تسمّم في نهر البارد… حقيقة أم شائعة؟

إسراء ديب
إسراء ديب

أثار مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ويُظهر نفوق عدد كبير من الأسماك في نهر البارد، جدلًا واسعًا بين الشماليين، وتسبّب بحالة من الغضب بسبب خوف المزارعين على حصادهم، ولا سيما أن الكثير من الأراضي شمالًا كالمنية وعكار تعتمد على الريّ من هذا النهر.

وانتشر هذا المقطع سريعًا، ليتساءل الكثير من الناس عن السبب الذي يُؤدّي إلى نفوق هذا العدد من الأسماك بهذه الطريقة المفاجئة، مع صدور رائحة كريهة ومزعجة لم يعتد عليها القريبون من هذا المكان الذي لم يسبق له أن شهد هذه الظاهرة التي بدت غريبة.

ولم يقتصر الفيديو على التركيز على تصوير بعض الأسماك النافقة في النهر فحسب، بل كان يُشدّد أيضًا على احتمال حصول حالة من التسمّم والتلوّث اللذين أثرا في السمك والحياة النهرية، وأنّ لون المياه تغيّر إلى اللون الزيتي وفق ما تمّ تداوله أيضًا.

حقيقة أم شائعة؟

وفي اتصال بالمدير العام لمؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد، يُؤكّد أن الفرق المتخصّصة تحرّكت سريعًا وفتشت عن احتمال وجود حالة تلوّث أو تسمّم في المياه كما تداول البعض، لكن الفرق وبعد بحث دقيق من المنبع إلى المصبّ اتضح لها أن هذا الكلام لم يكن دقيقًا ولا يوجد أي حالة تلوّث أو تسمّم في المياه.

ويقول لـ”لبنان الكبير”: “تبيّن لاحقًا أن أحد الأشخاص قام بنشر هذا الخبر الكاذب، ولكن لم نتساهل مع الموضوع بل بحثنا جدّيًا احتمال وجود حالة تلوّث لكن لم نجد شيئًا، فمنذ اللحظة الأولى التي انتشر فيها هذا الخبر شمالًا، توجهنا إلى البحيرة والمسؤولين عنها لنعرف ما هي حقيقة الأمر في البداية ولم نكتشف أي تلوّث، لنقوم فيما بعد بإرسال فرقنا للتدقيق أكثر في مياه النهر، ولم يتمّ اكتشاف كلّ ما نشر عن هذا الأمر أبدًا”.

وكانت مؤسسة مياه لبنان الشمالي أعلنت في بيان، أنّها “أجرت عبر فريقها الفني مسحًا ميدانيًا تناول مجرى النهر البارد من بحيرة عيون السمك مرورًا ببحيرة منشآت السدّ التابعة للمؤسسة، وصولًا إلى مصب النهر، فلم يتبيّن وجود أي أسماك أو حيوانات نافقة. كما أن لون المياه طبيعي جدًا، وقد لوحظ وجود أشخاص يرتادون النهر عادة ويُمارسون هواية الصيد أو السباحة. ولم يستشعروا بوجود أسماك نافقة. لذلك فإنّ المؤسسة تضع نتائج المسح بين يديّ المزارعين وتُعلمهم بأنّها تُتابع إجراءات فحص المياه مخبريًا. وترجح فرضية أن يكون مقطع الفيديو الذي تم تداوله إما مزورًا أو وراءه أسباب ودوافع مجهولة سيجري العمل على متابعة ملابساته”.

إقرأ أيضاً: طبيبٌ يُعالج مرضاه على ضوء الهاتف… و”ملاذ الفقراء” في خطر

هل تأثرت ببنين بهذا التلوّث؟

بعد رصد الكثير من الأخبار والمنشورات التي تناولت حالة نفوق الأسماك في نهر البارد، كان البعض يُؤكّد أن أهالي ببنين تأثروا بهذه الظاهرة التي لم تكن اعتيادية سابقًا.

ويقول رئيس بلدية ببنين الدكتور كفاح الكسار لـ “لبنان الكبير”: “منذ بداية انتشار هذا الخبر لم يتمّ العثور على أي تفصيل يُثير القلق والذعر من هذه الشائعة التي لم نهملها منذ إطلاقها بل تواصلنا مع المعنيين مباشرة لمعرفة معلومات تفصيلية أكثر وما إذا كانت حقيقية أم لا، ونؤكّد أن الكثير من الشائعات باتت تبث الرعب بين الناس لإثارة الفوضى، وليس صحيحاً على الإطلاق تأثر بلديتنا بهذه الأخبار أبدًا”.

شارك المقال