“دلتا” يهدّد البشرية… والفوضى مستمرة في لبنان

تالا الحريري

بات الوضع مزرياً بشأن فيروس كورونا، في العالم عامّةً والشرق الأوسط خاصّةً، مع الانتشار السريع للمتحور دلتا. فحسب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، البشرية باتت معرضة للخطر بدرجة كبيرة في الوقت الراهن، لأنها تواجه وباء فيروس كورونا وحالات طارئة أخرى.

أمّا في لبنان، فوجود دلتا يزيد الوضع سوءاً، فعلى الرغم من المتحورات السابقة التي دخلت البلد، الّا أنّ دلتا أثبت أنّه الأخطر، هذا عدا عن سرعة انتشاره. وحسب وزارة الصحة العامة، سجلت نتائج الفحوص المخبرية 116 حالة إيجابية ما بين 10 و13 آب لرحلات وصلت عبر مطار رفيق الحريري الدولي. هذا الرقم المخيف الذي سُجّل في ثلاثة أيام فقط يثير القلق، والدولة تلقي اللوم على المواطن لعدم التزامه بالإجراءات الوقائية اللازمة، والمواطنون بانتظار قرار توقيف الرحلات الخارجية لعلّ الوضع يتحسّن.

ومع انتشار دلتا، يشير المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، أنّ العالم مازال بعيداً عن نهاية جائحة فيروس كورونا، خصوصاً أنّ دلتا أكثر عدوى بنسبة 50% من سائر المتحورات المثيرة للقلق، وتشير الدراسات أيضا إلى أنه حتى في حالة الإصابة بعدوى هذا المتحور، فهناك احتمال بعودة الإصابة مرة أخرى.

عراجي: نعيش في فوضى

يقول رئيس اللجنة الصحية النيابية عاصم عراجي لـ”لبنان الكبير”: “هناك مسؤولية فردية ومسؤولية على الدولة، فالتفشي ما عاد تفشياً خارجياً بل أصبح داخلياً، اللبناني غير ملتزم بالحجر، هناك بعض الناس خائفون على عائلاتهم وأولادهم وعلى المجتمع والبعض الآخر لا يلتزم، وبالتالي البلديات معنية بهم”.

ويضيف: “هناك رقابة بشأن هذا الموضوع لكنّها ليست بالقدر الكافي، هناك تفلّت، المصابون داخل البلد لا يلتزمون بالحجر وهناك فوضى بالقرارات وفي كل شيء، نحن نعيش في فوضى في كل المؤسسات”.

وبالنسبة للمتحورات الجديدة التي بدأت تظهر في عدّة دول، والتي تثير الجدل، يقول عراجي: “لغاية الآن لا يوجد في لبنان غير دلتا كمتحور جديد وهو الطاغي في البلد. نسب التلقيح لدينا أصبحت 25% بجرعتين و30% بجرعة واحدة، لا مناعة مجتمعية حتى الآن وربّما نصل الى المناعة المجتمعية في شهر تشرين الثاني او كانون الأول، لأن اللقاحات بدأت تتوفر أكثر من قبل”.

وبشأن اللقاح الروسي الذي تم إقرار إنتاجه في لبنان يقول عراجي: “بدأ تنظيم الأعمال الإدارية بخصوص هذا الموضوع لكن الإنتاج ربّما يحدث في نهاية السنة، لكن هذه الخطوة جيّدة لأنّ اللقاح يصبح متوفراً أكثر ويُعطى بشكل أسرع”.

وبخصوص التخوّف من الانتشار السريع لدلتا والإصابات المرتفعة، وبدء تداول الأخبار عن احتمال ضرورة جرعة ثالثة من اللقاح، فيفيد عراجي: “هذا يعتمد على المؤسسات العالمية والدولية التي تعطي التوصية بهذا الخصوص، نحن نعتمد على هذه المؤسسات، إذا تم اعتماد هذا القرار سنعتمده أيضاً”.

ويختم: “شركة فايزر تطالب بجرعة ثالثة، وقد قدمت فايزر دراسات للـFDA ، لكن أميركا لا تعتمد فقط على الشركة بل على الأبحاث والدراسات. أمّا FDA، فقالت إنّ الجرعة الثالثة لأشخاص معينين، أي الذين لديهم نقص مناعة أو أمراض سرطانية، زرع كلى، زرع كبد أو الكبار في السن”.

البزري: الإقفال غير مطروح

يقول رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري لـ”لبنان الكبير”: “إقفال البلد له ترتيبات ثانية، لا أعتقد أنّ هناك توجهاً للإقفال، من دون شي العالم مخروب بيتها من كل تلك الأزمات. الإقفال غير مطروح، لأنّ أسباب الانتشار معروفة وهي فتح المطار والسياحة ودلتا. دلتا لن يذهب الآن، لكن السياحة ستتراجع قريباً مع انتهاء الموسم، لنراقب ما سيحصل في الأسابيع المقبلة”.

وبعدما أعلنت وزارة الصحة أنّها ليست المسؤولة عن القرار، يقول البزري: “عادةً اللجنة الوزارية هي من تقفل البلد، الإقفال يبرز فيه توصية علمية تُحوّل الى اللجنة الوزارية ومن ثمّ يُتخذ القرّر”.

أبيض: نعمل ولو في ضوء الشمعة

بعد بيان مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض بانقطاع الكهرباء عن المستشفى منذ نهار الاثنين وبأن كميات المازوت بدأت تنفد بسرعة وبأن النداءات والمراسلات الرسمية لم تُثمر، يقول لـ”لبنان الكبير”: “لو تلقينا الرد من أحدهم لما توجهنا للإعلام، أنا لا يمكنني أن أولّد الكهرباء أو أصنع المازوت، نحن طالما لدينا ليتر واحد من المازوت سنعمل ولو في ضوء شمعة، لكنني غير مسؤول عن وضع المستشفى إذا لم يعد هناك كهرباء ومازوت، فالمريض الذي يدخل إلى العناية بحاجة إلى أجهزة تنفس”.

ويضيف: “الوضع الصحي في لبنان صعب، مستشفيات لبنان جميعها متأثرة، أكثر من مستشفى أوقف مراكز التلقيح واستقبال المرضى وتم تحويلهم الى مركزنا، فالذي يحصل الآن في مستشفى الحريري هو أيضاً انعكاس لما يحدث في مستشفيات اخرى”.

شارك المقال