تشريع نبتة القنب أو ما تسمى بالحشيشة ما زالت موضوعاً يتناوله نقاش بين فئة مؤيدة لزراعتها وأخرى معارضة لها.
ولكن يقصد بالتشريع هنا لاستخدامها والاستفادة منها على مختلف الأصعدة الاقتصادية والطبية والأمنية.
ـــ أولاً: على الصعيد الاقتصادي، فإن تشريع زراعة الحشيشية سيؤثر إيجاباً على الاقتصاد اللبناني وتنمية الاقتصاد المحلي. بحسب بعض الاقتصاديين الذين توقعوا أن تؤدي زراعة الحشيشة إلى مردود سنوي بما يقارب الخمسمئة مليون دولار أميركي، كما ستساهم في زيادة فرص العمل على الصعيد الزراعي وزيادة مداخيل الدولة والمواطنين.
ومن هنا نستشهد ببعض الدول التي شرعت الحشيشة وكيف أثرت على اقتصادها. وعلى سبيل المثال يشير التقرير الصادر عن معهد بحوث القنّب التابع لجامعة ولاية كولورادو أن صناعة الحشيشة القانونية ساهمت بأكثر من 58 مليون دولار في الاقتصاد المحلي، من خلال الضرائب والرسوم الأخرى في المقام الأول وفي النتيجة، أن تشريع الحشيشة سيؤدي إلى تخفيف الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
ــــ ثانيًا: على الصعيد الطبي وبعدما اثبتت بعض الدراسات أن نبتة القنب تستخدم لعلاج آلام الأعصاب كما توصف هذه النبتة لمرضى السرطان وذلك للتقليل من تأثير العلاج الكيميائي، وللمساعدة في السيطرة على التشنجات العضلية المنهكة ومرض التصلب المتعدد، وللمساعدة في الحد من اضطرابات القلق والتوتر الكبيرة، ولعلاج مرض الاكتئاب بسبب قدرتها على تعزيز المشاعر النشطة ورفع مستوى التركيز.
ونتطرّق هنا إلى بعض الدلائل الطبية الموثقة عن فوائد هذه المادة، فقد أعدت مجلة ناشيونال جيوغرافيك، في حزيران ٢٠١٥، تقريرًا بعنوان “علم النشوة ” عن فوائد الحشيشة موضحة أن للحشيشة فوائد طبية أثبتت فعاليتها في عالم الطب. وقد ورد في التقرير أن الحشيشة يمكن استخدامها كمضاد للالتهاب، ومنع نمو خلايا السرطان والأوعية الدموية التي تغذي الأورام ومكافحة الفيروسات وتخفيف تشنجات العضلات الناتجة عن التصلب المتعدد،
كما اعتبر في لبنان الدكتور جورج صيلي أن هناك نوعين من التركيبات في نبتة الحشيشة أحدهما يعطي شعوراً بالمتعة والإثارة الشديدة والتي تشكل حالة الإدمان، والثانية تحمل فوائد طبية دون التسبب في الإدمان وهي التركيبة التي جرت المطالبة بها لتشريعها.
وبالنتيجة هناك العديد من الأشياء المضرة مثل التبغ والكحول، فلا يجوز أن يكون استهلاكهما قانونياً وأن تكون الحشيشة في المقابل غير شرعية.
ــــ ثالثاً:على الصعيد الأمني، إن تشريع الحشيشة تؤدي إلى تفعيل العدالة الجنائية وهذا يعني أن هذه الخطوة سوف تتيح أمام القوى الأمنية والقضاء فرصاً أكبر لمحاربة قضايا ذات أهمية كبرى، كجرائم الإرهاب والقتل والإتجار بالبشر ومن خلال تشريع الحشيشة تكون الحكومة قد فرضت سلطتها على هذا المجال وتعيق وصول هذه الكميات الهائلة إلى التجار والعصابات الذين يستخدمونها لتنفيذ خططهم الإجرامية والإرهاب.