طن الحطب بمليوني ليرة… وأهالي البقاع متخوفون

آية المصري
آية المصري

الوضع من سيئ إلى أسوأ عبارة يرددها الشعب في الآونة الأخيرة، فالأزمات التي تضرب اللبنانيين لا تُعد ولا تحصى ولا يمكننا أن  ننسى أزمة المحروقات التي ولدت أزمة جديدة بدأت ملامحها بالظهور خاصة لدى أبناء المناطق الجبلية. فقبل فصل الشتاء يستعد أبناء البقاع لتخزين المواد الأولية التي تمكّنهم من اجتياز برد الشتاء القارس والعاصف لكن اليوم نراهم تائهين لا يعلمون ماذا سيحل بهم بعد أشهر قليلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وهل من بديل سيحل مكان المازوت؟

طن الحطب بمليوني ليرة وأكثر

وفي حديث مع محمد أحد تجار الحطب تبيّن أن “الموسم قد بدأ لديه، وسعر الطن الواحد تخطى المليون و800 الف ليرة بعدما كان في السنوات السابقة أقل من ذلك بكثير، ففي سنة 2018 كان سعر طن الحطب يبلغ 200 ألف ليرة، وسنة 2020 كان بـ 500 ألف ليرة، أما اليوم ومع ارتفاع الأسعار وانهيار كل القطاعات أصبح من الضروري رفع سعر الطن الواحد كي نتمكن من تأمين لقمة العيش”.

ولفت محمد إلى أن “كمية الطلب مرتفعة هذا العام خاصة في المناطق الجبلية حيث الشتاء البارد والناس عاجزون عن تخزين المازوت نظراً لارتفاع سعره فلجأوا إلى الحطب كي يتمكنوا من تدفئة منازلهم”.

أما الياس تاجر حطب آخر فيرى أن الطلب لم يبدأ بعد، متوقعاً أن يكون كبيراً نسبة لأزمة المازوت ورفع الدعم عنه، “هذا العام كل شيء تغير ومن الطبيعي أن يفوق طن الحطب المليوني ليرة نتيجة الغلاء المعيشي إضافة إلى أن الأدوات التي تساهم في تقطيع الحطب ارتفعت أسعارها فعلى سبيل المثال أصبح سعر المنشار مليون و300 ألف ليرة بعدما كان مئة ألف ليرة في السنوات السابقة”.

وتابع الياس: “تختلف كمية الحطب التي يحتاجها كل بيت فالذي لديه “شومينيه” بحاجة إلى 10 أطنان من الحطب أو أكثر في العام الواحد، أما المدافئ العادية فتتعدى 4 أطنان في العام وكل هذا مرتبط ببرد الشتاء ومدى ارتفاع المنطقة عن سطح البحر”.

المازوت لا يفي بالغرض

ويعرب علي ابن منطقة الطيبة عن أسفه لما آلت اليه الأوضاع، فمع ارتفاع المازوت أصبح من الصعب جداً التدفئة بواسطته فبدأوا استبدال مدفأة المازوت بالحطب، متخوفين من ارتفاع سعر الحطب.

وتقول نهى ابنة منطقة بعلبك: “الوضع لا يُحتمل، لا كهرباء لاستخدام التدفئة الكهربائية ولا مازوت نتيجة ارتفاع أسعاره ولا حطب فكلفته تخطت المليون ليرة فكيف سنعيش في فصل الشتاء؟”.

إقرأ أيضاً: اللبنانيون يعودون إلى الطبخ على الحطب!

وحسب محمد ابن منطقة حدث بعلبك “اللجوء إلى الحطب كان من أفضل الخيارات في السابق، لكن مع ارتفاع سعر طن الحطب الوضع أصبح نوعاً ما خطيراً، ففي السابق كان طن الحطب لا يتجاوز 500 ألف ليرة، أما اليوم فالتجار يطالبون بمليوني ليرة، لا يمكننا تدارك الأوضاع أكثر فمنطقة حدث بعلبك ترتفع عن سطح البحر 1180م، والمازوت لا يفي بالغرض نظراً لارتفاع سعره وشحّه كيف سنستقبل فصل الشتاء؟ لا نعلم”.

من الواضح أن كل تاجر يسعّر كما يريد ومن الواضح أن الشتاء لن يكون جيداً على أهالي البقاع في حال بقي الوضع على ما هو عليه، ربما الحطب سيكون أخف وطأة من سعر المازوت، لكن كيف سيصمد المواطن أمام كل هذه الانهيارات؟.

شارك المقال