مشهد غير مألوف في البقاع… أسواق جامدة عشية العيد

راما الجراح

إختلف مشهد الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر في البقاع عن السابق، وكأن المؤسسات التجارية تعيش خارج الزمن، فلا حركة ولا مبيعات ولا أي نشاط، ولم يساهم العيد في تحريك السوق، والحركة معدومة لا تمثل ١٥ بالمئة مما كانت عليه أقله العام الماضي، وانتقلت نسبة من الناس إلى البازارت الشعبية ومحال البالة والستوك الأوروبي (الملابس المستعملة) لإرضاء أبنائهم بكسوة جديدة.

تراوحت حركة الأسواق بين ضعيفة إلى متوسطة لا سيما في محال بيع الثياب التي باتت من الكماليات. وتشير زينب من البقاع الغربي، الى أن “شراء ثياب جديدة كان أولوية في الأعياد خصوصاً للأطفال، ولكن اليوم أصبحت الأوضاع المعيشية صعبة جداً وما زلنا في الأيام الأولى من شهر نيسان ولم يتبقَ من راتب زوجي شيء يذكر”.

لا تختلف المعاناة كثيراً بين الزبون وصاحب المحل، ففي جولة لـ “لبنان الكبير” على الأسواق في البقاعين الغربي والأوسط بدت الحركة خفيفة جداً حتى مقارنة بالعام الماضي. في منطقة جب جنين التي تعتبر مركز القضاء في الغربي ومليئة بالأسواق إلى جانب منطقة كامد اللوز الحركة متوسطة، ولكن غالبية أصحاب المحال أجمعت على أن نسبة الشراء لا تذكر ومعظم الزبائن يسأل عن الأسعار ويخرج من دون شراء شيء.

في البقاع الأوسط الحركة نشطة أكثر نظراً الى كثرة الأسواق، لكنها لا تصل إلى مستوى المتوسط، وبين سوق برالياس وسعدنايل وزحلة الزحمة لا تزال طبيعية، ولم تشهد الأسواق ضغطاً على شراء الثياب، وحدها محال الـ “Outlet” أو البضاعة الشعبية التي تعتبر أسعارها أرخص بكثير من الثياب الجديدة مزدحمة قليلاً. وتؤكد موظفة في أهم محال الثياب في برالياس الذي لا يخلو من ازدحام الناس بسبب الـ “High quality” أن السوق “عم بكش دُبان”، وعلى الرغم من أن الأسعار لم تختلف عن العام الماضي وانخفض بعضها إلا أن القدرة الشرائية عند الناس اختلفت كثيراً، ولم يعد باستطاعتهم أن يشتروا إلا ما يلزم في حال توافر.

أما بالنسبة الى الحلويات، فيوضح صاحب محمصة “بن وبزورات عماد” أن “الاقبال على شراء حلوى العيد جيدة جداً، ولكن الأسعار ارتفعت في هذين اليومين، فكيلو الشوكولا الذي كان سعره ٢٧ دولاراً سيصبح بـ ٣٢ دولاراً، والذي كان سعره ١٨ سيصبح بـ ٢٢ دولاراً، ويعزون السبب الى إرتفاع سعر الكاكاو”.

اذاً، الحركة التجارية عشية العيد لم تتحرك كما كان يأمل التجار، وغاب الأهالي حتى عن محال بيع الألبسة الولادية. وفي العادة تفتح كل المحال التجارية بعد الافطار إلا هذا العام فهناك نسبة منها فضلت عدم استهلاك الكهرباء والجهد في الليل مقابل بيع قطعتين أو ثلاث، وهذا المشهد غير مألوف في أسبوع العيد، وبالطبع بعده ستبقى السوق على جمودها.

شارك المقال