يوم دموي عاشه لبنان بعد الخرق الأمني الخطير لجهاز “البايجر” الذي يستعمله رجال الأمن والتنظيم في” حزب الله”، ما فتح الباب أمام احتمال توسع رقعة الحرب أو التصعيد. وكان لافتاً التضامن “السني” في البقاع مع مجزرة “البايجر” والتي سقط ضحيتها ١٢ قتيلاً وقرابة ٣ آلاف جريح مع إحتمال تزايد الأعداد في الساعات المقبلة بحسب وزارة الصحة التي تواكب لحظة بلحظة التطورات والأحداث بإشراف الوزير فراس الأبيض، وتضع المواطنين في أجواء استيعاب المستشفيات وأعداد المصابين منذ اللحظة الأولى للعدوان السيبراني.
لبّى شباب المنطقة وشاباتها دعوات المستشفيات والصليب الاحمر وأجهزة الطوارئ للتبرع بالدم من الفئات كافة لاسعاف المصابين، وأعلنت المستشفيات (مستشفى حامد فرحات جب جنين، مستشفى رياق، مستشفى البقاع تعلبايا ومستشفى دار الأمل في بعلبك) عن عدم قدرتها على استيعاب الأعداد الكبيرة للمصابين التي وصلت إلى الطوارئ بصورة مفاجئة. وأكد مصدر طبي خاص عبر “لبنان الكبير” أن “العدد الاجمالي للإصابات في البقاع حوالي ٢٠٠ اصابة، وتم إجراء أكثر من ٢٠ عملية جراحية في العين جرت غالبيتها في مستشفى تلشيحا واللبناني الفرنسي في زحلة، وهناك عشرات الحالات التي بتر أصابع أصحابها، ولا تزال دعوات التبرع بالدم قائمة بسبب الحالات الحرجة الموجودة في المستشفيات”.
وفي حديث مع أحد المسؤولين في مركز للصليب الأحمر في البقاع أشار عبر “لبنان الكبير” الى أن “مراكز الصليب الأحمر في كل مناطق البقاع تستقبل عشرات المتبرعين منذ ليل أمس (الثلاثاء) لتلبية حاجة المستشفيات لاسعاف المصابين، وغالبية الفئات المطلوبة هيO سلبي وA سلبي”.
وعلى إثر الاستهداف السيبراني وجّه مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي نداء إنسانياً لتقديم ما تحتاجه المستشفيات من الدم للجرحى والمصابين، فيما أدان نواب المنطقة ورجال الأعمال ما أسموه بـ “العدوان” السيبراني، معتبرين أن ما حصل هو اعتداء على كل اللبنانيين. وتمنوا الرحمة للضحايا والشفاء للجرحى.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحادثة “البايجر”، وفيما اعتبر بعض الناشطين من البقاع أن التعاطف مع “حزب الله” في هذه المحنة هو “جريمة”، لأنه مسؤول عن المجازر في سوريا والعراق وسبب كل الأزمات في لبنان وما حصل معه هو جزاء له على أفعاله الشنيعة، عارضت النسبة الأكبر من الناشطين والمواطنين البقاعيين هذا الرأي، وكان التوجه في كل المناطق إلى ضرورة التعاطف والتضامن مع المصابين، فالمجزرة التي حصلت كبيرة جداً ويصعب على العقل استيعابها.
في هذا السياق، أكدت الناشطة السياسية ليندا شعبان، من البقاع الأوسط، عبر “لبنان الكبير” أن “خلاف أبناء المنطقة مع حزب الله لا يمكن لأحد أن يلغيه بسبب الأذى الذي تسبب به للشارع السني خصوصاً في أحداث ٧ أيار، واغتيال القادة السنة، والجميع يعلم أننا نتمنى حل سلاح هذا الحزب في أقرب وقت ممكن، ولكن لا يمكن أن نؤيد اسرائيل ضده، فهي العدو الأول، وما حصل هو مجزرة بكل ما للكلمة من معنى، ولا يمكن أن نفرح لألمهم، ولن نصبح عملاء بسبب كرهنا لسياستهم”.
التضامن والتعاطف سيدا الموقف، وهناك شبه إجماع بين المواطنين على الابتعاد عن الحديث السياسي في هذه الأوضاع الحساسة، والدعاء للجرحى بالشفاء، وأن يبعد الله لبنان عن حرب مفتوحة وطويلة.