مخاوف مشروعة من فلتان الإدمان

سهى الدغيدي‎‎

في بلد مثل لبنان، بلد السياحة والسهر والأجواء الجميلة ومع شعب يحب الكيف كيف لنبتة الحشيشة أن تؤثر لا على هذا المجتمع .

في ظل الأزمات الاقتصادية والصحية التي يعيشها لبنان، سلك اقتراح قانون تشريع ” زراعة الحشيشة ” طريقه إلى الإقرار بعد أن اقرته اللجان النيابية .وفيما ربط القانون زراعة ” القنب” بالاستخدام الطبي، حذر البعض من الفوضى التي قد تحصل، خصوصاً في ظل غياب الرقابة الاجتماعية في لبنان .

إن بنية المجتمع اللبناني الشبابي قابلة للانجرار وراء الاستخدام المفرط لهذه النبتة، فهناك ٤٠% من الشباب اللبناني يدخنون النرجيلة، ولا يوجد طريقة أسهل من استغلال هذه النبتة من قبل المستفيدين، ونصبح أمام جيل مدمن وهذا ليس آمناً، ومن السهل جداً اختراق الشباب بمنتج الحشيشة، فعندما شُرّعت الحشيشة، أصبحت متاحة في كل مكان .

إن إقرار قانون زراعة القنب في هذه الظروف غير موفق لأن هناك نوعين من القنب :

ـــ أولاً: الترفيهي وفيه معدلات عالية من المخدرات، والتي تؤثر سلباً على أداء التعاطي ويدفعه للقيام بأعمال جرمية تجاه المجتمع، وهذا النوع يزرع في أراضٍ متروكة بحيث تحميه العصابات التي تصبح المزارع والتاجر في آن معاً.

ثانياً: القنب لأغراض طبية وهو نبتة معدلة لتخفيف الآثار السلبية وتحتاج زراعته إلى مختبرات طبية مختصة وهذا الأمر غيىر متوفر حالياً، ما يعني أن القانون سيبقى حبراً على ورق لحين إنشاء المختبرات والمصانع أو سيستغله التجار كوسيلة للإتجار بالمخدرات تحت سقف القانون .

إن هذا الأمر مصيره الفشل الكلي، لعدم قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط المساحات التي يزرعها الأفراد، وستمول هذه المساحات جزءاً كبيرا ً من تجارة الحشيشة التي ستصبح أكثر علانية وبغطاء قانوني.

هذه المخاوف المشروعة تطرح السؤال حول خلفيات إقرار القانون وخصوصاً في هذا الوقت الذي يعاني منه لبنان من مشكلات اقتصادية واجتماعية، تهدد بنيته السياسية والاجتماعية .

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً