يستعملها يجب تفاديها، والأفضل أن يخصص له حمام خاص حتى الشفاء”.

التهاب الكبد الفيروسي الالفي هو مرضٌ ناتج عن فيروس التهاب الكبد الفيروسي الالفي (A) وينتقل إلى الانسان عبر المياه الملوّثة أو الموادّ الغذائيّة الملوّثة أو الأيدي الملوثة، ويمتدّ معدّل فترة الحضانة من ٢٨ إلى ٣٠ يوماً بعد العدوى، وتتضمّن العوارض الحمى واليرقان الحاد بحسب وزارة الصحة، التي أشارت إلى أنّها تُتابع الحدث بالتنسيق مع البلديّة ووزارة الطاقة والمياه ومصالح المياه من جهة تأمين حسن عمل الكلورة ومضخات الكلورة لتفادي تفشّي التهاب الكبد الفيروسي الالفي، لافتة الى أنّها تُواصل بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني تدريب البلديّات على مراقبة نسبة الكلور المتبقي من خلال الفحص الميداني.

وأكدت مصادر مطلعة في البلدة عبر “لبنان الكبير” أن “هناك أكثر من مصدر للمياه يصل إلى المنازل، منها آبار خاصة وهذه لا يمكن أن تؤدي إلى إنتشار الوباء بهذا الشكل وتنحصر الاصابات ضمن البيت الواحد أو العائلة الواحدة، وهناك ٥ آبار أخرى موزعة على كل القرية وتصل إلى المنازل مباشرة (مياه شفة) ويتم تحويلها على أساس أيام معينة لتكفي الجميع، وتم فحص مياهها وبحسب النتيجة ليست ملوثة، ولكن قساطل المياه في كل البلدة تقريباً قديمة ومهترئة لدرجة أنها تختلط مع المياه الملوثة بالبراز البشري، ويمكن أن تكون نقطة التلوث التي تسببت بالوباء من هناك، لذلك كان يجب أخذ العينة من القساطل التي تصل إلى المنازل مباشرة ويتم العمل على أساسها”.

وأوضحت المصادر أن “غالبية الحالات في البلدة توزعت بين مستشفى حامد فرحات ومستشفى راشيا الحكومي، والاصابات من كل الفئات العمرية وهناك حالات حرجة تتم متابعتها بدقة من أطباء مختصين، والبلدة في حالة طوارئ وقطعت المياه عنها”، متمنية من المعنيين “معالجة الموضوع بأسرع وقت قبل أن يتفشى الوباء أكثر”.

شارك المقال