هذا طموحي… “حتى لو ما بطعمي خبز”

ورد بو حمدان

كلنا كشباب لدينا طموحات وأحلام لا سقف لها، وكلنا نرغب بالعيش من مختلف المهن التي نحلم بالتفوق فيها. لطالما كانت طموحاتي بمعظمها موسيقية، ولطالما أردت أخذ هذه الطموحات والأحلام وقلبها إلى واقع مربح مادياً، بالرغم من جملة “ما بتطعمي خبز” التي سمعتها على لسان معظم أصدقائي وأقربائي وغيرهم.

منذ سنوات وأنا أرغب ببدء مسيرتي الفنية في لبنان كمغنٍّ وعازف غيتار/ باس، ومنذ سنوات وأنا أحاول. كانت آخر محاولة قبل انتهاء عام 2019 ومع بداية الثورة، كانت فرصة كبيرة لي، فكلنا نعرف أن الموسيقى هي وقود للثورة والتمرد والانقلاب على السلطة والمطالبة بالحقوق والحرية؟

كانت خطتي وما زالت البداية بالعزف والغناء بمفردي أو مع فرقة في المطاعم والمقاهي وغيرها من أماكن الترفيه في لبنان، والانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، فهكذا هي الحال الآن في كافة الفنون، ثم البدء بأعمال وألبومات أصلية، والوصول منها إلى الشهرة تدريجياً، في لبنان أولاً، ومن ثم في الخارج. أما عن شغفي، فكان دائماً في موسيقى الروك، التي لطالما كانت من أول وأقوى الدوافع والحوافز للثورات.

هذا كان طموحي، ومازال.

دخلت الجامعة وتخصصت في التربية الموسيقية. على الرغم من عدم رغبتي بذلك، أردت فوراً الانطلاق إلى سوق العمل. كنت آمل أن تقربني الجامعة من أشخاص مثلي لديهم نفس الأفكار والأحلام والخطط التي مزقها أولئك الذين دمروا هذا البلد وحطموا شعبه ولم يرحموه. كنت على ثقةٍ بأنه لم يعد هناك لي أمل في لبنان، أو على الأقل ليس الآن، ليس في هذه الفترة من الدمار الاقتصادي والسياسي والثقافي والأمني. كغالبية شباب لبنان، ارتأيت السفر إلى خارج البلاد. أصبح لا بد من اللجوء إلى المجتمعات الغربية، حيث هناك فرص حقيقية للجميع، ولا يحطم أحد أحلامنا وطموحاتنا، ولا يجرؤ مخلوق على سرقة أفكارنا وكرامتنا وأمننا وأموالنا. أعلم أن التحديات لن تكون أسهل لو سافرت، ولكنني أعلم أيضاً أن محاولاتي لن تذهب سدىً، وأن هناك ما ينتظرني، لا في نهاية المطاف، بل على طول الطريق، فهذا المطاف لا نهاية له. أعلم أننا لا ندري ما سيحدث غداً، فنحن لم نكن ندري قبل سنةٍ ما كان سيأتي من مشاكل ومفاجآت ومستجدات غير سارة. ربما دخول الجامعة كان خياراً جيداً. لقد أصبح علينا فعل أي شيء يمكننا فعله – أن نحاول ما يمكننا محاولته، فقد سئمنا! سئمنا سماع جملة “ما بتطعمي خبز”.

ليش في شي بعد بهالبلد بطعمي خبز؟

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً