الانتشار الجديد لانفلونزا الطيور بين البشر… خطر مُميت يُقلق العالم

راما الجراح

أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء انتشار إنفلونزا الطيور (H5N1)، المرض الناتج عن النوع “أ” من فيروسات الانفلونزا، بين البشر بعد تفشيه مرة أخرى بين الحيوانات. وبدأ التفشي الحالي في العام ٢٠٢٠، وأدى إلى نفوق عشرات الملايين من الدواجن، كما أصيبت الطيور البرية وكذلك الثدييات البرية والبحرية. وحقق الفيروس قفزة مثيرة للقلق إلى أنواع حية جديدة، مثل الأبقار والقطط والفقمات خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو تطور مفاجئ للخبراء لأنه لم يكن من المتوقع أن تكون هذه الحيوانات عرضة لهذا النوع من الانفلونزا. ويسجل حالياً انتقال الفيروس إلى البشر، ما يزيد من احتمالية أن يصبح أكثر قابلية للانتشار، نقلاً عن “ميديكال إكسبريس”.

وحذرت منظمة الصحة من احتمال حدوث معدلات وفيات مرتفعة بصورة غير عادية إذا خرج المرض عن السيطرة، مشيرة الى أنها سجلت منذ بداية العام ٢٠٢٣ وحتى الأول من نيسان هذا العام ٤٦٣ حالة وفاة من بين ٨٨٩ حالة إصابة بشرية في ٢٣ دولة، ما رفع معدل الوفيات إلى ٥٢٪.

وفي تطور مثير للقلق، أعلنت السلطات الأميركية في وقت سابق من هذا الشهر أن شخصاً في تكساس يتعافى من إنفلونزا الطيور بعد تعرضه لألبان الماشية، في حين ليس هناك حتى الآن أي دليل على أن عدوى فيروس الانفلونزا أ (H5N1) تنتقل من إنسان إلى آخر، وقد حذر العلماء من أنه سيكون أكثر فتكاً من “كوفيد-19”.

رئيس لجنة الصحة النيابية السابق عاصم عراجي أكد في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “الاصابات بإنفلونزا الطيور موجودة في لبنان في مواسم بداية الخريف والشتاء أو الربيع تزامناً مع تقلبات الطقس وتزايد الاصابات بالانفلونزا الموسمية، ولكنها عموماً ليست خطيرة وتتم معالجتها بصورة عادية في لبنان، ونادراً ما كانت هناك حالات خطيرة في السنوات الأخيرة، وعوارضها تشبه عوارض الانفلونزا الموسمية”.

وقال جيريمي فارار، كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية، للصحافيين في جنيف، منذ أيام: “سلالة الانفلونزا أ (H5N1) أصبحت جائحة حيوانية عالمية، والقلق الأكبر بالطبع هو أنه عند إصابة البط والدجاج ومن ثم الثدييات بصورة متزايدة، يتطور هذا الفيروس الآن ويطور القدرة على إصابة البشر ومن ثم القدرة على الانتقال من إنسان إلى آخر”.

وأشار إلى أنه في مئات الحالات التي أصيب فيها البشر بالعدوى عن طريق الاتصال بالحيوانات، فإن “معدل الوفيات يرتفع بصورة غير عادية”.

وأضاف فارار: “عندما تنضم إلى مجموعة الثدييات، فإنك تقترب من البشر”. واذ حذر من أن “هذا الفيروس يبحث فقط عن مضيفين جدد”، دعا إلى تعزيز المراقبة”، مشدداً على أن “من المهم للغاية فهم عدد الاصابات البشرية التي تحدث، لأن هذا هو المكان الذي سيحدث فيه التكيف مع الفيروس”.

وتُعرف إنفلونزا الطيور بأنها عدوى فيروسية لا تصيب الطيور فحسب، بل يمكن أن تصيب أيضاً البشر والحيوانات الأخرى. وتقتصر معظم الفيروسات على الطيور، و (H5N1) فيروس قاتل لها ويمكن أن يؤثر بسهولة على البشر والحيوانات عبر التعامل مع ناقل وفقاً لمنظمة الصحة العالمية،.

أعراض هذا الفيروس الأكثر شيوعاً والذي اكتشف في العام ١٩٩٧ وقتل ما يقرب من ٦٠٪ ممن أصيبوا به، هي: السعال، الإسهال، ضيق التنفس، الحمى، الصداع، آلام العضلات، التوعك، سيلان فى الانف، واحتقان في الحلق، وإذا كان الشخص مصاباً أو يشتبه في إصابته بهذه الأعراض، فعليه أولاً استشارة طبيب صحة عامة أو الذهاب إلى المستشفى لاتخاذ الاحتياطات الرئيسية.

شارك المقال