تزداد مأساة النازحين في مراكز الايواء التي تفتقر إلى مقومات العيش الكريم مع اقتراب فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة في منطقة البقاع والشمال. تحديات كبيرة ومختلفة بدءاً من عدم توافر التدفئة، والملابس الشتوية، بالاضافة إلى عدم وجود المياه النظيفة وأدوات التنظيف ما يجعلهم عرضة للأوبئة والأمراض.
وتشهد البلاد تدفق مساعدات إنسانية من عدة دول عربية، ولكن حتى الآن لم تلبِّ الكمية التي وصلت إلى بعض المراكز حاجات النازحين وطلباتهم.
النائب بلال الحشيمي أكد أن “المساعدات محدودة جداَ في مراكز الايواء في البقاع الأوسط، ووصلت من هيئة الاغاثة ١٥٠٠ حصة فقط إلى البقاع موزعة على الشكل التالي: ٦٠٠ حصة للبقاع الأوسط،٥٠٠ حصة وزعت على مراكز البقاع الغربي، و٤٠٠ حصة من نصيب راشيا”.
وأشار عبر “لبنان الكبير” الى أن “الجمعيات الأهلية والدولية تحاول قدر المستطاع تلبية حاجات النازحين وتأمين ما يلزم بالاضافة إلى المبادرات الفردية، وهيئة الاغاثة وزعت ما استطاعت أن تؤمنه، بعكس خطة الطوارئ التي قالت إن ما وصل إلى لبنان ١٥ ألف حصة فقط من بين كل المساعدات التي أرسلتها الدول الصديقة”.
وتمنى أن “تنتهي من الحرب في أقرب وقت ممكن، ونصل إلى وقف إطلاق النار وتطبيق القرار ١٧٠١ قبل أن تقع الكارثة الانسانية الكبرى وتتأزم الأمور مع حلول فصل الشتاء، وضرورة تأمين مازوت للتدفئة، بالاضافة إلى بطانيات وثياب شتوية في مراكز الإيواء والشقق السكنية أي ما يقارب مليون نازح تقريباً”.
وأكد مدير “ثانوية المرج” في البقاع الغربي أحمد شموري أن “لا مساعدات حتى الآن من الدولة، ومياه الاستعمال لا تكفي الا ربع الحاجة، والناس تقضي ١٨ ساعة يومياً بلا ماء، والنظافة العامة والشخصية أولى الضحايا”.
وعن الحاجات الضرورية المطلوبة، قال شموري لـ “لبنان الكبير”: “الناس تعاني البرد والمطلوب حرامات ولو وفى من وعدوا لكان عندنا ألف حرام ونحن بحاجة الى ١٥٠-٢٠٠، بالاضافة إلى حاجة الناس الى موكيت لأرض الغرف، وعلى الرغم من أننا سُألنا عن كمية المازوت المطلوبة الا أن لا مازوت حتى الساعة، والناس بلا تدفئة، والحفاضات وعلب الحليب تأتي بالمفرق من دون برنامج، ولا تكفي، والقياسات على التوكل”.
وفي بلدة سعدنايل في البقاع الأوسط، أوضح رئيس البلدية حسين الشوباصي أن “الدولة اللبنانية تقوم بتأمين بعض المساعدات الى مراكز الإيواء بالتعاون مع الجميعات والمنظمات المحلية والدولية، ولكن مع بداية الصقيع في البقاع والطقس القارس ليلاً لم تصل إلى الآن أي مساعدات شتوية، ومراكز الإيواء لا تستطيع تأمين مازوت للتدفئة لذلك يجب إيجاد حل سريع لهذه النقطة للحفاظ على سلامة النازحين”.