البقاع نحو عتمة شاملة… إطفاء الموتورات

راما الجراح

يهدد أصحاب المولدات في منطقة البقاع الأوسط بإطفاء مولداتهم بشكل كامل في حال استمرار أزمة المازوت على هذا النحو، وكأن المواطن اللبناني لا يكفيه ما يعانيه من أزمات متنوعة تعصف به حتى باتت تهدد أمانه وعيشه واستقرار عائلته.

بعدما دخلنا في نفق التقنين القاسي لساعات التغذية في كل المناطق اللبنانية، استفحلت أزمة شح مادة المازوت في السوق ووصلت إلى مرحلة قد تتسبب بالعتمة الشاملة.

سعيد ياسين

هكذا تهديد لا يمكن أن يمر مرور الكرام على أهالي بلدة مجدل عنجر الذين يعانون ما يعانونه من تقنين قاسٍ على الرغم من تواجدهم في منطقة البقاع الأوسط أي مقر شركة كهرباء زحلة، لكنهم للأسف لا يستفيدون منها. ويقول رئيس بلدية سعدنايل سعيد ياسين: “اعتصمنا السبت الماضي أمام محطة الكهرباء في مجدل عنجر، وفي نهاية الاعتصام أصدرنا قراراً بإقفالها وقطع الكهرباء عن المنطقة كلها، نحن نأسف أن الأمور وصلت بنا إلى هذا الحد لكن ليس من المنطقي أن تكون التغذية الكهربائية عبارة عن ساعة أو ساعتين في اليوم”.

ويضيف “حاولنا إيجاد حل للموضوع ولم نلقّ أي تجاوب من المدير العام ولا من كل المعنيين في شركة كهرباء لبنان، في الوقت عينه محافظ البقاع كمال أبو جودة أعطى أمراً بفتح محطة الكهرباء لتسيير أمور الناس في الماء والكهرباء، وقد قمت بزيارة للمحافظ وبعد أن أجرى عدة اتصالات وعد بالمساعدة على حل مشكلة الكهرباء بواسطة الطرق القانونية لإجبار كهرباء لبنان على ساعات تغذية أكثر لمجدل عنجر والمناطق المجاورة”.

وفي السياق عينه يقول: “قابلت أيضاً شخصيات معنية مباشرة بالموضوع ووعدونا بحل قريب بدءاً من الأسبوع المقبل في حال موافقة حاكم مصرف لبنان على اعتمادات لكهرباء لبنان، بالإضافة إلى أننا على تنسيق مباشر مع كهرباء زحلة لتقديم اقتراح قانون بأقرب فرصة ممكنة إلى مجلس النواب لضم مجدل عنجر إليها”.

وعن الخطوات المقبلة في حال استمرار الأزمة َوعدم تجاوب المعنيين، يؤكد ياسين: “لن نرضى أن تغرق مجدل عنجر بالعتمة الشاملة مثل أغلب المناطق اللبنانية، سنتكاتف كأهالي بلدة واحدة قدر الإمكان لتأمين المازوت للموتورات في هذه الفترة الاستثنائية، وهناك خطوات تصعيدية ستفاجئ الجميع سنعلنها في الأيام المقبلة في حال لم يتم التجاوب معنا”.

جهاد المعلم

وبعد بيان أصحاب المولدات في قب الياس الذي تضمن تهديداً بالعتمة الشاملة الأحد في حال عدم تأمين مادة المازوت بالسعر الرسمي، يقول رئيس بلدية قب الياس جهاد المعلم أنه “ليس من اختصاصنا اليوم أن نقدم اقتراحا لضم منطقة قب الياس لكهرباء زحلة لأن هناك أطرا قانونية يجب المضي بها، وبالمبدأ لا نريد أن نطبق المثل الشعبي علينا “بيهرب من الدب بيوقع بالجب” فزحلة تعاني اليوم من أزمة كهرباء كبيرة وتحاول بشتى الطرق الحفاظ على عدد مقبول من ساعات التغذية لعدد من المناطق البقاعية”.

ويعتبر أنه “لا تستطيع أي بلدة منفردة إيجاد حل جذري لأزمة الكهرباء والمازوت، فالأزمة على الجميع ولبنان بأكمله مهدد بالغرق في العتمة الشاملة، بدءاً من الأفران إلى المؤسسات والشركات والمحطات الصرخة واحدة “المازوت غير متوفر”، وعليه أعلن أصحاب المولدات في قب الياس توقفهم عن العمل الأحد، فالوضع مزرٍ وسيئ جداً ويبدو أن “مونة الشمع” ستصبح من أساسيات منازلنا”.

التحركات وسيلتنا الوحيدة!

وبالنسبة للحل يوضح المعلم: “ليس أمامنا سوى المطالبة بحل قريب، والقيام بتحركات كثيفة لإيصال الصرخة بكل مصداقية، لكن للأسف عند كل دعوة للتحرك بسبب أزمة الكهرباء والمازوت لا نرى سوى قلّة قليلة تُلبي الدعوة وهذا الوضع غير منطقي أبداً، فالأزمة يعاني منها الجميع وعلى الجميع التحرك بكل الطُرق السلمية احتجاجاً على سوء الحال ومطالبةً بتحسينه ولو تدريجيا”.

ويشير في الختام أنه دعا “أصحاب محطات الوقود في منطقة قب الياس إلى إجتماع فوري للنظر بكميات المازوت التي يحصلون عليها ومحاولة توزيعها بشكل منظّم بين الأولويات في البلدة كالأفران ومحال اللحوم وغيرها لتفادي فساد الأطعمة بشكل عام”.

شارك المقال