“البهدلة” هي القاعدة… وكل يوم همّ

جنى غلاييني

… في الانتخابات النيابية يسعى اللبناني لإيصال زعيمه إلى القمة، فيما هو اليوم يبحث عن “دفشة” لسيارته ودوائه وطبابته وغذائه، لكنه يجد نفسه متروكاً يتخبّط في مشاكله وحده.

“البنزين نفد”، جملة تتردّد آلاف المرات في اليوم من قِبل مواطنين قابعين في طوابير الذلّ يجهلون تداعياتها التي يمكن أن تشكّل خطورة على سلامتهم وتلحق أضراراً كبيرة بالسيارة، فما هي جدية هذا الوضع؟

في اتصال أجراه موقع “لبنان الكبير” ببعض الميكانيكيين للاستفسار عن تداعيات نفاد الوقود من السيارة، كان الرد: “حين تضيء إشارة البنزين باللون الأحمر، على السائق أن يأخذ حذره ويركن السيارة جانباً، لأنه في حال أكمل طريقه على الرغم من الإنذار فسيتمكن من السير بها لمسافة 25 إلى 30 كيلومتراً كحد أقصى حسب نوع السيارة طبعاً”.

ويوضح: “هناك سيارات حين ينفد البنزين منها تتوقف بأرضها أوتوماتيكياً، لكن ينجم عن ذلك مشاكل عدّة كتجمّع الأوساخ في البخاخات، ما يؤدّي إلى تعطّل السيارة نهائيّاً، وهناك سيارات يتوقّف مكابحها فجأة و”تُكربج” عجلة قيادتها حين ينفد البنزين ما يجبر السائق على الاصطدام بشيء ما لإيقاف السيارة”.

وفي هذا الإطار، حدّثتنا هيام حموي عما حصل معها، قائلةً: “كنت أسير على الأوتوستراد مسرعة، وفجأة ظهر ضوء إنذار البنزين، فخفت كثيراً ولم أعرف كيف أتصرّف، خصوصاً أنّها المرّة الأولى التي يصل فيها عدّاد البنزين إلى هذه المرحلة. وكنت في طريقي إلى الشمال لكنني لم أجد أي محطة محروقات لتعبئة سيارتي، فأكملت طريقي لأصل إلى المنزل خشية الوقوف على الطريق وحيدة من دون مساعدة، ولم أدرك خطورة نفاد البنزين من السيارة. لكن بعد أيام قليلة فوجئت بأعطالٍ كثيرة في محرّك السيارة، وقال لي الميكانيكي إن سبب هذه الأعطال يعود إلى جفاف خزان الوقود، ما تسبب بارتفاع حرارة السيارة كثيراً وكادت تحترق، وقد كلّفني إصلاحها 4 ملايين ل.ل. هذه التجربة دفعتني إلى الاستفسار عن خطورة نقص الوقود في السيارة، وهذا لم يكن في بالنا سابقاً”.

كما تذوّق محمد بركة مرارة نفاد الوقود، وروى مشكلته “التي بدأت حين توجه الساعة 5 فجراً إلى محطّة البنزين في السعديات بسبب نفاد البنزين من سيارته، وأثناء انتظاره توقّفت المحطّة عن التعبئة الساعة 11 صباحاً بحجّة نفاد المحروقات من الخزانات، على أن يعاودوا التعبئة مع وصول الصهاريج. لكن لم يستطع الانتظار أكثر بسبب ارتباطه بموعد عمله، وفي طريق عودته إلى المنزل توقفت السيارة فجأة في منتصف الأوتوستراد فقام بدفعها وركنها جانباً، واضطر إلى الذهاب سيراً على الأقدام لتعبئة غالون بنزين، وعندما قام بتفريغه في السيارة، لم تعمل السيارة نهائيّاً، حينها استعان بميكانيكي الذي قال له إن هناك أوساخاً كثيرة عالقة في فيلتر البنزين وقام بتغييره، وعند محاولته تشغيل السيارة مرة ثانية ارتفعت حرارة مضخّة البنزين، ما جعله ينتظر حوالي الساعتين لتبريدها وتنظيفها واضطراره فيما بعد لتغييرها”. وختم محمد بحرقة: “بصراحة لم أتعرّض لهذا الموقف سابقاً، فعلاً “بهدلة”، ولا أتمنى لأحد أن يصيبه ما أصابني”.

شارك المقال